الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكرا للجزائر

أميمة أحمد

2012 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية



قبل أسبوعين علمت من أحد الطلبة السوريين الدارسين في الجزائر أن لاجئين سوريين تقطعت بهم السبل ولجأوا إلى الجزائر ، وأخبرني أنهم يوجودن أمام أبواب المساجد وفي الساحات العامة، ومنهم سافر للولايات الداخلية .

هؤلاء جاؤوا الجزائر هربا من القتل والموت المتجول في شوارع مدن وبلدات سورية على أيدي قوات النظام التي تقتل دون رحمة ولا شفقة ، لاترحم طفلا ولا شيخا ولا امرأة ، معظم المجازر من المدنيين . هرب الآلاف إلى دول الجوار لكن أن يصل النزوح إلى الجزائر القصية عن سورية آلاف الكيلو مترات هذا الذي استغربه الكثيرون ، لكنه حصل .
قبل يومين أخبرتني صديقتي جميلة بوحيرد المناضلة الرمز عما قرأته في الصحافة عن ولادة نازحة سورية في ساحة بورسعيد الشهير " اسكوار" ،وأن الجزائريين في الساحة قدموا لها المساعدة بأخذها للمستشفى، وكراء فندق لصغارها، وطلبت أن تزورها لتقدم لها المساعدة ولمولودها الذي جاء على أرصفة الجزائر. كانت غاضبة من عدم التكفل بهؤلاء الفارين من جحيم القتل بسورية .
ما أثار دهشتي أن من سألت بعض السوريين ومنهم من يسمون أنفسهم معارضة سورية قالوا عن هؤلاء الفارين من الموت مالم يقله مالك بالخمر ، " قرباط ، محتالين ، سراقين " ، هذا فضلا عن بعض التعليقات الساقطة في موقع العربية نت التي نشرت مقالا عن تكفل السلطات الجزائرية بالنازحين السوريين ، في وقت كانت تعليقات الجزائريين تنم عن الجزائر الأصيلة " نتقاسم الخبزة مع اخوتنا السوريين " ، " هم أشقاؤنا نرد لهم الجميل لوقوفهم معنا بالثورة " وكلام جميل يعبر عن أصالة الشعب الجزائري وطيبه وكرمه .

تمعنت بقرار تكفل السلطات الجزائرية بالسوريين الفارين من القتل ، طفرت الدموع حزنا على شعب كريم أذله نظام قاتل ، جعله يتسول في بلدان العالم ، ورغم الحزن الثقيل الذي لفني على حالة الشعب السوري المهجر في أصقاع الأرض بالمخيمات ، فرحت لموقف الجزائر الإنساني حيال السوريين ، والتسهيلات التي قدمتها لدخولهم آمنين ، والقرار الرسمي الصادر من أعلى المستويات حسب البيان الرسمي، ينص على تعاون كل من وزارات الخارجية والداخلية والتضامن في تقديم كل سبل العون الممكنة في الجزائر حتى يعودوا إلى بلدهم ، وذلك وفقا للتضامن العربي المعمول به في ميثاق الجامعة العربية ، موقف ليس بمستغرب من الجزائر التي عهدناها قبلة للثوار في حركات التحرير العالمية ، ولكل من ضلت به السبل يجد بين ظهرانيها الأمن والأمان ، ومن شعبها الطيب كل احترام وتقدير .
شكرا جزائرنا الحبيبة على هذا الموقف الإنساني النبيل ، ونتمنى أن يمتد الموقف سياسيا ليكون للجزائر دور بارز في حل الأزمة السورية ، والجزائر المعروفة في قدرتها الدبلوماسية على حل أعقد الأزمات ، نتمتى تدخلها بحكم العلاقات المميزة بين سورية والجزائر منذ تدخل الأمير عبد القادر في إطفاء الفتنة الطائفية في دمشق 1866 ، وبقي بين أهله السوريين هو وعائلته وأتباعه معززين مكرمين حتى اليوم ، ونشأت بيننا علاقات العمومة والخؤلة رغم المسافات البعيدة ، فباسم تلك العلاقات الوطيدة ، والدماء المشتركة ، ودماء الشهداء في سورية والجزائر نطلب تدخل الجزائر لإنهاء القتل في سورية ، والقاتل هو النظام ، واي مساواة بين القاتل والضحية هو يدعم النظام باستمراره في القتل .
شكرا ياجزائر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أمر عادي إنساني
الطيب آيت حمودة ( 2012 / 7 / 30 - 17:34 )
شكرا للأختإث على اثارة الموضوع ، فتلك شيم الجزائريين منذ القديم ، فلا تستغربي .


2 - شعب الجزائر
وداد باشى حمزة ( 2012 / 7 / 30 - 18:32 )
احب ان اضيف ان الشعب الجزائري من اطيب الشعوب واكرمها لقد عشت بينهم حوالي تسع سنوات كانت من ااروع ايام حياتي من ناحية العلاقات لانسانية ولازلت الى لان اتواصل معهم وان الجزائر بلدي الثاني تحية لجزائر

اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا