الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بورتريه لالبير كامو

سماح عادل

2005 / 2 / 15
الادب والفن


بورتريه ألبير كامو
ألبير كامو أديب عالمي استطاع أن يحصل على جائزة نوبل في الآداب عن رواياته المتميزة.أنهى دراسته الثانوية وحصل على البكالوريا ودرس الفلسفة بكلية الآداب بجامعة الجزائر معتمدا على منح التفوق وما كان يكسبه من قيامه ببعض الأعمال.
ظهرت ميوله الأدبية في سن مبكرة اكتشف هذه الميول الأستاذ الكاتب والمفكر (جان جرينييه)الذي شجعه على القراءة والكتابة وكان له اكبر الأثر في حياته.
عندما كان كامو في السابعة عشرة من عمرالجزائر.لسل وصدم بهذا المرض لكنه تمرد على مرضه الخطير واستكمل دراسته الجامعية وشارك في النشاط السياسي, حيث انضم في عام 1932 للحركة المناهضة للفاشية ثم انخرط في عام 1934 في صفوف الحزب الشيوعي.وفي نفس العام انشأ المسرح العمالي في الجزائر.حيث اخرج بعض الروايات ولعب بطولة بعضها الآخر.
يقول كامو عن تأثير المرض عليه (مما لا شك فيه أن هذا المرض أضاف عوائق أخرى أكثر ثقلا وهما مما كان لدى في ذلك الوقت. إلا انه حرر قلبي نهائيا.وباعد بيني وبين المشاكل البشرية التي كانت تملؤني دائما بإحساس البغض.لقد تمتعت بفضله بحياتي بلا حدود ولا ندم )
في عام 1935 تمرد كامو على الحزب الشيوعي لأنه رأى انه فكر يفرض العنف على الإنسان كما أنكر أن يخضع الحق والحقيقة للظروف . لكن رفض كامو للشيوعية كحزب سياسي لا يعني رفضه للاشتراكية كمبدأ.بل انه آمن بالاشتراكية كحل لمشكلة سوء توزيع الثورة ولم يترك مناسبة إلا ودعا فيها للاشتراكية وإتاحة تكافؤ الفرص للجميع . وهو يقول عن نفسه (الحقيقة ,إنني لم أتعلم الحرية من كتب ماركس . لقد تعلمتها من الفقر ) ..
صدر أول مؤلفاته في عام 1937 وكان كتاب بعنوان (الظهر والوجه) وكان عمره لم يتجاوز الرابعة والعشرين .ثم بعد ذلك بأقل من عام صدر كتابه (أفراح) . يرى بعض النقاد انه كتب هذين العملين وهو تحت تأثير صدمة المرض,كما ألف كامو كتاب (الجزر)لأستاذه جان جرينييه وهو عبارة عن مجموعة مقالات فلسفية .
يقول كامو عن أستاذه ( كنت بحاجة لأن يذكرني أحد بطبيعة الإنسان الفانية ..وهكذا أدين لجرينييه بالشك الذي لن ينتهي , والذي منعني من أن يصيبني بالعمى إيمان ضيق الأفق )فقد أنار له كتاب جرينييه فكرة التناقض الذي يتسم به الوجود والقلق الذي ينخر في سعادة الإنسان إزاء هذا التناقض . ..
في عام 1937 عاوده المرض وزادت وطأته عليه هذه المرة .وبدلا من الاستسلام له أختار كامو في 1938أن يحترف مهنة الصحافة وكان قبل ذلك قد عمل كبائع قطع غيار , وراصد في مرصد فلكي في جنوب الجزائر حيث تعرف على البربر وقبائل البدو ,و اشتغل كاتبا في مأمورية الشرطة وأحتك ببؤس الإنسان وشقاء الفقراء .
وواصل كامو مشوار تمرده ورفضه للظلم , فاصطدم بالرقابة العسكرية الفرنسية على الصحف ,في عام 1939 أصبح رئيس تحرير صحيفة مسائية كانت الوحيدة التي تتحدث باسم اليسار في الجزائر ,وبدأت حربه مع الرقابة عندما أحدثت مقالاته ضد الظلم الفرنسي في الجزائر تأثيرا كبيرا بين شباب المثقفين في المستعمرة الفرنسية , وقد أدى رفضه الخضوع لأوامر الرقابة إلى إبعاده إلى فرنسا في عام 1940 وبذلك كان كامو أول صحفي يطرد من الجزائر .......
في فرنسا استكمل كامو مسيرة التمرد فانضم إلى حركة المقاومة ضد الاحتلال النازي . وبذلك استخدم العنف مقابل العنف . وقال في ذلك (لقد فهمت حينذاك أن كراهيتي للعنف ,كانت أقل من كراهيتي للأنظمة القائمة على العنف ), وانضم في هذه الفترة لهيئة تحرير صحيفة المقاومة التي كان يجري تداولها بطريقة سرية وجرى توزيعها علنا عام 1943 وبعد أن تم تحرير فرنسا تولى رئاسة تحرير الصحيفة حتى عام 1946 .
في أواخر عام 1942 وبينما كان يطغى اليأس على الجميع في ظل الاحتلال النازي لباريس , نشرت له دار جليمار الشهيرة رواية ( الغريب )بناء على نصيحة أديب فرنا الكبير أندريه مالرو وبعدها بوقت قصير أصدر مؤلفه الفلسفي (أسطورة سيزيف ) 1943 . حاز العملان على شهرة واسعة ثم كتب كامو مسرحية ( سوء التفاهم )التي جرى عرضها على خشبة المسرح عام 1944 وبعد ذلك بقليل عرضت مسرحية ( كاليجولا )1945 التي تكمن قيمتها في أنها وثيقة درامية تدين العدمية المعاصرة ,حيث تناول فيها كامو موضوع التمرد الفوضوي ورد على النازية كنظام يقود على التمرد الفوضوي وعبادة القوة ....
العبث بالنسبة لكامو (ليس هو العالم ولا الإنسان , وإنما هو العلاقة التي تربط العالم بالإنسان)والعالم برأيه ليس عبثيا ولكنه لا عقلاني . فالصفة الجوهرية للعبث هي استعصاء العالم على الخضوع للمقاييس العقلية ,وهكذا يرى كامو أن العقل محدود ولا يستطيع أن يصل إلى عقلنة الوجود.ولكنه يقرر في الوقت نفسه أن العقل هو وسيلة الإنسان الوحيدة الموصلة للحقيقة ,العبث إذن هو مقابلة الوعي الذي هو (رغبة مجنونة في الوضوح) مع هذا العالم اللاعقلاني .وبالرغم من اعتراف كامو بعبث الحياة فانه يرفض فكرة الانتحار إذ أن اكتشاف عبثية الحياة هو برايه بداية فقط لاكتشاف قيم أخرى فالتجربة العبثية ضرورة لانها تحرر الوعي من قيوده وتمنحه سلاح الشك غير انه لا يجب التوقف عندها وانما يتعين تجاوزها يقول كامو (أن التجربة العبثية تمنحني بديهية وحيدة واولية هي تمردي )لذلك يدعو كامو الإنسان لان يعيش حياته بامتلاء وبوعي مضاعف ولكن ذلك يستلزم أن يكون لدى الإنسان الشجاعة والذكاء لكي يعيش ارادته وهي التمرد على مصيره الذي لا مصير غيره وهو الموت ويفجر هذا التناقض بين الوعي بحتمية الموت ورفض الياس من الحياة جواب كامو الخاص وهو الجواب الذي ابرز من وقتها تميزه وشجاعته ..في عام 1951 صدر كتابه ( الإنسان المتمرد )الذي اثار ضجة في الاوساط السياسية والادبية والتمرد براي كامو خلاف الثورة لان التمرد مجرد احتجاج ضد الظلم واليأس والعبث لكن الثورة احتجاج ضد كل ذلك ياخذ شكل العنف والحرب والدماء لذلك يرفض كامو الثورة ويحتضن التمرد ويضح كامو أن أي تمرد لا يعلو على العدمية ويعترف بالتكامل في الفرد والنسبية في السياسة والحدود والقيود سينتهي حتما إلى تبرير القتل ويصبح ديكتاتورية .. حلل كامو في كتابه الإنسان المتمرد اسباب فشل التمرد والثورة حتى الآن وتخليها عن مباديء الحرية والعدالة وتحولهما دائما إلى الدولة البوليسية أو الفرد الطاغي . والانسان المتمرد يجب أن يعترف بالحدود فنحن احرار ولكن قبل حريتنا هناك حرية الاخرين
بعد ((الإنسان المتمرد ))مارس كامو الاخراج والاعداد المسرحي واصدر مجموعة مقالات ( الصيف ) ومجموعة قصص قصيرة ( المنفى والمملكة ) 1957 وبعض المترجمات وبدا طوال تلك الفترة وكانه قد اجدب .وكانت هذه الفترة لابد منها لكي يستعد كامو لكتابة عمل فريد . وكان بالفعل يكتب مسودة سيرته الذاتية أو ((الإنسان الاول ))بينما كان المرض الخطير يعاوده ويشتد عليه من وقت لاخر وساءت صحته بشكل خاص في سنتيه الاخيرتين . وفي عام 1957 حصل على جائزة نوبل للاداب وفي الخطاب الذي القاه بهذه المناسبة ذكر فضل لويس جرمان مدرسه في المدرسة الابتدائية وجان جرينيه أستاذه الذي غرس فيه حب الادب وظل صديقا له حتى وفاته ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل