الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطن ... وعقدة الفساد

ثائر الربيعي

2012 / 7 / 28
حقوق الانسان


لاتزال ثقافة الامبالاة وعدم الشعوربالمسؤولية اتجاة الفرد لذاته ومع الاخرين ،تسيطر بشكلاً اوباخرعلى سلوك المواطن العراقي في تعامله خلال معاملاته اليومية سواء كان موظفاً اويعمل في القطاع الخاص،وتحت شعارات وعناوين عديدة ومنها (شعلية ،ومعلية ،وشلي شغلة ) فالرسول الاكرم قال (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) ،وقال الامام علي (ع) (اياكم وترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي عليكم شراركم ثم تدعون فلايستجاب لكم ) الجميع تقع عليه مسؤولية بناء الدولة ،فالدولة المدنية الحديثة يشترك كل فراد المجتمع في بناؤها وحمايتها ،فرئيس الجمهورية ،ورئيس الوزراء،والوزراء ،ومجلس النواب،لايمكن لهم النهوض بكل متطلبات توفيرالدولة وتامين استقرارها ،فالمواطن هو مشارك فاعل ومؤثر في عملية البناء والاستقراروالحفاظ على ممتلكات الدولة من العبث وعدم والاضراربها والمشاركة في محاربة الفساد والمفسدين الذين يعيثون بالارض فساد لينشروا فوضى الخراب والدمار في دولة تحبونحو الطريق للديمقراطية ،ولعل فلسفة عدم الرضا من الوطن وتركه يستغيث باولاده دون جدوى ليست وليدة اليوم لنحكم على المواطن بانه لايحب وطنه وارضه ،لان المجتمع العراقي وعلى مر العصور والدهور تعاقبت على حكمه انظمة حمكت البلد بالحديد والنار واحلت لنفسها كل شيء وبددت مقدرات الشعب بدم بارد ،وعملت عن قصد باختزال الوطن بحقوقه وواجباته بيد الحاكم وحاشيته وصنف المجتمع الى طبقات وغيبت العدالة والمساوة بين افراد المجتمع ، ليفرز لنا ثقافة الحقد الكراهية ضد الدولة التي اختزلت بالحكومة واصبح المواطن ينظر لدولته بانها العدو الاول له،يسعى جاهدا ليغتنم االفرصة للاطاحة بها والنيل منها،فعقلية المعارضة التي نشا عليها منذ الضغر كانت بسبب عدم وجود المفهوم السياسي الحقيقي للمواطنة والذي يعتمد على الحقوق والواجبات للعلاقة المشتركة بين الاول والثاني،فضلاً عن غياب الحقوق المدنية والمتمثلة بحرية الراي والتعبير والتنقل من مكان لاخر والحصول على المعلومة ،والحرية السياسية التي تسمح لاي فرد بالمشاركة السياسية في بناء منظومة الحكومة من خلال حرية التصويت لمن يجده مناسبا في حمل المسؤولية وحقه في الترشيح لاي منصب سياسي او حكومي، والحقوق الاجتماعية المتجسدة بتوفير حياة معيشية لائقة وتقديم الخدمات الضرورية ،والحقوق الثقافية التي تعني احترام حق الافراد في التعبير عن خصوصيته الثقافية بكل حرية دون المساس بحرية الاخرين ،هذه الحقوق وغيرها لم تكن موجودة بسبب سطوة النظام الفاشي،والسؤال هو نفسه يسأله للمواطن لماذا نحارب ونكافح الفساد والحقوق مغيبة ومعدومة ؟
ولعل ماحدث بعد سقوط جمهورية الخوف من حالات السلب والنهب والتجاوز على ممتلكات الدولة والحاق الضرر بالمال العام ما هو الادليل يؤكد رفض المواطن للمواطنة التي يعيشها والتي رسمها الطاغوت ليمسخ هويته ،فالمواطنة لاتتحقق الابتساوي جميع المواطنين والمواطنات في الحقوق والواجبات وتتاح امام الجميع نفس الفرص ،وهذا يعني ان الجميع متساوون امام القانون ،فالتعايش والشراكة والتعاون من العناصر الاساسية التي يفترض توفرها بين المشتركين في الانتماء الوطن .
فالختلال والاهتزاز يحدث عندما يشعرالفرد بالحيف والحرمان وتنغلق امامه ابواب الانصاف والعدل،ويصبح متمردا على قيم المواطنة ،ويكون بمثابة قنبلة قابلة للانفجار، فالوطن الذي تتعدد اصول مواطنيه العرقية ، وانتماءاتهم الثقافية والسياسية ،وعقائدهم الدينية لايمكن ضمان وحدته واستقراره على اساس مبدأ المواطنة التي ترتكز على منظومة سياسية واجتماعية واخلاقية وقانونية متكاملة .
فالديمقراطية وانتقال السلطة بالشكل السلمي وعن طريق الاقتراع في الصناديق التي تحدد الوصول للسلطةهي الخيار الوحيد في تاسيس ثقافة حب الوطن في نفوس مواطنيه ،فقد نصت المادة (20) من دستور جمهورية العراق(للمواطنين رجالا ونساء وحق المشاركة في الشؤون العامة ،والتمتع بالحقوق السياسية بما فيها حق التصويت والانتخاب والترشيح ) والمادة (13) من اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد اكدة على دور المجتمع في التصدي والمحاربة لهذا المرض الخبيث ،والمشاركة لاتعني الانتخاب فقط وترك المسؤول دون محاسبة ومراقبة فتقويمه ان وجد الخطأ والنقد البناء للحياة السياسية والاخبارعن حالات الفساد التي يشخصها في مؤسسات الدولة هي المسؤولية الشرعية والوطنية والانسانية ،فكل الاديان السماوية وقفت موقفاً صارماً من الفساد وانزلت اقصى العقوبات بحق مرتكبيه وحقرت من قيمته لان الفساد لاسيتهدف جزء معين وانما يمتد ليشمل اسرة ووينتج لنا مجتمع غير متماسك وحكومة ضعيفة ودولة هزيلة لاتصمد امام تحديات العصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة


.. تراجع الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية.. واعتقال أكثر




.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ