الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حنينٌ إلى لبنان

هدلا القصار

2012 / 7 / 29
الادب والفن


حنيـنٌ إلى لبنان

يُلاحقُني تفكيري
بينما أَُكنِّسُ أوراقَ وجودي
تهزّني خواطرُ الذكرياتِ
يجتاحُني شعورٌ كحنينِ الطيورِ لأوطانِها

منذ أنْ غادرْتُ ساحِلَكَ وكوكبَ أُمسياتِك

أَجلسُ كلَّ يومٍ أُذّرِرُ نهرَ اغترابي
داخلَ حدودِ ملعبي
لأُفجرَ معاناتي المخبأةَ

أتهيأُ للشقاءِ المتدرجِ
تنهالُ أظافرُ هذياني
أتلاشى لِلَحظاتٍ الجنونْ
وبريشةٍ موحشةٍ أُدَوِّنُ كلماتي

ثُمَّ أُعالجُ رموزَ السطورِ
لأجعلَها كالمعابدِ المغلفةِ بالخرافاتْ..

يبحثُ عَنِّي تفكيري
حينَ أُغادرُهُ لِبوابةِ النسيانِ
يُلاحقُني كصديقِ وجودي
كالثائرِ المبشِّرِ يأتي بمفرداتِهِ
يلهو داخلَ نيراني

يضعُني بين غيابِ الوطنِ
كلَّ يومٍ
كلَّ شهرٍ
وساعةٍٍ بساعةٍ من السنة
وكلما شردَ خاطري
كساعةِ سَكينةِ الأسودْ

وحين أُصوِّبُ عَيناي
على مرورِ الطيورِ المجنسةِ
فوق صمتِ الصخور

هنا تموتُ كلُّ الأشياءِ حولي
كالمنازلِ التي لا تُشرع نوافذُها
كالمراكبِ التي لا تُبْحِر

بينما أُحاولُ مقاومةَ الحياةِ
كالعشبة التي لا تموتْ

قبل أنْ تبدأَ علاماتُ الشيخوخةِ
وأعزفُ على أوتارِ غُربتي
أَرْقصُ على طبولِ أَحْلامي
وقبل أن ينتهيَ مِشوارُ كلِّ سنةٍ
أَصرخُ أشجارُ الأََرْزِ
ضُميني بينَ أغصانِكِ
وبين أوراقِكِ خبئيني

وفي صفحاتِ تاريخِِكِ ضَعيني
وبين حروفِكِ الفينيقيةِ اِبْحثي عن غيابي
ومع رياحِ الشرقِ أَرسلي لي ابتساماتِكِ
حتى لا أتجاوزَ حدودَ سريري

لا تتركيني أتجوَّلُ كالمهاجرينَ في الوطنِ السِّرِّي
لا تتركيني أستسلمُ لضَياعِي
وأتأملُ أهوالَ البشر

لا تتركيني بين عالمٍ مِنً الخشبِ
ألاعبُ ستائرَ الظلامِ
أدخلُ ركنَ استسلامي
أسجلُ أيامَ بُعْدَكِ
وأُكَوِّرُ أرقامَ هويتي
بحباتِ الصنوبرِ المجففة

هنا لا السماءُ خيمتي
ولا الشوارعُ وطني
ولا الكواكبُ عائلتي
وليس الزمانُ مَأْمَنِي
ولا الشواطئُ مَرْفَأي
هذه الأرضُ ما زالتْ تجهلُ نيراني
فكيف أكونُ أو لا أكونْ!؟

أدخليني بين ركعاتِ صلاتِكِ
رتّليني بتلاوةِ كلماتِكِ
قبل أن تبتلعَني أقراصُ الشِّعْرِ المهدئة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقات المشاهد الخطيرة يطالبن بالتمثيل العادل بين الجنسين


.. محمد إمام ينتهى من مشاهد فيلم شمس الزناتى في الفيوم




.. محمد صلاح طلع على المسرح يرقص مع محمد هاني وحماقي


.. كل الزوايا - الشركة المتحدة تنعي الكاتب الكبير فاروق صبري رئ




.. حاجة تحزن والله.. الفنانة رانيا فريد شوقي تعبر عن انزعاجها م