الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقابات العمال في العراق .. هل ضاع الطريق / (كادحون)

عبد الجبار سبتي

2012 / 7 / 27
الحركة العمالية والنقابية


نقابات العمال في العراق .. هل ضاع الطريق / (كادحون)

منذ اكثر من ثلاثة قرون وربما اكثر كان لنقابات العمال ,في العالم , وفروعها الفضل الاكبر في الدفاع عن حقوق الطبقات العاملة وانتزاعها انتزاعا من اصحاب رؤوس الاموال وارباب العمل حتى اصبح العامل في بعض الدول المتقدمة يعمل لمدة اربع ساعات يوميا وباجر وافي ويتمتع بضمان صحي وتقاعدي بعد ان كان يعمل لمدة 20 ساعة في اليوم الواحد وبدون اي ضمان يذكر .. تلك الحقوق وهذه المزايا والضمانات وتقليل ساعات العمل ما كان لاحد ان يهبها للعمال او الموظفين (سمهم ما شئت) لولا الكادحون الذين دافعوا وطالبوا وتظاهروا وركضوا وهتفوا وضُربوا وحوربوا وتحملوا حتى وصلوا الى هدفهم وهدف من ساندهم وخولهم واستنصر بهم .. نقابات العمال كانت دوما ملجأ وقلعة لليد العاملة تمنع استغلالهم او الاضرار بهم او الاستهتار بحقوقهم او ممارسة التسلط عليهم, الا ان المؤسف ان دور النقابات في العراق انتهى في عهد الطاغية وبقرار ارتجالي لا يخضع لمقاييس او دراسات او حتى اعراف , ففقدت اليد الكادحة يدا تساندها وتشد عليها وتعينها وتطالب بحقوقها , فضاعت الحقوق , واغتيلت النصوص القانونية , وهدرت فرص كبيرة لتحسين ظروف العمل والوصول الى اهداف التنمية والرفاهية المجتمعية المتمثلة بتوفير ظروف عمل جيدة للعاملين قبل مطالبتهم بالواجبات الملقاة على عواتقهم , باعتبار ان توفير تلك الظروف المناسبة للموظف او العامل يهئ مرة لانتاجية افضل داخل المصنع ومرة يهئ فرصا اخرى للعطاء الايجابي داخل المجتمع باعتبار العامل او الموظف فردا داخل مجتمع يعتز بانتماءاته اليه ويفتخر .. وبعد الخلاص من اوزار الدكتاتورية وبزوغ فجر الحرية والديمقراطية كان المفترض والمتوقع ان يعاد تشكيل تلك النقابات لتعاود عملها فترفع الظلم عن كاهل موظف مورس عليه التعسف الوظيفي من قبل رؤساءه او للمناداة بحقوق عاملة تهم شريحة كبيرة وتطالب تلك النقابات بحقوقهم .. كشريحة المتقاعدين مثلا .. الذين غبنت حقوقهم ولم يجدوا من يدافع عنهم اويطالب بتحسين اوضاعهم المعاشية باستثناء بعض الاصوات البسيطة والتي ما ارتقت الى مستوى المطلوب او مستوى الالم الذي تعاني منه هذه الطبقة .
كما ان من مهام النقابات العمالية الاساسية هو تصويب المسار المعوج لبعض القرارات والاوامر المعوجة التي توضع اساسا لتخدم طبقة معينة من المدراء لتغبن بالضرورة الطبقات الوظيفية الاخرى وكما هو معمول به في جدول رواتب الموظفين وسلم الدرجات الوظيفية رقم 22 لسنة 2008 الذي لم يراع فيه الفارق الكبير والشاسع في الرواتب والاجور بين الدرجات الوظيفية المختلفة حتى عاد ذلك الفارق يصل الى عشرة اضعاف او اكثر بين موظفين يعملون في نفس المكان ويمارسون نفس الدور او بين موظفين يحملون نفس العنوان الوظيفي لكن يعملون في وزاراة مختلفة ويخضعون لنفس القانون بينما تتفاوت اجورهم لحد اللامعقول .. ,او الاتجاه الى القضاء الادارى من خلال قنوات النقابة المتنفذة لاستعادة مسار التسلسل الوظيفي الصحيح من خلال تمكين اصحاب الشهادات من الحصول على مراكزهم الوظيفية المستحقة والغاء كونها منحة تمنح من قبل مدير العمل يمنحها لمن يشاء وكيفما يشاء ويريد بها منافع شخصية خاصة ..كل تلك الامور الكبيرة والخطيرة كانت تضطلع بها نقابات العمال وما زالت تمارس دورها الريادي في المجتمعات العالمية .., لكنها في العراق اضاعت الطريق وتشتت فيها الاصوات حتى خفتت ولم تعد تسمع ..
كل ذلك كان يمكن له ان يثمر عطاءا ورضى وطرقا تقترب من جانب العدالة الانسانية وصولا الى رفاهية المجتمع لو ان النقابة اضطلعت بدورها الحق وقدمت خدماتها بالشكل الحقيقي لاكبر شريحة في المجتمع , لكنها وللاسف لم تصل الى الصورة المبتغاة وفي رأيي المتواضع يعود السبب الرئيس في هذا الفشل الى الطبقة العاملة نفسها التي لو شاءت لاختارت لانفسها ممثلين ودعمتهم ورفدتهم بكل ما تستطيع وصولا لهدفها الكبير وهو تحصين انفسها ضد كل ما لايحمد عقباه وضد الاستغلال وضد التهميش .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -موت القيم الأوروبية-.. موظفو مؤسسات الاتحاد الأوروبي يتظاهر


.. مغنٍ سويدي من أصل فلسطيني يخترق قوانين يوروفيجن احتجاجا على




.. ??طلاب كامبريدج يواصلون اعتصامهم للمطالبة بسحب الاستثمارات ف


.. طلاب متضامنون مع غزة يعتصمون في مبنى بجامعة بروكسل




.. استمرار اعتصام طلبة جامعة غنت البلجيكية تضامنا مع غزة