الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- المؤامرة - و الموقع الطبيعي لليسار في الانتفاضات الثورية

عديد نصار

2012 / 7 / 28
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لقد اعتاد الشيوعيون أن ينظروا إلى الصراع بمنظور الحرب الباردة. و برغم التحولات الكبرى التي ضربت العالم و حولته إلى كيان واحد يتمثل بمراكز هيمنة رأسمالية و دول تابعة، و برغم الانتفاضات الثورية التي ضربت الوطن العربي و امتدت حتى مراكز الهيمنة ذاتها، فإننا لا نزال نقرأ ما يكتبه شيوعيون من مختلف التوجهات كما لو كان الصراع اليوم قائما بين شرق و غرب أو بين اصطفافين دوليين يفترض بالشيوعيين أن يلتحقوا بواحد منهما. و لا زالت نظرية المؤامرة التي أطلقتها ثقافة النظم الاستبدادية لتبرير استمرارها في مرحلة تاريخية بائدة تستولي على رؤية و تحليل كثير من الشيوعيين و بخاصة أحزاب الشيوعية التقليدية الملتحقة بتلك النظم.
إذا سلمنا بوجود " مؤامرة " ما تقودها أمريكا و الناتو و أتباعهما من الرجعيات في الوطن العربي و تركيا و ... جزر القمر ... فباعتبارنا ماركسيين، يفترض أن نعيد هذه المؤامرة الى الطبيعة الرأسمالية للنظام العالمي المسيطر الذي يعاني في هذه المرحلة من أزمته البنيوية الكبرى.
و إذا انطلقنا من هذا التحليل الطبقي الذي يفسر طبيعة المؤامرة بأنها إحدى البدائل المفترضة في مشروع أعدته مراكز الهيمنة، و مراكز التبعية، الرأسمالية لتأبيد و توسيع سيطرة هذا النظام المأزوم و تأجيل سقوطه نتيجة مفاعيل أزمته، فمواجهة هذه المؤامرة ينبغي أن تصب في الأصل في بوتقة الصراع الطبقي الأممي الهادف في المحصلة النهائية إلى إسقاط هذا النظام العالمي و فتح الآفاق أمام بناء النظام الاشتراكي .
من هنا يتبين أن طرفي الصراع في هذه المؤامرة يفترض أن يكونا في الأساس : الامبرياليات ( و الصهيونية ) بما هي التعبير السياسي العسكري عن الرأسمال المركزي و النظم المافياوية المحلية في البلدان التابعة بما هي التعبير الاقتصادي السياسي و الأمني للرأسمال الطرفي التابع، من جهة؛ و الطبقة العاملة و قواها التقدمية في بلدان المراكز، و الطبقة العاملة الجنينية و ربما الهجينة مع الجماهير العريضة المضطهدة و المهمشة و المسحوقة في بلدان الأطراف، من الجهة الأخرى.
إن استمرار حالة الستاتيكو التي امتدت على مدى عقود طويلة تهيمن على بلدان الوطن العربي سمحت للامبريالية و قوى الاقتصاد الرأسمالي أن توسع نهبها و سيطرتها في جميع المجالات بما فيها الجانب الثقافي - السياسي، و أتاحت لها فرض وقائع اجتماعية بنيوية على الأرض من خلال الاحتلال المباشر أو الاحتلال بالواسطة من قبل أنظمة التبعيات، كما في العراق من خلال فرض الانقسامات من كل نوع و كما في لبنان و كذلك كما في فلسطين المحتلة و كل ما فرضه الوجود الاحتلالي الصهيوني من وقائع بالقوة الغاشمة.
من خلال هذا التحليل المادي البسيط نلمس دور الأنظمة القابضة على السلطة في بلدان الوطن العربي في تكبيل الشعوب و في منعها و بقوة البطش البوليسي من امتلاك القدرة السياسية و الثقافية على مواجهة "المؤامرة" من جهة و على طرح قضية التغيير بأي شكل من الأشكال.
و إذا كانت ال"ممانعة" هي الشكل الرسمي للمواجهة تلك، فإنها صبت، و كان مطلوبا منها أن تصب، في خدمة الاستقرار ( الستاتيكو ) ذاته، أي في خدمة إدامة سيطرة تلك الأنظمة التي تؤدي دورها في المشروع أو البدائل التي تطرح عالميا و إقليميا لتأبيد سيطرة رأس المال محليا و عالميا. من هنا جُرّدت و بسحر ساحر كل المقاومات ( الاسلامية خصوصا و المدعومة ممانعاتيا ) من أي مشروع وطني أو تقدمي أو تحرري!
إن تجرؤ الشارع على السلطة الأمنية للمافيات المتحكمة كان الخطوة اللابد منها لكسر حالة الجمود التي طالما خدمت تلك ال"مؤامرة". و هنا، عندما نرى الأنظمة تستنفر كل قواها الظاهرة و الخفية لطحن إرادة رجل الشارع، نكتشف أن كل الأنظمة ( المعتدلة أو الممانعة بلغة ما قبل الانتفاضة ) بكل قواها السياسية التقليدية و المستجدة، ضالعة في هذه ال"مؤامرة" و وجودها الوظيفي مرتبط بتنفيذها أو السماح بتنفيذها.
و هنا يمكن للمرء أن يتساءل عن الفراق المريع بين أحزاب الشيوعية و اليسار التقليديين و رجل الشارع، و عن الغياب الفاقع لقوى اليسار الثوري أو اليسار الماركسي ( الحزبي ) الملتحم بالجماهير و القادر على ترجمة أوجاعها الناشئة عن الضغوط المتفاقمة في كل لحظة، ترجمة سياسية. الوقائع و التطورات الأخيرة أثبتت أن الانظمة استطاعت باستخدام وسائلها المختلفة إما في استقطاب القوى الانتهازية من خلال تقديم الفتات و بعض الحصص على مائدة قوى النظام، أو من خلال سحق كل رأي أو فكر ثوري لا يمكن استقطابه، بالقتل أو الاعتقال المديد أو النفي النهائي كما في سوريا و العراق و ليبيا و السعودية و سواها. و هذا ما أفقد الشارع القدرة على إنتاج المعرفة الثورية التي تمكنه من وضع مشروع متكامل لثورته التي لا بد منها حين يفقد القدرة ( و قد فقدها فعلا ) على الاستمرار.
من هنا كانت الانتفاضات الشعبية العارمة بدون قيادة فعلية موحدة و بدون مشروع واضح.
و باعتبار أن اليسار التقليدي و الأحزاب الشيوعية التقليدية نفسها جزءً من النظام، فقد أساء هذا الأمر شديد الإساءة إلى الشيوعيين الذين تخلوا عن أحزابهم في معمعة الصراع المفتوح، أمام الناس، و أعاق دورهم الريادي في تشكيل الحالة السياسية المناسبة لتجذير ثورة الجماهير و حمايتها، ما أفسح المجال أمام قوى الإسلام السياسي الأكثر تنظيما، و التي تشكل الاحتياط و البديل، الاستراتيجي لقوى رأس المال محليا، أن تتوسع و تمتد بين الناس على حساب وجود القوى التقدمية و اليسار و الشيوعيين.
لا يمكنك أن تطلب إلى الجماهير أن تؤجل ثورتها إلى حين توفر الظرف الذاتي لقوى اليسار الثوري. فهذه الجماهير لم تعد قادرة على الاستمرار فلقد تساوى أمامها الموت مع الحياة فاندفعت تواجه الموت بالصدور العارية. و لما كانت الأنظمة فاشية لا تحترم حياة الناس و لا تحافظ عليها إلا بما يخدم استمرار سيطرتها و نهبها هبت بكل قواها لتواجههم في الشارع بالقتل المباشر.
نتيجة كل هذا دعوني أبدي قناعتي التامة أن حركة الجماهير مهما كانت عفوية هي حركة تقدمية طالما امتلكت الجرأة اللازمة لتحدي السلطة. و إنها، هذه الحركة، ستفرز من خبرتها اليومية و ديموتها، وبمساهمتنا، قواها الجذرية التي تؤكد هذه التقدمية في توجهها و تجذر مسارها و تحملها في إطارسيرورة ثورية متواصلة حتى تحقيق الأهداف الاجتماعية الاقتصادية و السياسية طبعا التي تؤكد تقدميتها. هذه السيرورة الثورية التي سوف تسقط أي قوى رجعية يمكن أن تقفز إلى السلطة ( مصر، تونس )، كونها، و بسبب طبيعتها الطبقية غير مؤهلة لإزالة الأسباب المادية التي فرضت الثورة.
هنا، علينا اكتشاف دورنا كيسار في حركة الشارع و في قلب ثورته. و ليس خارج هذه الثورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لسنا بالضرورة أمام خيارين
بشير الحامدي ( 2012 / 7 / 28 - 09:38 )
1 ـ ـ إذا كانت ال-ممانعة- هي الشكل الرسمي للمواجهة تلك، فإنها صبت، و كان مطلوبا منها أن تصب، في خدمة الاستقرار ( الستاتيكو ) ذاته، أي في خدمة إدامة سيطرة تلك الأنظمة التي تؤدي دورها في المشروع أو البدائل التي تطرح عالميا و إقليميا لتأبيد سيطرة رأس المال محليا و عالميا. من هنا جُرّدت و بسحر ساحر كل المقاومات ( الاسلامية خصوصا و المدعومة ممانعاتيا ) من أي مشروع وطني أو تقدمي أو تحرري!
2 ـ إن تجرؤ الشارع على السلطة الأمنية للمافيات المتحكمة كان الخطوة اللابد منها لكسر حالة الجمود التي طالما خدمت تلك ال-مؤامرة-. و هنا، عندما نرى الأنظمة تستنفر كل قواها الظاهرة و الخفية لطحن إرادة رجل الشارع، نكتشف أن كل الأنظمة ( المعتدلة أو الممانعة بلغة ما قبل الانتفاضة ) بكل قواها السياسية التقليدية و المستجدة، ضالعة في هذه ال-مؤامرة- و وجودها الوظيفي مرتبط بتنفيذها أو السماح بتنفيذها.
يتبع


2 - لسنا أما خيارين
بشير الحامدي ( 2012 / 7 / 28 - 09:39 )
3 ـ لا يمكنك أن تطلب إلى الجماهير أن تؤجل ثورتها إلى حين توفر الظرف الذاتي لقوى اليسار الثوري. فهذه الجماهير لم تعد قادرة على الاستمرار فلقد تساوى أمامها الموت مع الحياة فاندفعت تواجه الموت بالصدور العارية. و لما كانت الأنظمة فاشية لا تحترم حياة الناس و لا تحافظ عليها إلا بما يخدم استمرار سيطرتها و نهبها هبت بكل قواها لتواجههم في الشارع بالقتل المباشر. على هذه المواقف يجب أن نبني اليوم كل سياساتنا. يجب أن نتجاوز في ذلك المنطق الذي يجعلنا أما إختيارين لا ثالث لهما أنظمة فاسدة جاثمة على شعوبها منذ عقود و انظمة استبداد قادمة في اطار مشروع استراتيجي امبريالي. الموقف اليوم هو الوقوف إلى جانب الجماهير والدفع لتنظمها باستقلال عن هذين الطرفين . هذه هي قاعدة كل مشروع ثوري للتغيير. تحياتي عديد .


3 - رد على مقال الرفيق عديد نصار حول موقع اليسار
ramy ( 2012 / 7 / 28 - 11:18 )
رد على مقال الرفيق عديد نصار حول موقع اليسار في الإنتفاضات العربية:
الموقع الطبيعي لليسار ،أو تحديدا اليسار ذو المرجعية الماركسية اللينينية في كل مكان وزمان يكمن حيث الجماهير ،في قيادة الصراع الطبقي نحو تحطيم المجتمع الزراعي الشائع وتخليص الكادحين من قيد الإنتاج،البضاعي والريعي ،وبناء المجتمع التقدمي الإشتراكي كمرحلة عبور نحو الشيوعية.
الإختلاف هنا ليس حول الطبيعة التقدمية للإنتفاضات العربية في شكلها الجنيني العفوي،فالتراث العربي ثري بمثل هذه الإنتفاضات الفلاحية سواء ضد سلطة الإقطاع منذ صدر الإسلام أو ضد الإستعمار الرأسمالي في بدايات القرنين المنصرمين ،أو حتى الإنتفاضات المحدودة والعارمة على دول الإقطاع والكمبرادور منذ وخلال الخمسين سنة المنقضية بعد ثورات التحرر الوطني وما أدت له من تغير في شكل الإستعمار الكلاسيكي المباشر نحو وضعية شبه استعمار في دولة ما بعد الإستعمار المباشر بغض النظر عن موقع الرأسمال -الثوري- من السلطة في هذه الأقطار وتحولاته تحت الهيمنة الإمبريالية في ضل المجتمع الزراعي العربي الذي ضل لليوم متخلفا ،مستعمرا،شبه مستعمر شبه إقطاعي........
الإختلاف كذلك ليس حول ط


4 - اليسار باي اتجاه؟؟
mahmoud ( 2012 / 7 / 28 - 11:27 )
ما زالت الحركة اليسارية العربية تعيش تداعيات الانهيار السوفياتي اي حتى الان تعيش حالة ضياع كلي على كافة الاصعدة وكانها ما زالة في طور الطفولة وبحاجة الى مرشد ودليل واذا نظرنا الى من يدعوون انهم الطليعة والعمود الفقري لهذه الحركة نرى التخبط والعزلة الكبيرة عن الشارع والحياة العامة.العراق وكيف تعاطى الحزب الشيوعي مع الاحتلال الامريكي,في لبنان وانسحاب الحزب الشيوعي من بين جماهيره العريضة وتاريخه الحافل وانزوائه تحت عبائة ولي الفقيه,وفي سوريا وتحول الحزب الشيوعي على مر التاريخ بوق من ابواق الدكتاتورية وصولا الى وقوفه مع الطاغية ضد الشعب,هل ما زال اليسار يسارا؟هل ما زال اليسار يؤمن بالفكر اليساري؟


5 - 2 رد على مقال الرفيق عديد نصار حول موقع اليسار
ramy ( 2012 / 7 / 28 - 11:43 )
الإختلاف كذلك ليس حول طبيعة المجموعات الماركسية وتطورها المشوه في نفس المجتمع سواء كانت كلاسيكية أو بمفاهيمها التجاوزية الجديدة...
أريد أن أبدي تحفظا حول التعبير الذي أتيت به؛-حركة الجماهير مهما كانت عفوية هي حركة تقدمية طالما امتلكت الجرأة اللازمة لتحدي السلطة-،فلكل تحديده لمفهوم الجماهير وهي تضل لفضة مطاطية قابلة لتلبس أية حالة اجتماعية،إذ أنني لا أظن أن عشيرة عزت بيكوفيتش في يوغسلافيا جماهير منتفضة ذات طابع اجتماعي تقدمي ،كما أنني لا أعتبر حركة الفلاحين -الجماهيرية-ضد المخطط الخماسي للدولة السفييتية حركة ثورية ،أو انتفاضات الردة البرجوازية في الإتحاد السفييتي بعد وفاة ستالين وبعد استشعارها وهن دولة دكتاتورية البروليتاريا ،مجرد حركات جماهيرية- تقدمة -كما أشرت
لكن هنا الإشكالية الرئيسية في تحليل دور المجموعات اليسارية الموجودة هي حول السلطة،هل هذه المجموعات التي أنت تنتقدها،أو التي أنت تطمح لانبثاقها من رحم الحراك القائم ،قادرة فعلا على ترجمة الإنتفاضة السورية سياسيا والمرور بها لمرحلة السلطة؟؟؟؟أم أنه كما قدر لها وحسب المقاصد العامة والرائحة الفائحة من وراء مقالك أن تكون حطبا لصراع


6 - رد على مقال الرفيق عديد نصار حول موقع اليسار3
Ramy Tounsi ( 2012 / 7 / 28 - 11:47 )

واجب التقدميين وتحديدا الماركسيين منهم هو طرح بديل آخر عن الصراع الرجعي/رجعي،عن طريق الانخراط في جبهة تقدمية ديمقراطية من اجل صياغة برنامج نضالي،وليس التنظير للتنسيق بين اليسار والظلام،فلنتعض من تجربة الترتسكيين المتحالفين مع الإخوان في مصر والتحريفيين الدغمائيين في تونس الذين اعتبرو الإخوان -قوى وطنية-وأعطوها شرعيات نضالية لا تحلم بها ، فلنتعض من حركة 20 فبراير بالمغرب والتي لليوم لم تقدم أي إنجاز يذكر للشعب المغربي نظرا لكونها إطار تنسيقي بين قوى تقدمية ضعيفة وأخرى مغرقة في التخلف


7 - 2 رد على مقال الرفيق عديد نصار حول موقع اليسار
Ramy Tounsi ( 2012 / 7 / 28 - 12:03 )
لكن هنا الإشكالية الرئيسية في تحليل دور المجموعات اليسارية الموجودة هي حول السلطة،هل هذه المجموعات التي أنت تنتقدها،أو التي أنت تطمح لانبثاقها من رحم الحراك القائم ،قادرة فعلا على ترجمة الإنتفاضة السورية سياسيا والمرور بها لمرحلة السلطة؟؟؟؟أم أنه كما قدر لها وحسب المقاصد العامة والرائحة الفائحة من وراء مقالك أن تكون حطبا لصراع بين السلطة السورية الدكتاتورية المدعومة من دول ذات النزعة الإمبريالية كروسيا والصين وبعض القوى الإقليمية كإيران والبرازيل وفنزويلا ،والمجموعات المنتمية للأطوار نصف المشاعية والإقطاعية كتنظيم القاعدة التي تمثل ذاتها كما تمثل الحلف الإمبريالي الصهيوني ؟؟؟؟نعم على الماركسيين مساندة نضالات الشعب العربي في سوريا لكن في شكل مستقل عن الأطر الرجعية (النظام/الجيش الحر،أوبشكل أوضح؛النظام/الإستعمار)،بل على الشيوعيين الإنخراط في الدعاية ضد هذه الحرب الإقليمية على السوق وموارد الطاقة وتجنيب الجماهير أن تكون حطبا لمحرقة من أجل مصالح قوى لا تمثلها لأن شعار الشيوعيين هو السلام وليس الحرب في الحروب الإمبريالية،لكن ليس بطريقة الإسقاط الدغمائي التي قمت أنت بها ،فالحرب هذه المر


8 - - رد على مقال الرفيق عديد نصار حول موقع اليسار3
Ramy Tounsi ( 2012 / 7 / 28 - 12:04 )
.يا سلام!!!وكأن الحرب والإستعمار قدر محتوم وجب التعايش معه بكل بساطة .
الشيوعيون يا رفيق يجنبون الجماهير قدر الإمكان الصراعات ذات الطبيعة الرجعية/رجعية ،ويستفيدون من هذه الصراعات قدر الإمكان في قضية السلطة ،العمل الماركسي لا يتمثل في الدعاية للعراعير والجيش -الحر-المتكون من المرتزقة،بل هو اجتلاب أوسع الجماهير من أجل العمل السياسي الواعي نحو التغيير التقدمي .......
واجب التقدميين وتحديدا الماركسيين منهم هو طرح بديل آخر عن الصراع الرجعي/رجعي،عن طريق الانخراط في جبهة تقدمية ديمقراطية من اجل صياغة برنامج نضالي،وليس التنظير للتنسيق بين اليسار والظلام،فلتتعضو من تجربة الترتسكيين المتحالفين مع الإخوان في مصر والتحريفيين الدغمائيين في تونس الذين اعتبرو الإخوان -قوى وطنية-وأعطوها شرعيات نضالية لا تحلم بها ، فلتتعضو من حركة 20 فبراير بالمغرب والتي لليوم لم تقدم أي إنجاز يذكر للشعب المغربي نظرا لكونها إطار تنسيقي بين قوى تقدمية ضعيفة وأخرى مغرقة في التخلف


9 - عذرا عن عدم قدرتي على الإسترسال في التعليق
Ramy Tounsi ( 2012 / 7 / 28 - 12:08 )
عذرا عن عدم قدرتي على الإسترسال في التعليق على مقال عديد،نظرا لكوني أعلق أول مرة في موقع الحوار،يمكن للقراء متابعة النص كاملا على صفحة يساري على الفيسبوك،شكرا


10 - بعض التحفظ
المنصف رياشي ( 2012 / 7 / 28 - 17:10 )
من المقال : نتيجة كل هذا دعوني أبدي قناعتي التامة أن حركة الجماهير مهما كانت عفوية هي حركة تقدمية طالما امتلكت الجرأة اللازمة لتحدي السلطة. و إنها، هذه الحركة، ستفرز من خبرتها اليومية و ديموتها، وبمساهمتنا، قواها الجذرية التي تؤكد هذه التقدمية في توجهها و تجذر مسارها و تحملها في إطارسيرورة ثورية متواصلة حتى تحقيق الأهداف الاجتماعية الاقتصادية و السياسية طبعا التي تؤكد تقدميتها . أستاذ عديد نصار دعني أبدي بعض التحفظ على هذه الفقرة , صحيح أن كل حركة جماهيرية اجتماعية عفوية هي تقدمية بما أنها تعبر عن وعي المستغلين بالاستغلال الفاحش الذي يمارسه عليها النظام الرأسمالي لصالح البرجوازيات المحلية و العالمية و لكن نجاح الجماهير في كسب معركتها هو رهين بمدى تجاوزها لحالة العفوية و قدرتها على بلورة القيادة الثورية الماركسية الثورية التي تحمل برنامجا ثوريا لا اصلاحيا واستراتيجية صحيحة و تكتيك مرن . للأسف دأب اليسار الستاليني و الماوي على تزييف الوعي لدى قواعد اليسار و خيانة الانتفاضات و الثورات و تخريبها و توضيفها لصالح الأحلام البائسة لنخبه البرجوازية الصغيرة المتعفنة و المتسلقة .


11 - تكملة لبعض التحفظ
المنصف رياشي ( 2012 / 7 / 28 - 17:47 )
لتجاوز حالة العفوية التي تثبت تخلف اليسار و تقدم الجماهير و لتجاوز التزييف الممنهج للوعي الذي يمارسه اليسار الستاليني و الماوي و تخريب الانتفاضات و الثورات و المتاجرة بها مع البرجوازية من أجل أطماع قياداته حراس مصالح البرجوازية وممثلي الثورة المضادة داخل صفوف الجماهير الثائرة , لا بد للماركسيين الثوريين أن لا يتوانوا في فتح جبهة مواجهة مع هذه القطعان و الفرق المعسكرة داخل اليسار و استئصالها و فضح برامجها التخريبية و الاصلاحية و كشف خياناتها و موساوماتها مع البرجوازية . إن لم نشرع في في هذه المهمة الملحة و تجاوزنا علاقات القربى اليسارية فسيكون مصير الثورات الحالية و القادمة الفشل و و مزيد من طغيان البرجوازية . كيف لنا أن نحارب في الجبهتين الاجتماعية و السياسية بجيش أغلب قواده يدافعون عن مصالح البرجوازية و سماسرة موثوقين لها ؟ علينا أن نربح المعركة داخل اليسار ضد كل الأئمة الستالينين و الماويين و طرد جوقاتها المشبعة بثقافة القطيع . دون هذه المهمة فنحن نعيد تاريخ الثورات المهزومة بشكل أكثر مأساوية
.


12 - شكر و تمنٍ
عديد نصار ( 2012 / 7 / 30 - 08:27 )
أشكر للرفاق المهتمين ملاحظاتهم و مساهماتهم على أمل أن نفتح أبواب النقاش، ليس في طبيعة الحراك هل هو ثورة أو انتفاضة أو سواهما من التسميات، بل في كيفية و سبل استيلاد يسار ثوري جديد من رجم هذا الحراك الجماهيري الذي تجاوز كل التشكيلات السياسية السابقة عليه في جرأته و في حركته و في استقلاليته رغم العفوية التي وسمت انطلاقته.

اخر الافلام

.. تفاعلكم | تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ، والسبب: محتجون في


.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال




.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا


.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا




.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ