الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغزى زياره كلينتون الأخيره لمصر

جمال عبد الفتاح

2012 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


مغزى زياره كلينتون الأخيره لمصر

تعود كلينتون وزيره الخارجيه الامريكيه الى مصر من جديد لتلتقى
بالرئيس الاخوانى " مرسى " وهذا الحدث يحمل الكثير من الدلالات الهامه لمتغيرات سياسيه عميقه أحدثتها ثوره 25 يناير فى المنطقه العربيه والعالم.
الثوره الشعبيه المصريه هى ثوره أجتماعيه بأمتياز نصلها الحاد موجه ضد الرأسماليه المتوحشه المحليه والعالميه ،ومعها بدات موجه جديده من ثورات الشعوب والطبقات العامله ضد الرأسماليه المأزومة عبر العالم . وأصبحت تمثل تهديدا مباشرا للمصالح الامريكيه واسرائيل فى المنطقة العربية .
لذلك تبنى الاداره الاستعماريه الامريكيه استراتيجية جديده فى الهيمنه على المنطقه هدفها الرئيسى مواجهه وهزيمه الثوره المصريه والثورات العربيه لضمان أستمرار المصالح التاليه : (1 تحتوى منطقه الخليج والبلدان العربيه على أكثر من 70% من احتياطات البترول والغاز فى العالم ـ الضمانه الوحيده حتى الآن لدوران عجله الانتاج الرأسمالى العالمى لأربعين سنه قادمه ـ وفى أغلبها تقع تحت السيطره الامريكيه.2)تأمين طرق المواصلات الأهم فى العالم قناه السويس والممرات المائيه فى اليحر الاحمر والخليج العربى 3) وجود اسرائيل بالقوة كضروره استعماريه للسيطره على المنطقه ونهب ثرواتها ، واحتجاز تطور بلدانها الاقتصادى والأجتماعى المستقل .
ولقد أعتمدت الأستراتيجيه الامريكيه قبل الثوره المصريه فى السيطره على المنطقه وتحقيق اهدافها على ثلاثه قوى .1) التواجد العسكرى الامريكى المباشرفى شكل قواعد عسكريه وتسهيلات لوجستية فى البلدان العربيه المختلفه وفى مقدمتها السعوديه والامارات الخليجيه والعراق ومصر والاساطيل فى المتوسط والبحر الأحمر ومياه الخليج العربى . 2)اسرائيل قاعده عسكريه ضخمه فى المنطقه 3) الانظمه الرجعيه الاستبداديه العربيه وفى مقدمتها نظام مبارك الذى كان يمثل العمود الفقرى للاستراتيجيه الامريكيه فى المنطقه، لوزن مصر وموقعها ودورها التاريخى ، فهو الضامن لوجود اسرائيل ودورها فى المنطقه خاصه بعد اتفاقيه كامب ديفيد ، والضامن للاستخدام السلس لقناه السويس والممرات وفقا للأحتياجات الامريكيه ، والداعم للوجود الامريكى فى الخليج كما اظهرت حرب عام91 والحرب على العراق عام 2003، والموقف من النظام الايرانى الساعى لدور اقليمى أكبر لم ترضى عنه امريكا حتى الآن.
وأصبح على الامبرياليه الامريكيه بعد الأطاحه بمبارك وأصابه نظامه بعطب شديد نتيجه لزلزال الثوره وتوابعها فى المنطقه العربيه والعالم ، وأمام صمودها وأسنمرارها فى مواجهه الحرب الضاريه عليها من قوى الثوره المضاده المحليه وحلفائهم من الرجعيه العربيه ...اصبح عليها أدخال تعديلات جوهريه لاستراتيجيتها فى الهيمنه على المنطقه بأعتماد قوى جديده بدلا من أشكال الحكم الاستبدادية القديمه فوقع أختيارها على قوى الرجعيه الاسلاميه –الأخوان المسلمين ـ كما فى مصر وتونس وغيرها لأنها تعبير عن مصالح اقتصاديه واجتماعيه وسياسيه لا تتناقض مع مصالح الرأسماليه العالميه فهى جزء منها ومن أقتصاد السوق الحر المتوحش العالمى،وفى نفس الوقت الاخوان لهم نفوذ سياسى وأجتماعى مؤثر بين الطبقه الوسطى وفقراء المدن والارياف، ومازالوا قادرين على نشر الخداع وتزييف الوعى باستخدامهم الدين فى ظل لحظه معقده تخرج فيها قطاعات واسعه من الشعب المصرى من عالم الخوف وتجريم السياسه الى عالم ثوره 25 يناير الرحب عالم يرتفع فيه الوعى والمعرفه لدى جماهير الثوره بشكل متسارع وان كانت مازالت تفتقد الى الوعى المنظم وتحتاج لأكتساب خبرتها الخاصه فى مجالات النضال المختلفه والمعرفه العميقه بالقوى المعاديه للثوره .
لقد اكتشفت الاداره الامريكيه فى الاخوان المسلمين ضالتهم المنشوده فى تلك اللحظه من تطور الصراع بين قوى الثوره وأعدائها ومدى احتياج الاستراتيجيه الامريكيه لهم فى تصفيه الثوره واعاده ترتيب أوضاع المنطقه بعد ان فشل المجلس العسكرى فى انجاز هذه المهمه أعتمادا على هذه القوى الرجعيه البازغه فى مصر والبلدان العربيه الأخرى للقيام بنفس الدور الذى قام به نظام مبارك فى السابق .
وأزدادت ثقه الاداره الامريكيه فى الاخوان مع صعودهم فى الانتخابات البرلمانيه والاقتراب منهم أكثر بعد اللقاءات المتكرره مع قياداتهم والاطمئنان الكافى لموقفهم من وجود اسرائيل واتفاقيات كامب ديفيد، ثم دعمهم لنجاح رئيس أخوانى بعد فشل المجلس العسكرى فى تصفيه الثوره على مدى عام ونصف وذلك طمعا فى ان ينجح الاخوان فيما فشل فيه العسكر .
والحقيقه ان الأخوان وهيلارى وأدارتها الاستعماريه لم يتعلموا الدرس ولم يتفهموا ولن يتفهموا العداء الجذرى للثوره المصريه للولايات المتحده واسرائيل والعسكر والاخوان للتناقض الجذرى فى المصالح والغايات.
وهذا ما أكدته جماهير الثوره المصريه الغاضبه ضد زياره وزيره الخارجيه المصريه للقاهره والاسكندريه ولقائها بمرسى والمجلس العسكرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء