الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا نكون مثلهم

باسم محمد حسين

2012 / 7 / 31
حقوق الانسان


قبل عدة ليالي كنت في زيارة لصديقي أبو علي للإطمئنان على صحة والده المسن وجامع العديد من العلل بسبب تقدم العمر ووهن البنية . أفادني صاحبي بأنه سيراجع غداً قيادة عمليات البصرة لتقديم ملفه لهم لأن هناك توجيهاً من رئاسة الوزراء بإعادة الضباط المتقاعدين والمعزولين الى الخدمة وحسب الحاجة لتخصصاتهم من جانب ، ومن جانبٍ آخر لتحسين وضعهم المعيشي ولكون هذا الرجل من مجموعة المتقاعدين منذ عام 1994 حيث لم يألو جهداً إلا وبذله في تلك الفترة للخروج من الخدمة العسكرية بالرغم من تخصصه العلمي الإنساني والمكان الجيد الذي يعمل فيه إضافة الى رتبته العالية والسبب هو الظروف التي كنا نعيشها آنذاك والمعروفة للجميع . وكان سؤالي له ، هل في نية الحكومة توسيع الجيش وزيادة عديده ؟ قال لا وإنما قبل فترة كان اجتماع مجلس الوزراء في محافظة نينوى وقبيل البدء بذلك الاجتماع طالب ممثلي أهالي المحافظة (أعضاء مجلس المحافظة) رئيس الوزراء بعدم طرح أي موضوع للنقاش قبل الموافقة على إعادة ((أولادهم)) الى عملهم في القوات المسلحة (*) ،،، وكان لهم الأمر وعلى هذا الأساس كان التوجيه بتقديم الملفات للراغبين الى قيادات العمليات في محافظات الوطن جميعاً . أعتقد أن طلبهم مشروعاً لأن رواتب كبار الضباط المتقاعدين بحدود 400.000 دينار أي أقل من نصف راتب الشرطي البسيط الحالي وهو مبلغ لا يشبع من جوع ولا يؤمِن على مستقبل مطلقاً ، فكيف البقية من الرتب الصغيرة ؟
وقبلها كان اجتماع الوزراء في محافظات أخرى بدأت في البصرة ، ونتيجة ذلك الإجتماع البصري حصلت محافظتنا العزيزة على (بعض) مستحقاتها المادية من خزينة دولة العراق التي تتكفل البصرة بحدود 80% منها وكما يقول المثل الشعبي (يحمل ذهب وياكل عاكول) . أتسائل لماذا لم يطلب نواب البصرة في البرلمان ألإتحادي ذات الطلب وبنفس الطريقة من رئيس الوزراء ؟ لماذا لم يطلب ذلك مجلس المحافظة ؟ لماذا لم يطلب هذا الطلب مجالس الإسناد وبعض الشيوخ الذين لهم حظوة عند الحكومة ؟ لماذا لم يطلب هذا الطلب ايضاً منظمات المجتمع المدني وجهاتها الممولة والساندة ؟ . هل أولادنا أقل شأناً من أولادهم ؟ هل كانت خدمة أولادهم مجزية بخلاف خدمة أولادنا ؟ هل قدموا التضحيات (في جميع الظروف والمواقف) أكثر منا ؟ لا أعتقد ذلك كما هو اعتقادي بمعرفة الكثيرين منا الجواب .
وتساؤلي الآخر لو كان نفط البصرة في الموصل بمعنى لو كانت الموصل تغذي العراق بهذا الكم الوفير من المال الناتج عن تسويق النفط ، ماذا سيطلب (عفواً سيفرض) أهلها على الحكومة ؟ ماذا سيطلبون أيضاً لو كانت الموانئ البحرية هناك ؟ ماذا سيفعل الأخوة الكورد لو كانت امتيازات البصرة موجودة في كردستان ؟ . أنا لا أحسد إخوتي الكورد والموصليين على صلابة مواقفهم تجاه الحكومة مطلقاً ولكن أتمنى على المسؤولين والنواب في محافظتنا المعطاءة التعلم منهم في كيفية الدفاع عن حقوق ذويهم ومن انتخبهم لأن الأغلب من العراقيين يعرفون كيف يعيش البصريين وخصوصاً هذه الأيام بسبب شدة الحر والرطوبة وسوء توزيع الكهرباء ناهيك عن ملوحة الماء إذ قبل أسبوعين تقريباً بدأ اللسان الملحي مجدداً الصعود الى شط العرب قاتلاً الأرض ومن عليها من المزروعات والمواشي إذ تعدى ناحية السيبة الآن.
من هنا أوجه دعوة لإخوتي في البصرة للتوحد لنصرة النفس وترك نصرة المذهب التي يروج لها البعض ونصرة النفس تعني بالمحصلة نصرة المجموع لنتعاون جميعاً لحل مشاكلنا العالقة والمستجدة تاركين الخلافات متمسكين بالمشتركات (وهي كثيرة) لمواجهة الملوحة المتصاعدة قبل وصولها الى حد يقتل البصرة بأكملها والبطالة المستفحلة والفساد المستشري ونشغّل معاملنا المتوقفة ونزرع أراضينا بما يناسبها من المحاصيل وننهض ببساتين نخيلنا التي تحولت الى مصادر للسعف والجذوع اليابسة التي تستعمل كوقود في شوي اللحوم والأسماك بعد أن كانت مصادر لأرقى تمور في العالم ، وغير هذه الأمور الكثير .
والجزء الثاني المتعلق باجتماع الوزراء في المحافظات وليس في بغداد العاصمة وكما تدعي الحكومة بغية الوقوف على احتياجات تلك المحافظات بشكل دقيق ، هذا الأمر برأي البعض من المهتمين يعني غياب المؤسسات إذ يتوجب أن تصل كافة المعلومات مهما كانت صغيرة وهامشية الى القيادة لأنها وبكل وضوح متفردة بالقرار ومتمسكة بتلابيب السلطة ولها دائرة مستشارين يتقاضون أعلى الرواتب ومميزين بأحسن الإمتيازات فهذه التفاصيل يجب أن تكون ذات فائدة للحكومة في توفير التسهيلات اللازمة لها للعمل واتخاذ القرار الصائب . ولنتذكر دائماً درساً مهماً (هناك حل لأعقد المشاكل ولكن يتوجب علينا التفكير للوصول له ) .

(*) يذكر أن أغلبية ضباط الجيش العراقي وخصوصاً في عقدي السبعينات والثمانينات كانوا من الموصل حيث كانت هي الحرفة المفضلة آنذاك .
البصرة 30/7/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين