الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمصلحة منْ، التحالف السني المصري السعودي؟؟؟؟؟؟؟

احمد محمود القاسم

2012 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



عقب زيارته الأولى للمملكة العربية السعودية، اعلن الرئيس المصري المنتخب، محمد مرسي بعد عودته من رحلته الميمونة، الى المملكة العربية السعودية، ولم يمض بعد، على رئاسته يوم واحد، عن تشكيل تحالف سُني مع المملكة السعودية، مرَّ هذا الخبر، في وسائل الاعلام المختلفة، مرَّْ الكرام، ولم يحظ كثيراّ من الاهتمام والتعليقات من اجهزة الاعلام المختلفة، رغم ان له دلالات كبيرة وعميقة، فهذا التحالف، ليس تحالفا اسلاميا، يمكن ان تحظى به الكثير من الدول الاسلامية، والتي يُقال بأنها اسلامية، ولو بالفطرة وبالشكل فقط، فلأول مرة نسمع عن تحالف سني، وهذا يعني ان باقي المذاهب الاسلامية المعروفة، ليس لها نصيب او دور في هذا التحالف، وواضح من هذا التحالف لمن يتمعَّنون به قليلاَ، انه يستهدف بالدرجة الاولى دولة ايران الشيعية وحزب الله، وبهذا تكون المملكة السعودية، قد قطعت الطريق، على الرئيس محمد مرسي تصريحاته قبل وبعد انتخابه رئيسا، عن عودة العلاقات المصرية الايرانية الى احسن صورها، مما اثار دول الخليج العربي بعامة، والمملكة السعودية بخاصة، خاصة ان جمهورية مصر العربية، تملك ثقلا عسكرياّ وسياسياّ بالمنطقة، تعترف به الكثير من دول العالم والمنطقة ايضا.
تفاهماتها مع المملكة السعودية يخولانها بان يُكَّونا اقوى قوة بالمنطقة بعد اسرائيل طبعا، خاصة انهما تمثلان قواعد للولايات المتحدة الامريكية، حتى بدون وجود قواعد عسكرية كلاسيكية كالسابق، فالمملكة السعودية هي من تُغدق الأموال وتأمر بإغداقها أيضا من الدول المجاورة، لمن يتبع سياساتها، ولمن يسير بركبها، وضمن مخطط سياستها في المنطقة، كما ان اسرائيل الطفل المدلل الامريكي، هي الدولة الوحيدة التي تحظى بدلال الولايات المتحدة الأمريكية، أُسوةٌ بالمملكة السعودية، وان كانت تزيد عليها قليلا.
ازاء المواقف الصهيونية الاسرائيلية، لا تنبثْ الولايات المتحدة ببنت شفة، وكذلك المملكة العربية السعودية، فهي تعرف، ان معظم سياساتها بالمنطقة، مستجابة من قبل الولايات المتحدة الامريكية، على ان تبتعد كليةّ بهذه السياسة، عن دولة الاحتلال الصهيونية، فانتقاد اسرائيل، وسياساتها خط احمر، بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فهي مع هذه السياسة قلباّ وقالباّ، ظالمةّ او مظلومةّ. وبهذا تقبل الولايات المتحدة بكل ما تتطلبه السياسة السعودية من احتياجات، وتنسق خطواتها معها، خطوة خطوة، طالما تبتعد سياساتها بالانتقادات اتجاه دولة الاحتلال الصهيونية. وابسط مثال على ذلك السياسة الموحدة للدولة السعودية، عندما تم اسقاط النظام العراقي، بقيادة صدام حسين، حيث جمعت الولايات المتحدة وبالتنسيق والدعم السعودي الكامل، كل الدول العربية والإسلامية، كي تقف جبهة موحدة في سبيل اسقاط النظام العراقي، ويظهر ان اسقاط نظام صدام، لم يُعط أُكله كما كان متوقعاً، حيث جاء بعده نظام شيعي، يأتمر بأوامره من النظام الشيعي الايراني، من هنا تظهر اهمية تصريحات الخليفة محمد مرسي، عن اقامة التحالف السني، ضد ما يعرف بالهلال الشيعي، حيث يشمل هذا الهلال، ايران والعراق ودولة (سوريا) وحزب الله، علما بأن سوريا ليست دولة شيعية، بل تتحالف مع الدولة الايرانية الشيعية، لمصلحة مشتركة بينهما، وهي معاداة اسرائيل. ماذا لون كانت تصريحات مرسي تكوين تحالف من نوع ما، ضد دولة الاحتلال الصهيوني، ومهما كانت فُرص نجاح مثل هذا التحالف ضعيفة جدا، هل يا تُرى ُ ستجد دعوته آذانا صاغية من أحد؟؟؟؟؟ اعتقد لا طبعا، وسيحارب بعقر داره، حتى لو حاول الاعلان عن أي تحالف ضد اسرائيل، فأصبح واضحا للمواطن العربي من المحيط الى الخليج، بان أي تحالفات لن تحظى بالنجاح، اذا كانت تمس امن الكيان الاسرائيلي وعنجهيته وإجرامه، واليكن معلوما لهذا السبب، فان أي تحالفات بالمنطقة، تحظى بالدعم الأمريكي، هي تحالفات مشبوهة، تخدم دولة الاحتلال الصهيونية، وضد قضية العرب المركزية، القضية الفلسطينية.
ما حدث للعراق، يراد له ان يحدث مثله في سوريا، ولكن هذه المرة بقيادة قطرية وتنسيق وتوجيه سعودي ودعم مطلق من الولايات المتحدة الأمريكية، وبإطلاع اسرائيلي صهيوني بالكامل، وهذا ما يتم الاعداد له سراّ وعلناّ، فبعد اسقاط النظام السوري، ستتجه الانظار نحو حزب الله الشيعي، ومن ثم الدولة الإيرانية الشيعية، ولهذا باعتقادي الشخصي، فإن دولة الاحتلال الصهيونية تقبل بالانتظار، قبل توجيه ضربتها الماحقة للدولة الايرانية، بانتظار اسقاط النظام السوري، وهو النظام الوحيد المعادي لها والمحاذي لحدودها، والذي يهدد وجودها على المدى البعيد.
الغريب في هذا التحالف السني، الذي أعلن عن قيامه الخليفة محمد مرسي، ان اسرائيل ليست ببعيدة عنه، وان لم يذكر اسمها علنا، ضمن هذا التحالف، فهي ليست دولة (سنية)، ولكن عدائها للنظام الايراني ألشيعي ولحزب الله الشيعي ايضا، يتفَّوق على عداء السنة للشيعة في كل مكان، فإسرائيل اقرب الينا من الدولة الايرانية الشيعية، فهي لا تحتل اراض عربية، ولا تهدد الأمن العربي مثل ايران، وليس لها اطماع في النفط العربي، وتحالف قوى السنة في المنطقة، يتقاطع مع مصلحة دولة الاحتلال الصهيونية، بضرب النظام الإيراني، ومن ثم ضرب حزب الله، فالمصلحة، تكاد تكون واحدة، ولا نستغرب مستقبلاّ، بقبول دولة اسرائيل، دولة عضواّ في جامعة الدول العربية، طالما هي اقرب الى ديننا، من دولة ايران الشيعية، وطالما الولايات المتحدة حفظها الله، هي الراعية لمصالحها ومصالح دول الخليج وبل المصلحة العربية من المحيط الى الخليج.
ما يحدث في الساحة العربية هذه الأيام، وبالأخص في الجمهورية العربية السورية، هو أن الولايات المتحدة الامريكية تريد نقل جبهة الحرب الشكلية والإعلامية، العربية الاسلامية وإنهائها(ان كان هناك كلام في هذا المجال) من غرب المنطقة الى شرقها، بعيداّ عن دولة الاحتلال الصهيونية، لذلك هناك إصراراّ عربيا خليجياّ، على إسقاط النظام السوري، وتمزيق سوريا الى دويلات صغيرة، بعيدة عن ايران، كي تتفرغ اسرائيل والدول الخليجية والولايات المتحدة الأمريكية، لضرب ايران وإنهاء حزب الله، والذي يمثل شوكة مؤلمة جدا، في خاصرة الكيان الصهيوني، وسيتبع تداعيات انهيار النظام السوري، فتنة لبنانية داخلية، تمزق لبنان الممزق أصلا، الى اكثر تمزيقاَ، كي يتم القضاء على حزب الله، لمصلحة اسرائيل، وهناك تلميحات واضحة على احتمال ضرب اسرائيل لسوريا، حتى تكون الضربة قاسمة كلية، وترتاح اسرائيل كلية مما يسمى التهديد الآتي لها من الجبهة الشرقية.
مُحَّصلة كل هذا، هو انهاء القضية الفلسطينية كليةّ، وإسكان اللاجئين الفلسطينيين، الذين يعيشون في لبنان، بعد تهجيرهم منها، في جزء من صحراء سيناء المصرية القريبة من قطاع غزة، بعد ان تدفع دول الخليج ثمنها للدولة المصرية بقيادة محمد مرسي، كي يتمكن من حل ازمة مصر الاقتصادية، وتوطين ما تبقى من الفلسطينيين في اماكن تواجدهم، ومحو شيء اسمه فلسطين من الوجود، مقابل ان تدفع دول الخليج، بقيادة المملكة السعودية لجمهورية مصر العربية، مليارات الدولارات، كي تحل ازمتها الاقتصادية، التي هي بحاجة ماسة لفلوس البترودولار، فهل ينجح هذا المخطط الرهيب في المنطقة العربية، ويظهر ان العرب، لم يتعلموا بعد، من اتفاقية سايكس-بيكو، مع ان المثل يقول: لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين، ويظهر انهم ليسوا بمؤمنين، كي يتعلموا من هذا المثل.
انتهى موضوع
لمصلحة منْ، التحالف السني المصري السعودي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يظهر عقل المعلق السابق انتقل الى اسفله
احمد محمود القاسم ( 2012 / 7 / 30 - 10:47 )
يرجى من الحوار المتمدن عدم نشر التعليق السابق لأن صاحب التعليق انتقل عقله من اعلى الى اسفل مع تحياتي لكم والسلام.


2 - إسرائيل الشقيقة
طارق عبدالله الجراكي ( 2012 / 7 / 31 - 05:04 )
السنة العرب سيتحدون ضد الشيعة وهنا دينين الدين السني والدين الشيعي وسيبدا الصراع بين ديانتين مثلما هو حاصل بين المسلمين والمسيحين واليهود عند ستبدأ الحروب وستصبح اسرائيل الشقيقة وستنظم الى دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي. ستكون اسرائيل رأس حربة ستواجه الشيعة بالمال الخليجي كما فعلوها مع اخيهم صدام حسين عندما ورطوه في حرب 8 سنوات وبعدها تآمروا عليه وقتلوه . إسرائيل لن دفاعا عن السنة بل ستبتزهم وتعلب عليهم حتى حتى يفلسوا. العقل اليهودي يختلف عن العقل العربي السني ماذا يريدون العرب من اليهود نسوان خمر قمار .وكل هذا جاهز عند اسرائيل يالله يا عرب تفضلوا تفضلوا زورونا في تل ابيب شقق متوفرة للبيع والمسجد الاقصى سيتحول الى كازينو للقمار والشرمطة هذا ما يريدونه العرب ليس عند العرب مبدأ . لا إنساني ولا إسلامي إدفع وإرفع آه من أمة تزرع الشوك لا الخظارُسوف يتزاوجون ويتصاهرون لأنهم أبناء عم وسيرجعون كما كانوا ايام الجاهلية يقتلون بعضهم البعض. ارجوا من الاخوان السنة ان يرجعوا الى إخوانهم الشيعة ويتكاتفوا ويتوحدوا. فوالله الصهاينة ناصبين لهم فخ ليسرقوا إموالهم

اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد