الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية اسد

جورج حزبون

2012 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



في الرواية الشعبية عبر كثيرة ، واحداها يروي عن حلف قام بين الاسد وكل من الذئب والثعلب ، ومضمونه ان الصيد مشترك ، وتتابع الدفاع عن مصالحنا معاً ، فكان يوم ان اصطادوا عجلا ً ، وارادوا اقتسامه ، فقال الاسد للذئب ، كيف ترى القسمة ، فرد انها تقسم على ثلاثة وتلك طبيعة التحالف ، فضربة الاسد ضربة قضت عليه ، ثم التفت الى الثعلب فقال له ، نقسم ، فرد لا يمكن ذلك فانت الملك ، بعد ان تأكل وتشبع اذا بقي شيء فهو لي ، فقال له من اين جائتك الحكمة ، قال الثعلب من الذئب القتيل .

اما أسد الشام ، فيبدوا انه ايضاً يريد ان يستحوذ على كل شيء ، وهذا اوصله الى النظام الامني ، بالبطش منع الديمقراطية التي هي عنوان الصراع ، فالمعارضة لسنوات طويلة ، تطالب بالديمقراطية وحرية الرأي والتعبير ، وان حزب البعث لم يعد الحزب القائد ، مثله كالحزب الشيوعي السوفيتي في سنوات التشعينات ، وقد اثبتت الحياة ان الحقيقة لا يملكها احد ، ولا يستطيع ان يستحوذ عليها حزب ، او فئة ، فالحقيقة كل الحقيقة للجماهير ، وهذا ركن الديمقراطية ، والمعارضة على مختلف مشاربها ، لم تستطع ان تكون موقفاً موحداً ، كما لم تستطع ان تواصل طريقها المعارض بالنضال الشعبي ، لعل الانقسام ما بين من يشارك في الجهبة التقدمية - الاطار الشكلي | وما بين القوى الشبابية الصاعدة ، التي لم تعد تقبل تلك التراتبية السائدة بين المعارضة ذاتها فعبرت عن نفسها كما عبر شباب مصر وتونس وحتى ليبيا عن انفجار تلك الحالة السادئة منذ الخمسنيات ، وتلك المعارضة الخجولة ، لكنها ايضاً لم تستطع ان تستمر شعبية تحت الضغط العسكري للسلطة القائمة ، التي تحاول تطويعهم لقبول بما هو قائم ، منذ سنوات دون ان يتحقق تقدم اجتماعي ولا نهوض اقتصادي ، وقمع للحريات ، تحت شعارات المقاومة والممانعة ، ولكن الى متى ، فهذه اسرائيل تتمدد على الارض بالاستيطان ، والشقاق بين الدول العربية يتسع ، ونفرق جميعاً في متاهات بلا معنى ، فكان الانفجار ،وهذه اللحظة التي ادركها السوفيت، فاعلن جورباتشوف ( البيروسترويكا ) اعادة البناء للدولة والمجتمع ، وحيث ان هناك من لم يتمكن من المواصلة وقد خرج سلمياً ، فقد توفر هامش مناسب لقوى متربضة منذ سنوات ، لتنقل معاركها المدعومة بالمال العربي ، والسلاح الاميركي ، الدعم الاوروبي ، لتعيد صياغة تجربة الافغان ، وتدمير العراق ، وتهشيم ليبيا ، ليتم شطب سوريا الوطن ، بالتقسيم الذي اخذت بوادره تبدو مع الدور الكردي ، او بالانتهاك ، لتخرج في الحالتين من معارك الصراع الشرق اوسطي وتتيح حرية اكثر ، لمشاريع موضوعة لتلك المنطقة وفر لها الاسد فرصة لم تكن تتوقعها ، وبذلك تنتهي الى عقود فرص الالتفات الى مفاهيم وشعارات الوحدة العربية ، والقضية المركزية ، وتبرز مقولة الامة الاسلامية ، بعد ان لم يستطع النظام التقاط اللحظة التاريخية حتى عبر جبهته التقدمية !!
ولعل اخطر ما يواجه الازمة السورية ، اصرار الاسد على انه الملك ، وان ما يتكرم به من اصلاحات هي ما يمكن تقديمه دون ادراك لتأخر كل ذلك بعد ان جرت انهر الدماء ، مع انه لا زال ممكنا حل الازمة داخليا من خلال الدعوة الى مؤتمر وطني بين السلطة والمعارضة في اي بلد ومكان ، ليخرج الجميع باتفاق يعيد بناء سوريا الديمقراطية، لتعود لدورها الاكثر توافقاً ، لكن لا يؤمن حل سوري لسوريا ، التي لن يتمكن الحال الخارجي سوى من اطالة امد القتل والتدمير وتوسيع فجوات اللقاء .
وبالنظر الى طبيعية المعارضة سواء بالداخل او بالخارج ، نجد فيها تباينات كثيرة ، ورغم القول انها معارضة ديمقراطية بها تعددية ، لكن المتقاتلين على الارض لهم رأي اخر تماماً ، خاصة مع اطالة امد الصراع ، وتعدد منابت الدعم ، حيث سيكون عند التقدم باي نجاح او نصر ملكا لمن انجزه ، وبعد ان كانت المعارضة الدينمقراطية بها توجهات قومية واسلامية وديمقراطية ، اصبحت تضم عسكر، يشع وضعها على اتخاذ قرارات خارج مجلس الامن ، بدأت ارهاصاته من تركيا ، وان تحقق ذلك سيكون تشرذم ، وتدمير الوطن ،فالمعرضة ليست تنظيما له برنامج سياسي واضح يعلن الجميع الالتزام به ، والمساحة المتاحة تضيق والتشبث بالمواقف لا يجدي ، فعلى الاسد ان يكون قادراً على حماية وطنه بالتحالف مع شعبه ، الذي هو وحده القادر على مواجهة المتدخلين اصحاب الاجندات السوداء ، والسلطة ليست هي المعيار الوطني ، فان كان خروجه صيانة للوطن ليكن ان جاء لمصلحة وحدة الوطن وامنه ومستقبله، فاليخرج ، او فليعلن وقف اطلاق النار ، والدعوة الى لقاء على برنامج يطرحه بكل شفافية وواقعية ، قابل للبحث، ليقيم التغير في سوريا بالتوافق، وتفويت الفرصة على المتربصين بها ، وتتمكن من اعادة البناء واقامة المجتمع الديمقراطي الذي كان يطالب به الشعب السوري منذ حكمها فيصل ، واستولى الجيش على السلطة ، ورفع شعارات ومارس سياسات متعارضة بحيث تخلفت سوريا اقتصادياً واجتماعياً واصبحت دولة مخابرات وقمع غير مسبوق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا طالب الدبس
ماجدة منصور ( 2012 / 7 / 29 - 12:58 )
يا أستاذنا المحترم:أنت مثل جميع المثقفين المتحضرين الذين ما زالوا يأملون خيراً من هذا النظام المتهالك..نظام نخر فيه العت و السوس منذ زمن طويل..نظام مشوه الى أقصى حد حيث لا ينفع معه عمليات تجميل أو ترقيع..نظام مسرطن لا ينفع معه علاج..و لا تنسى حضرتك النداءات الكثيرة و المتكررة الذي وجهه معظم زعماء العالم ..لإبن الإنقلابي حافظ الأسد( أبو صنديحة )للإصلاح و لكنه كان يُدير للسوريين و العالم كله ...إذنه الطرشا..و كأن هذه الإصلاحات ستكلفه مالاً يَخرج من جيبه أو جيب اللي خلفوه و زاد على هذا ..لؤم منقطع النظير في تعاطيه مع موضوع أطفال درعا و مع الحراك الشعبي الذي بدأ_كما تعلم_سلمياً بكل معنى الكلمة.0
إن هذا النظام قد حمل بذور فنائه منذ اليوم الأول الذي استلم به الإنقلابي( أبو صنديحة)0 الحكم عندما استدار الى __القرطة__التي أوصلته الى الحكم و التهمهم فرداً فرداً..و لاحقهم قرداً قردأ حيث عاش السوريون أشد مراحل حياتهم بؤساً و عذاباً.0
و عندما استلم ،إبنه القرموط البائس دفة الحكم ..تأملنا خيراً فإذ به يطبق حرفياً المثل القائل (يا طالب الدبس من ط... المس ،،كفاك الله شر العسل.0
لك احترامي

اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |