الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات العراقية ومهام بناء عراق ديمقراطي تعددي

محمود زعرور

2005 / 2 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من الممكن النظر إلى الانتخابات العراقية بأكثر من زاوية ، واتخاذ موقف بشأنها انطلاقآ من أكثر من معيار ، لكن ، عمومآ ، تتفق الكثير من التحليلات حول أهميتها
لجهة ورودها في سياق ما ، متعلق بوضع العراق بعد زوال واحد من أشد النظم الديكتاتورية ، الذي هيمن على الحياة العامة لآكثر من ثلاثين عامآ ، وأوصل العراق إلى حالة ( نموذجية ) او ( وصفية ) ، يشار إليها ، عمومآ ، كسبب رئيسي للإفقار والنهب والتقتيت والتدخلات الخارجية .
من جوانب أهمية الانتخابات العراقية ، أنها تأتي كأول ممارسة لانتخابات تعددية ، حرة ، بعد عقود طويلة من هيمنة حكم شمولي ، مارس نهج الاستبداد والتمييز بكافة أبعاده ومستوياته الاجتماعية والقومية والدينية والمذهبية ، ومن هنا كان تصميم العراقيين على التمسك بهذا الحق رغم الظروف المختلفة والتحديات العديدة التي اتت في سياق هذه العملية السياسية الجديدة ، كاستمرار الاحتلال ، وتفشي الإرهاب ، وتعاظم جرائم القتل والخطف ، وكذلك ، تعدد وجهات النظر والأراء حول جدوى الانتخابات ، وشرعيتها ، وتأثيرات بعض القوى في نتائجها ، وغير ذلك من محددات ظرفية أو راهنة .
أعتقد أن مجرد إجراء الانتخابات ، وضمن هذه الظروف ، وبهذه الصورة التعددية ، وبتلك النسبة من المشاركة - حوالي ستين بالمائة ، أي قرابة ثمانية ملايين
ونصف ناخب - ورغم تعدد الأراء بشأن إجرائها ، وعلى أهمية من لم يشارك بها ، هي ، عمومآ ، خطوة عملية صحيحة ، أولى ، في طريق طويل ، على العراقببن السير فيه ، موحدين ، لإنجاح هذه التجربة ، وتكريسها ، وتصويب مساراتها ، والحد من نواقصها ، وأخطائها ، فالديمقراطية هي التي تتكفل بتصحيح نفسها على الدوام .
ولإن الديمقراطية على هذه الدرجة من الأهمية ، فهي وحدها الوسيلة والمنهج معآ ، لإبراز ما يمكن للعراقيين العمل بشأنه حول مهام قادمة ، مثل الاستقلال والسيادة الوطنية عبر إنهاء الاحتلال ، وإعادة البناء والإعمار ، وإقامة عراق ديمقراطي تعددي يعمل على إقامة العدالة والمساواة للحميع .
الشيئ اللافت من بعض ردود الفعل والمواقف التي سجلت بعد إعلان نتائج الانتخابات ، تلك التأكيدات التي شددت على مسألة الحوار ، وعلى أهمية تعميق المشاركة العامة ، خاصة أن هناك استحقاقات تالية مهمة ، من الضروري أن تتم في إطار من التنسيق والتوافق ، كمسألة صياغة الدستور ، ومن المهم هنا الإشارة إلى ما تردد من تطمينات بأن الإسلام لن يكون المصدر الرئيسي للتشريع .
أمام هذا الاستحقاق وغيره ، على القوى اليسارية والعلمانية في العراق عمومآ ، بذل مزيد من الجهود لبيان أهمية صياغة وإقرار دستور مدني وعلماني حديث يؤكد على قيم دولة المواطنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو