الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نفطكم علينا

حسين علي الحمداني

2012 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


بدأت صناعة النفط في العراق منذ عام 1925. وقد بدأ الإنتاج في حقل بابا گرگر في كركوك بعد عامين من ذلك التاريخ ، أي إن النفط أكتشف في العراق منذ قرن تقريبا ، وشكل المصدر الرئيسي للاقتصاد العراقي .
والسؤال هنا متى أكتشف الشعب العراقي بأنه بلد نفطي؟ الجميع تنبه لهذا بعد عام 2003 ، فجأة بدأنا نتابع أسعار النفط العالمية ونتابع كمية النفط العراقي المصدر، وتمدنا وزارة النفط بأرقام شهرية تجعل كل منا يضرب عدد البراميل المصدرة في سعر البرميل الواحد ونعرف كم دخل ميزانية العراق في الشهر الواحد ونقسمها على عدد الشعب ونعرف حصة المواطن العراقي وننام على أمل حسبة جديدة .
لكن أي منا لم يفكر بأن النفط العراقي يُصدر للعالم منذ 90 سنة ، وإيرادات النفط تأتي للعراق منذ ذلك اليوم وحتى الآن ولو حسبنا منذ عام 1968 وحتى نيسان 2003 الكمية التي تم تصديرها والأموال المتحصلة منها ولو إنها استثمرت بشكل إيجابي لصالح الشعب لما وجدنا فقيرا في العراق ، ولما وجدنا سقف ( جينكو) في أي مدينة عراقية ، ولكن ألا تتفقون معي بأن أربعين سنة من السرقة كافية لأن تترك العراق وشعبه هكذا ، لم يكن صدام وحده يسرق النفط ، بل حاشيته التي نجدها الآن تتباكى على بلد النفط .
ومن يتابع منا الكثير من البرامج في شهر رمضان وغيره يكتشف بأن الكثير من مقدمي البرامج خاصة تلك التي يكون محورها عائلة عراقية فقيرة يتم اختيارها وفق مواصفات ، نجد المقدم أو المقدمة تؤكد بأن وضع هذه العائلة مأساوي رغم إننا بلد نفطي ؟؟ ويسأل والإنسانية تتقطر من بين كلماته أين واردات النفط؟ وتوقفت كثيرا أمام أحد البرامج التي تقدم في رمضان من أحدى القنوات منذ سنوات،ويكون محوره ضيافة عائلة عراقية مسكينة فقيرة تقدم لها وجبة فطور مجانية ومجموعة هدايا ومبلغ مالي ما بين 1000- 2000 $ ولا أدري إن كانت هذه الأموال من واردات النفط العراقي أم من غيرها من الموارد رغم إنني لا أعرف موارد أخرى للعراق سوى النفط ؟ والمواطن العراقي يسأل من أين هذه الأموال الكثيرة التي تصرف على عدد كبير جدا من البرامج والبرنامج الواحد يكلف أكثر من خمسة آلاف دولار أمريكي أي بحدود 50 برميل نفط يوميا بسعر اليوم؟
فكرت لو جاءت هذه القناة لبيتي كنت أسألهم عن مصدر أموالهم ؟ ليس بحثا عن الشفافية التي يطالب الجميع بها الحكومة دون أن يقدم أي منهم عن كشف مصادر أمواله التي ينثرها على أبناء الشعب العراقي ، وأنا أعرف جديا بأنني لن أجد أي جواب مقنع لي أو لغيري من المواطنين.لكن أسألهم لكي أتأكد إن كانت هذه أموالي من عائدات النفط للعقود الماضية أم أموالهم هم من عائدات النفط ويريدون تزكيتها برأسي لتصبح مالا حلالا. أم إن ما يعطي من قبل هذه القناة هو حصة المواطن من عائدات النفط التي تمكنت القناة من أخذها من الحكومة وتشرفت بنفسها على توزيعها على الشعب العراقي شعب الذرى والنفط.
ربما سيقول البعض بأنك ( تحسد الأغنياء ) بالعكس فوجود أغنياء بهذه الدرجة في أي بلد يعني وجود ملايين الفقراء بسببهم .. ولا أدري إن كنتم مقتنعين بهذا أم لكم رأي آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السنوار ونتنياهو يعيقان سياسات بايدن الخارجية قبيل مناظرة ان


.. خامنئي يضع قيودا على تصريحات مرشحي الرئاسة




.. يقودها سموتريتش.. خطط إسرائيلية للسيطرة الدائمة على الضفة ال


.. قوات الاحتلال تنسحب من حي الجابريات في جنين بعد مواجهات مسلح




.. المدير العام للصحة في محافظة غزة يعلن توقف محطة الأوكسجين ال