الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلافة والسلطة

حميد المصباحي

2012 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


المؤكد أن الحضارة العربية بكل ملابساتها,عاشت تاريخها الخاص,من خلال انتقالها
من الترابطات القبلية إلى ماشكل دولة,بقي العرقي فيها يتدحرج بين الظهور
والكمون,وبقيت القبيلة فيه حاضرةلكنها اتخدت أبعادا أخرى,دينية وفق آليات
الإستحقاق العقدي ظاهريا,فاختارت الفرق الإسلامية خوض صراعاتها باسم شخوص
ظلمواوكأن المظهر الوحيد للظلم هو فقدان السلطة السياسة,التي اقتتلوا في
سبيلها,لكنهم جميعا كانوا يرون أن السلطة المثلى هي سلطة الخلافة
الإسلامية,بهياكلها وشرطتها وفقهائها وعامتها الذين يتحركون للقضاء على
المخالفين عندما تفشل الدولة في استمالنهم,تلجأ إلى العامة ليمثلوا بالمفكرين
والثقاة من الفقهاءغيرهم من المخالفين,وكأن الدولة تدفعهم إلى التمرد المسلح
لتجد المررات القوية لتصفيتهم الجسدية باسم الدين وحفظ وحدة الأمة أو انتزاع
البيعة بالإكراه بدل التعاقد المدني كما عرفته المجتمعات التي تمردت ثقافيا على
الأساليب العتيقة الرومانية أو الفارسية أو حتى الصيني القديم,من هنا تبدو
الخلافة غير جديدة ,بالعودة إلى التاريخ القديم,فالفراعنة كانوا يرسخون داخل
المجتمع الري القديم أنهم أبناء الآلهة,وكدلك فعلت الكثير من المجتمعات
العتيقة,غير أنها لم تؤسس مشروعها على الطوائف والجماعات المنغلقة،بل كانت
تنفتح على كل من له القدرة الجسمية أو العقلية لينخرط في طغمة الحكم,وكأنه تجدد
نفها وتتلاعب بخصومها،باختراقهم من الداخل،لاحتواء تمرداتهم ومحاصرتها حتى
لاتضطر الدولة للتدخل إلا إدا رفعت الأسلحة في وجهها علنا،فإنها تتحرك بقوة،ولا
تتجدد آليات الثأر،لأن الدولة ليست مؤسسة على بعد طائفي مغلق قبلي أو حتى ديني
ثقافي،ربما هدا ما سمح للفكر بأن يبدع ويطور آليات حكم المجتمع والتحكم
فيه،دون أن تتحول الدولة إلى جهاز محتكر من طرف الأعراق أو الأقليات أو حتى
تحالف الأسر المنغلقة في صيغة القبيلة أو الطائفة دات المعتقد أو الديانة
المؤسسة عليه الدولة وجودها وقوتها المشروعة
سلطة الإجماع
في الفكر السني هناك سلطة سياسية.الغاية منها الهيمنة على المجتمع,لفرض تصور
محدد على الكل,خصوصا في القضايا الخلافية,بحيث يحرم على المسلم التفكير فيما
سبق الحسم في حتى لو كان دنيوا,أو ينتمي لمتطلبات الحياة العملية,التي تتميز
بالكثير من الإختلافات المنعشة للفكر وحتى للإجتهادات العقلية,وهي عملية وصاية
مجمدة ومغلقة للحوار وتبادل الخبرات,وجد نخبوية,بحيث يحتكرها الفقهاء أو
المؤسسات الدينية التي تحاول السيطرة حتى على الحياة الخاصة للمواطنين ,غير
المعترف بقدراتهم على التخطيط لحياتهم وحياة أسرهم وأطفالهم,مثل مدونات الأسرة
وشروط عقود النكاح وغيرها من أشكال التنظيمات المجتمعية وحتى الطقوسية الغارقة
في وحل التميزباسم الأمة وحفظ حضارتها من البدع,حماية لها من الحديث والإبتداع
الضروري لكل حضارة تنشد تظوير داتها,بعيدا عن كل أشكال الحجر والمنع باسم سلطة
الإجماع المتنافية مع حق الإختيار والحياة الحرة لكل أفراد المجتمع
البشري,فالإجماع يبدو هنا بمثابة جسر سياسي تمده الدول العتيقة للتواصل قمعيا
مع مجتمعاتها,وتوجيهها وفق منطق التبرير لا الإقناع العقلي,البعيد عن هدا الشكل
من الإكراه الخفي والعلني,الدي تعرفه المجتمعات العربية ودولها .
سلطة الإمام
هي المقابل لسلطة الإجماع في الفكر الشيعي,لكن الإمامة رغم احتلافات الشيعة حول
بعض رموزها وشخوصها الغائبين تخول لبعض فقهائهم باسم الولاية,وهي أكثر تطورا في
بعض القضايا السياسية,أما مجتمعيا فهناك الإفتاء كسلطة متجدرة اجتماعيا,لا يمكن
المساس بها,فما سبق أن حسمه الأئمة القدماء لايراجع,أما ما جد فهناك
الفقهاء,دوي المعارف القياسية والشرعية التي تحسم من قبل المؤهلين لإبداء الرأي
الدي يصير ملزما للكل,وغير قابل للمراجعة إلا إن كان حول قضايا حديثة,فيمكن
للفقيه المجدد في الفكر الشيعي مراجعته في ضوء التطورات التي يعرفها الواقع
العربي في شقيه المدهبي السياسي.
من هنا يلاحظ أن فكر الطائفة مترسخ حتى داخل المدهب الواحد,لكن غير نصرح به,وهي
تعتبر فروقات في نظر المدهبين,المتقاربين في مسألة الخوف من تحولات
المجتمعات,مع فرق بسيط,هو كون السنة يلجأون إليه حفاظا على سلطتهم أو مدا
لها’بينما الإخوة الشيعة يمارسونه حتى لايتم اختراقهم من طرف السلط الأخرى,سواء
كانت سنية أو غير سنية.
سلطة الخلافة,بمحاولاتها التماهي مع سلطة النبوة,ظلت تكرر أخطاء السابقين,دون أن تدرك,أن السلطة الدنيوية شأن بشري,فيه الكثير من الهفوات,والإعتراف بها,هو ما يجعل السلطة قابلة للتطور والعطاء وبناء الحضارة الإنسانية,دون أن نسلب الناس حقهم,في التمثل قيميا وأخلاقيا,بذوي الحكمة,والمعرفة والقدرة على إنكار الذات والتضحية بها دفاعا عن غايات نبيلة,كقداسة الأوطان وحمايتها,على أن لايتحول ذلك للتحامل على الغير أو الإغارة عليه مهما كانت الدوافع والمبررات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رسالة تعزية من الجزائر بوفاة والدة ملك المغرب، تثير الجدل!!


.. فيديو كليب بوسي والليثي ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. الهند: انتشار -مرعب- لكاميرات المراقبة في كل أرجاء البلاد


.. فرنسا: ما الذي سيحدث في اليوم التالي لجولة التشريعيات الثاني




.. إسرائيل تقتل فلسطينيين بغارة جوية في مخيم نور شمس قرب طولكرم