الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم العربي,ثورات وتراجعات

حميد المصباحي

2012 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


العالم العربي,أمام رهانات غريبة ومثيرة,فقد ابتلي بالسكون لزمن طويل,وعندما تحركت دواليب التغيير فيه,وجد نفسه في مطبات ومنعرجات كثيرة,فلا الديمقراطية,التي خرج من أجلها الشباب تحققت,ولا السلطة انزاحت نهائيا من مجال التسيير المجتمعي,ولا هي انهارت نهائيا وأعلنت موتها بظهور نظم جديدة,معبرة عن تطلعات أخرى,أهمها التحرر من منطق العبودية,الذي نهجه الحكام العرب,ومدوه لمجتمعاتهم وكل التابعين لهم والخاضعين من المقربين وحتى الأباعد,بل ظهرت سلط أخرى أكثر رجعية,ومحافظة,وهي تمضي لتطبيق مشاريعها الثقافية والإقتصادية وحتى السياسية,مما حتم إعادة طرح الأسئلة من جديد,
هل عرفت دول التغييرات السياسية ثورة؟أم أنها في الطريق إليها,وهل الإتجاهات التي اتخذتها سوف تؤدي حتما إلى ‘حداث التحولات المنتظرة؟
هل هذه الثورات والتحولات,هي المدخل الوحيد والأخير لتحقيق النهضة العربية,التي طالما انتظرها المثقفون وخذلها السياسيون,خصوصا الذين وثقوا في الأنظمة العربية,وعولوا عليها لإحداث التغييرات في البنى الإجتماعية والسياسية وحتى الثقافية؟؟
1ثورة الغضب
الثورة التي لاتنجح,تسمى تمردا,وفي حالات أخرى تسمى انتفاضة حتى لو كانت مسلحة,معنى ذلك,أن الثورات لاتقاس,بمدى تسلحها أو سلميتها ومدنيتها,كما اعتقد الكثير,ممن بحثوا عن المميزات الخاصة بالتحولات التي عرفتها المنطقة العربية,كما أن الثورات ليست مجرد استبدال لوجوه السلطة,بآخرين,مختلفين معهم أو مناقضين لهم,الثورات,تصير كذلك,لأن محدثيها هم حارسوها والضامنون لنجاحها,فهي لاتفوض لأحد,مهما كانت قوته وحرصه عليها,إن قوادها منها,بعيدا عن تلك الشعارات التي كانت تجد للبحث عن الزعامات القديمة حتى من داخل الأحزاب العريقة,أبناء الثورة,هم من ولدوا من رحمها,وتعلموا منها وبها,وخبروا خصومها وأعداءها وحماتها,ولذلك فكل أبناء الثورات يكونون بالضرورة ضد الوصاية,وتعليق إجراءات التغيير,من خلال تقييم التضحيات أو تحديد ميزان القوى,فمادامت الثورة حدثت,فهي المعبر عن المنحى,والمحدد للغايات,والراسم لحدود الحركة والسكون,إنها الماء الجارف,لاتنتظر من يحملها أو يسير بها غير أبنائها.
2ثورة الكره
هي تلك التي تقتات من فكرة الإنتقام,تكتفي بإسقاط الأعداء,أو محاكمتهم أو حتى قتلهم,وآنذاك تشعر الجماهير انها حققت مبتعاهاووتعود إلى بيوتها,مكتفية بما حققت,وربما هو ما خرجت من أجله,وعندما تعود الجماهير إلى الخلف وتفوض قراراتها لغيرهها,يصير من الصعب تحقيق غايات الثورة,لأن المعنيين بها انسحبوا,واعتبروا دورهم انتهى,فشحنات الغضب والكره,تسقط الثورات,من قداسة الغايات,إلى ابتذال الفعل والتراكي في استكمال الرسالة,لذلك يقال إن الثوار,لاينجزون الثورات,بل يربونها ويغذونها ويحرصون أبناءها,هؤلاء الذين معها ويكون عليهم التعلم منها.
3ثورة الخوف
تلك التي ينجر لها الناس,خوفا من رجالات السلطة,فيطاردونهم,دفاعا عن حياتهم وليس عن الثورة والفكرة,فتصير الثورة بالنسبة إليهم تخلص ممن إن عادوا انتقموا,فهي فكرة انتصار للحياة والعمل على ضمان استمرارها,بأي شكل,حتى لو تطلب الأمر استئجار حامين جدد للدولة بعنف أكثر قوة,شريطة ألا يطال الثوار,أو الذين أحدثوا التغييرات,ولاحظوا أنهم بدأت تنفلت منهم لصالح جهة لا يعرفون ملامح وجوهها ولا خياراتها.
4ثورة العقل
في الأنماط السابقة من التغييرات,يلاحظ أنها تزخر بالقوة والإنفعالات الوجدانيةالصادقة,والضرورية لكل تغيير يعرفه العالم,شريطة أن تكون محكومة بالعقل,لماذا؟
لأن الثورة,تخطيط,مسبق ورسم,ليس للطريق فقط,بل حتى للمتاهات المحتملة,والمطبات التي يقتضي التغلب عليها معرفتها,أو تحديد ملامحها العامة على الأقل,فلا يقبل العقل,‘حداث تعيير يعود بالمجتمعات إلى الوراء,حيث الوحشية واللامدنية وعنف الجسد والحد من الحريات,وحتى لايحدث ذلك,تقتضي الثورات,تحديد المدى والوجهة,أما القيادات,فهي لاتعرف قبليا,لأن منها من سوف يمضي معها زمنها من يتوقف في منتصف طريقها,وربما من سيفاوض بها لربح مواقع حزبية أو طبقية,ورغم كل ذلكم فإن أخطر أعداء الثورات,هي التدخلات الأجنبية,التي تذكي صراعات الدول التكتلات السياسية,والمصالح الضيقة لبعض التجمعات العربية,التي استيقظت متأخرة,وتريد البحث لها عن موقع في صراعات الكبار الإستراتيجية,ولم تجد لها ورقة غير الدعم لبعض الحركات الدينية الجهادية,التي لا تؤمن لا بالمدنية ولا السلط الديمقراطية ولا حتى الحياة العامة والمشتركة ولا المواطنة,وهي بذلك تسعى فقط لإبعاد الثورات عن نظمها المتعفنة ةاللأهوتية واللأإنسانية,والمغلفة بما هو ديني لاهوتي متخلف,لن يسمح الغرب,باستمراره مستقبلا,خصوصا بعد الضربات التي تلقاها منه,والمسألة قيد الدراسة,فالسلط التي تنبني على ما عو عرقي,عائلي إماراتي لن تستمر,والغرب أدرك هذه الحقائق,وقد أعد لها عدتها,وليس ذلك غريبا,فالحضارات الإنسانية,تتأثر ببعضها,وتزيح كل مظاهر الشدود في بعضها,ثقافيا كان او اقتصاديا والسياسي يأتي لاحقا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رسالة تعزية من الجزائر بوفاة والدة ملك المغرب، تثير الجدل!!


.. فيديو كليب بوسي والليثي ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. الهند: انتشار -مرعب- لكاميرات المراقبة في كل أرجاء البلاد


.. فرنسا: ما الذي سيحدث في اليوم التالي لجولة التشريعيات الثاني




.. إسرائيل تقتل فلسطينيين بغارة جوية في مخيم نور شمس قرب طولكرم