الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وكالة أنباء مسيحى الشرق الأوسط

مجدى خليل

2012 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية



فى 11 مارس 2012 أنطلقت خدمة اخبارية جديدة ومتخصصة وهامة، تبث باللغتين العربية والانجليزية، وهى وكالة أنباء مسيحى الشرق الأوسط، ورغم أن مؤسسها يسعى ويعمل منذ عدة سنوات لاطلاق هذه الخدمة، إلا أن توقيت بثها جاء فى أكثر فترة حرجة فى تاريخ مسيحى الشرق الأوسط، حيث يعاد تشكيل المنطقة برمتها تحت حكم الاخوان المسلمين وحلفاءهم من التيارات الإسلامية ليحلوا محل حقبة القومية العربية والأنظمة العسكرية،وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة وتوقعات متشائمة بشأن مستقبل مسيحى الشرق الأوسط. ورغم أنه توجد العديد من المواقع التى تغطى أخبار هذه الأقليات، وهذا حسن ومشكور، إلا أن معظمها يطغى عليه سمة الهواة المتطوعين، ولهذا تركزهذه المواقع على الرأى كما تتشابه طريقة عرضها للأخبار من موقع لآخر، حيث يغلب عليها الطرح العاطفى وتتسم بعض أخبارها بعدم الدقة والمبالغات فى نقل الخبر.
وكالة أنباء مسيحى الشرق الأوسط كما يقول مؤسسها ومديرها الدكتور وليم ويصا تعمل بنظام وكالات الأنباء العالمية سواء فيما يتعلق بالبث الفورى للأنباء بعد وقوعها مباشرة،أو فيما يتعلق باحترام تقاليد العمل الصحفى فى هذا المجال، وهو تقديم الحقائق بأكبر قدر من الحياد يمكن أن تتيحه الطبيعة البشرية، حيث تعتمد الوكالة على فريق عمل من الصحفيين المتخصصين، كما أنها وكالة مستقلة لا تتبع أى تيار دينى أو كنسى أو هيئة أو منظمة دينية أو حقوقية ولا تتبع أى تنظيم أو تيار سياسى.
والحقيقة أن خروج وكالة متخصصة لتغطية أخبار مسيحى الشرق الأوسط خطوة هامة فى طريق تعريف العالم بأوضاع وظروف هذه الأقليات الدينية ،وخاصة وأن مؤسسها ومديرها يتمتع بخبرة طويلة فى هذا المجال الخبرى، حيث أنه حاصل على الدكتوراة فى الإعلام وعلوم الاتصال من جامعة السربون، كما أنه ساهم فى تأسيس ورئاسة القسم العربى فى شبكة التليفزيون الأوروبى يورونيوز، وعمل من قبل أيضا كرئيس القسم العربى فى إذاعة فينا الدولية.
والواقع يقول أن هذه الوكالة الناشئة تواجه العديد من التحديات لكى تحتل مكانة لها بين الوكالات المتخصصة، ومن ابرز هذه التحديات ما يلى:
اولا: على الوكالة أن تعمل كجسر حقيقى لنقل أخبار هذه الأقليات إلى الغرب،كما أنها أيضا عليها نقل كل ما يدور فى الغرب ودوله ومؤسساته عن هذه الأقليات إلى شعوب المنطقة، ولهذا فأن التغطية الخبرية ليست ترجمة من العربية إلى الإنجليزية أو العكس فقط، حيث أن الرسالة الموجهة للقارئ والصحفى الغربى عن هذه الأقليات يجب أن تختلف عن الرسالة الخبرية الموجهة للأقليات ذاتها بلغتها الأم، وهذا معناه الاحتياج إلى فريق عمل كبير فى الجهتين.
ثانيا: وهذا يقودنا إلى نقطة هامة، وهى أن الدور الرئيسى للوكالة يجب أن يكون تعريف العالم بما يجرى لهذه الأقليات، ومن ثم الدور الرئيسى يكون عبر البث باللغة الأنجليزية. العالم ينقصه بشدة معرفة تفاصيل ما يجرى لهذه الأقليات من إضطهادات وتفسير ذلك الإضطهاد، وعلى هذا فأن وجود بث باللغة العربية مهم، ولكن الأهم والأساسى يجب أن يكون البث باللغة الأنجليزية، بل أن البث بالأنجليزية فى تصورى هو الغرض من إنشاء الوكالة اساسا.
ثالثا: وهذا بدوره يجعل التحدى الكبير هو توصيل هذه الأخبار إلى الفاعليات الهامة فى الغرب، فى ظل وجود تدفق هائل من الأخبار الملتوية والملونة والكاذبة التى يبثها الإعلام العربى عن مسيحى الشرق إلى المجتمعات الغربية، والمنافسة هنا شرسة وغير عادلة حيث تواجه وكالة فى بداية مشوارها إعلام رسمى وغير رسمى ضخم يقف فى مجمله ضد حقوق وحريات هذه الأقليات الدينية ويضلل العالم بالنسة لاوضاعهم.
رابعا:هناك تحدى أيضا أن يدس أحد العاملين المحليين بعض الأخبار الكاذبة للبث عبر الوكالة لكى تفقد مصداقيتها من البداية، ولهذا فأنه على المشرفين مسئولية كبيرة فى مراجعة وتدقيق هذه الأخبار قبل بثها.
خامسا:هناك أيضا التحدى المتعلق بصناعة الخبر ذاته، وعدم ترديد الأخبار التى تبثها المواقع المسيحية الأخرى سواء فيما يتعلق بدقة الخبر أو نوعيته، وهذا التحدى يفرض على الوكالة البحث عن مصادر أخبار جديدة ومختلفة والوصول إلى المناطق التى لا تستطيع الوصول اليها هذه المواقع، كما أنه على الوكالة فتح خطوط ساخنة مع المؤسسات الدينية والحقوقية لهذه الأقليات من آجل تغطية الأمور المسكوت عنها أو غير المعروفة أو الحوادث التى تقع فى المناطق النائية، وهذا الموضوع يعنى عدم الاستسهال فى النشر بل بذل الجهد لكى تكون التغطية شاملة، وكذلك لنشر إنفرادات تغطيها هذه الوكالة.
سادسا: هناك تحدى يتعلق بالبث المتواصل والمستمر للأخبار، وهذا يجعل ضغوط النشر فى بعض الاحيان تؤدى إلى نشر أخبار محدودة الفائدة أو ربما تكون ضارة،فمع ضرورة تدفق الأخبار فأن أهميتها وموضوعيتها تأتى مقدمة على غزاراتها، ولهذا على الوكالة تجنب الوقوع فى نمط النشر السائد عن هذه الأقليات من إبراز الأخبار التافهة والشخصيات والمنظمات الوهمية بحجة أننا وكالة محايدة تنشر كل شئ،فرسالة الوكالة هى إبراز ما يقع على مسيحى الشرق وليس تسليط الضوء على ما قاله فلان أو علان من الشخصيات البهلوانية الاراجوزية، فالحيادية مهمة جدا ولكن الأهم من كل شئ هو معرفة الرسالة وراء تأسيس هذه الوكالة.
سابعا:هناك مشكلة أخرى ستواجه هذه الوكالة الناشئة، حيث سيقوم الإعلام الرسمى وغير الرسمى فى الدول العربية بتجاهل أخبارها تماما، حيث أن جزءا من سيكولوجية وآليات محاربة مسيحى الشرق الأوسط هو تجاهل المؤسسات المحترمة والشخصيات المحترمة منهم، وإغراق الإعلام العربى بالأخبار التافهة عن الشخصيات والمنظمات المتعاونة مع أجهزة هذه الدول، وهناك طوفان من هذه التفاهات التى تنشر يوميا عن هذه الأقليات، ولهذا على القائمين على الوكالة أن لا ييئسوا من هذه الحروب والتجاهل المتعمد لنشاطهم،وأن يضعوا على رأس أولوياتهم توصيل الأخبار الحقيقية إلى أكبر قدر من الناس فى المجتمع الدولى... وهذا هو الاهم.
ثامنا:كما أن هناك مهمة أخرى لهذه الوكالة وهى تصحيح للأخبار الكاذبة التى تنشر بشكل مخطط ومتعمد عن هذه الأقليات، على سبيل المثال الخبر الذى نشر عن إنشاء بنك قبطى فى المهجر لتمويل الأنتخابات البرلمانية،أو أن هولندا فتحت الباب لتسهيلات واسعة للأقباط لكى يهاجروا اليها،أو هجرة ربع مليون قبطى إلى الغرب فى عدة شهور، أمثال هذه الأخبار الكاذبة والمغرضة تحتاج إلى تصحيحها فورا حتى يتعرف الناس على الوضع الحقيقى، بالطبع لا تستطيع الوكالة الرد على كل الأخبار الكاذبة وإلا فلن يتبقى لديها وقت لبث الأخبار الأخرى، ولكن تصحيح بعض الأخبار الموجهة والخطيرة عن وضع هذه الأقليات تبقى ضرورية.
تاسعا:طبعا أهم تحدى يواجه هذه الوكالة هو الوصول لصناع الأخبار فى العالم سواء كانت صحف أو تليفزيونات أو وكالات أنباء أو مراكز أبحاث أومنتديات للرأى أوشبكات أخبارية دولية أو منظمات حقوقية أو مؤسسات دينية عالمية أوصناع الرأى أو صناع القرار،ولن يحدث ذلك إلا بالتركيز على الأخبار الهامة عن مسيحى الشرق، وثانيا عن طريق الموضوعية الشديدة فى البث، وثالثا ببث هذه الاخبار مجانا على الأقل فى السنة الأولى ورابعا بنشر بيانات صحفية دورية عن طريق الوكالات المتخصصة فى الغرب لتعريف صناع الأخبار بنشاط هذه الوكالة.
عاشرا: كل هذا بالطبع لن يتم كما نتمناه بدون تمويل معقول يجعل الوكالة تقوم بدورها وتتوسع فى مراسليها وتدقق فى أخبارها وتغربل مصادرها،ولن يتأتى ذلك بدون مساعدة جادة من أبناء مسيحى الشرق فى الداخل والخارج لها،وإن كنا نتمنى على الوكالة أن تبث أخبارها مجانا لصناع الأخبار فى الغرب على الأقل فى السنة الأولى، ولكن من الناحية الأخرى على أبناء هذه الأقليات سرعة الاشتراك فى أخبار هذه الوكالة لتغطية جزء من نفقات تشغيلها، ويمثل الأشتراك السنوى أو الشهرى فى أخبار هذه الوكالة الحد الأدنى من المشاركة فى تمويلها وفى دعم رسالتها.
إن هذه التجربة الجديدة والجديرة بالاهتمام والتشجيع والرعاية والمتابعة لن تكبر وتنمو إلا بتحملنا المسئولية جميعا عن إنجاحها وتقويمها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل هي موثوقة؟
Some 1 ( 2012 / 7 / 30 - 12:48 )
اتمنى ان تكون متابع بنفسك لانه لا يوجد هناك شئ موثوق هذه الايام.
قد اشترك ولكن اتمنى من هذه الوكالة ان تصل للناس العاديين (عامة الناس) في الغرب لان الحكومات لا يهمها أشخاص بعينهم انما هي مجرد لعبة سياسية بالنسبة لهم، تراهم يستنكرون مقتل شخص من دين معين ويغضون النظر عن مقتل عشرات غيره كل هذا لاغراض سياسية لا لاغراض إنسانية.


2 - تعليقات الموقع
ابانوب فرج الله عوض ( 2012 / 8 / 9 - 10:52 )
good

اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-