الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قناة ماريا للمنتقبات, بين المقولة الشرعية والمقولة الوضعية في الحريات:

خالد عبد القادر احمد

2012 / 7 / 28
حقوق الانسان




بالامس/ الجمعة, تابعت على قناة دريم المصرية, برنامج الحقيقة, الذي يقدمه الاعلامي الاستاذ ابراهيم الابراشي, وكان موضوع الحوار والتعليقات, يدور حول اطلاق قناة ماريا, للمنتقبات المسلمات, حيث حاصر الحوار وجهتي نظر, الاولى منهما تدعي ان نمط هذه القناة هو اعتداء على مهنية الاعلام حيث ينتهك احد شروطه من خلال تحجيم حالة التواصل المفترض ان تتوفر في الصلة الاعلامية بين المشاهد والبرنامج الاعلامي, ومن الواضح ان اصحاب وجهة النظر هذه هم ليبراليون, في حين كانت وجهة النظر المضادة المؤيدة للقناة تستند الى مبدأ احترام الحرية الشخصية,
منطقيا, ولتحقيق المنتقبات اكبر قدر من الانسجام, بين مضامينهن الايديولوجية الثقافية الدينية, ورغبتهن في المشاركة في تطوير المجتمع حضاريا اعتقد انه كان يجب على المنتقبات, ان يبادرن الى اطلاق قناة اذاعية, لا تلفازية, تعتمد الصوت صلة بينهن وبين المواطن, فهذا ادعى للانسجام بين رغبتهن في الاحتشام الذي يدعوا الى تحجيم المرئي من شخوصهن, وهي مهمة التحجب والانتقاب, بغض النظر اكانت عادة او عبادة, ويجعل الصلة فكرية عبر الصوت فقط, اذا كان الهدف اشغال العقل والتفكير,
غير ان هذا الامر ليس هو ما يشغلني, في هذا الموضوع, بل يشغلني مدى انسجام الحجة التي قدمنها, ( ممارسة الحرية الشخصية ) مع ادعائهن تمثل الاسلام والايمان, في مقولة الحرية الشخصية, وهو للاسف الامر الذي لم ينتبه له حتى علماء الدين الذين اتصلوا ببرنامج الحقيقة وادلوا بارائهم حول الموضوع مؤيدين ومعارضين,
انني اوجه سؤالا لهؤلاء العلماء حول حجم وموقع مقولة الحرية الشخصية في بنية تعاليم الديانة الاسلامية, فرغم انني غير متبحر بالدين وفقهه, الى انني اظن وربما اكون مخطئا, ان قبول الدين الاسلامي بمقولة الحرية الشخصية محصور ومتموضع في هامش مداه تخيرهم بين الايمان باشهار الاسلام ونطق الشهادتين, او البقاء على حال الكفر, بقول الله عز وجل ( وهديناه النجدين) وكثير من الايات التي تشير الى هذا الهامش فقط من علاقة الانسان بالدين الاسلامي, فان امن ونطق الشهادتين فانه يكون قد وافق على التخلي عن حريته الشخصية والانتقال الى قبول والتزام وممارسة نوع اخر من الحريات هي الحريات الشرعية الاسلامية, لانه وبحسب التعاليم الدينية لا خيرة لمسلم في امره طالما ان الخيرة كما يقول القران الكريم لله وللرسول, وان هذه الخيرة تتموضع في ما تفرضه من واجب والتزام الاية الكريمة ( وما خلقت الانس والجن الا ليعبدون ) اي لطاعة الله عز وجل, كاولوية مطلقة,
اذن ليس في الاسلام حرية شخصية. بل حرية شرعية فحسب, بل وفي جميع المجالات التي تتعلق بمنهجية المسلم, وان الخلط بين مقولة الحرية الشخصية ومقولة الحرية الشرعية, اوجد ارتباكا في ادراك وفهم المسلم للشروط الشرعية الواجب توافرها من اجل ممارسة حرياته الشرعية في مجالات متعددة, ومن هذه المجالات مقولة تعدد الزوجات, والتي اشترط الله عز وجل حق ممارستها بضمان تحقيق العدل بين الزوجات, وحيث انتهى حكمه وقضائه فيها الى قوله عز وجل ( ولن تعدلوا ), مما يعني حكما وقضاءا الاقتصار على زوجة واحدة الا في مواجهة الضرورة التي تبيح المحظور,
ان المنتقبات اذن يعتمدن مقولة وضعية حول الحريات, عوضا عن اعتماد المقولة الدينية فيها, تبريرا لسلوكهن الذي هو اقرب للسلوك السياسي عن سلوك الالتزام الديني, وهن عوضا عن تحقيق الانسجام بين التزام مقولة الحرية الشرعية, باطلاق قناة اذاعية, تحفظ لهن الاحتشام واقتصار العلاقة على الصوت والفكرة, اصررن على وصول العلاقة الى مستوى الانكشاف بالحضور وان كان منتقبا, وهو ما كن في غنى عنه,
في راي ووجهة نظري ان هذا الحضور الاعلامي, هو حضور متجاوز للشرط الشرعي المتوافر في القناة الاذاعية, وان الهدف ليس دينيا خالصا لوجه الله تعالى, بل يحضره حجم سياسي كبير مما يجعل منه اعلاما اسودا, ذي اهداف سياسية وضعية لا اهداف الشفافية الروحانية,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حب الظهور وحب النقيق
دنخا ميخائيل ( 2012 / 7 / 28 - 21:03 )
فقط لتصحيح المعلومة
قلت ان للمنتقبات عمل قناة اذاعية وليس تلفزية
نسيت ان الاسلام يعتبر حتى صوت المرأة عورة
وانا معك في مسألة الحرية الشخصية المعدومة في الفكر الشمولي الاسلامي
ولكن الاسلام ايضا براغماتي انتهازي ميكافيللي ايضا والغاية تبرر الوسيلة
غمة.. من يصلح الأمة

اخر الافلام

.. شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل


.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال




.. أزمات عديدة يعيشها -الداخل الإسرائيلي- قد تُجبر نتنياهو على


.. وسط الحرب.. حفل زفاف جماعي بخيام النازحين في غزة




.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء