الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السباق الأميركي لكسب ود تل أبيب

عليان عليان

2012 / 7 / 31
القضية الفلسطينية


دخل الحزبان الديمقراطي والجمهوري في مباراة حاسمة ومثيرة لكسب ود الكيان الصهيوني ، وود غلاة اليمين في الليكود وكاديما قبل حوالي مائة يوم على انطلاق الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما ، وخصمه المرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني.
ومضمون المباراة : من يقدم أكثر لحكومة العدو الصهيوني حتى يفوز بدعمها لهذا المرشح أو ذاك ، حيث يتبارى أركان الحزبين في تقديم كافة أشكال الدعم العسكري ، والأمني ، والمالي للكيان الصهيوني وفي إغذاق الوعود والتعهدات بتقديم المزيد في حال الفوز بالانتخابات الرئاسية.
لقد شهدنا خلال الأسابيع القليلة الماضية ولا زلنا نشهد التهافت الأميركي الذليل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على أعتاب تل أبيب فقد حضرت " الديمقراطية " وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى المنطقة ، في محاولة لضمان الالتزام المصري بمعاهدة كامب ديفيد ، ولمنع أية تغييرات على آلية السفر عبر معبر رفح ، ولضمان استمرار الحصار على قطاع غزة وللتأكيد على استمرار العقوبات الاقتصادية على إيران.
وحضر قبلها في زيارة سرية إلى الكيان الصهيوني مستشار الأمن القومي الأميركي توماس دونيلون لغرض دعم اسرائيل في مواجهة ايران وتنسيق الخطوات معها ، كما حضر لذات الغرض لاحقاً وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا.
وقام المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري ميت رومي بزيارة إلى القدس في سياق حملته الانتخابية لكسب دعم اللوبي اليهودي حيث تفوق حتى اللحظه على خصمه أوباما في تقديم المواقف والوعود السخية لإسرائيل من نوع: تأييده وتفهمه لموقف (إسرائيل ) في حال اتخذت قرارها بضرب إيران ، والاعتراف بالقدس عاصمة أبدية (لإسرائيل) ناهيك عن تصريحاته العنصرية ضد الشعب الفلسطيني والتي قال فيها " أن سبب الفجوة الاقتصادية بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، تعود لأسباب ثقافية".

ويدرك كل من أوباما ورومني أن على كل واحد منهما أن يقدم أوراق اعتمادة لحكومة نتنياهو ، قبل أن يحظى بدعم اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة ، ممثلاً بشكل رئيسي باللجنة الأميركية اليهودية " الأيباك " ، ذلك اللوبي الذي يلعب دوراً حاسماً في تقرير السياسة الخارجية الأميركية ، من خلال نفوذه الشرس في الكونجرس الأميركي ، وفي الإدارة الأميركية ، ذلك النفوذ الذي سبق أن كشف عنه السناتور الأميركي الأسبق " بول فندلي " في كتابه الشهير " من يجرؤ على الكلام " .
ولو دققنا في كازينو التنازلات الأميركية لاكتشفنا ما يلي:
أولاً: أن هذه الدولة العظمى صغيرةً في قيمها ومنقوصة في سيادتها حين يقدم هذا المرشح الرئاسي أو ذاك على تقديم تنازلات تمس صميم السيادة للدولة الأميركية.
ثانياً: أن الثمن الذي تقبضه (إسرائيل ) ، وعبر " الإيباك " من هذا الرئيس في حال فوزه لا يقتصر على الحصول على مساعدات مالية وعسكرية وأمنية ، بل يتعداه إلى أن يكون لها القول الفصل في تقرير السياسة الخارجية في الشرق الأوسط ، وفي كل ما يتصل بشؤون الصراع العربي – الإسرائيلي.
ثالثاً: أن الولايات المتحدة قد تخاطر بأمنها وأمن قواتها من أجل المصالح الاسرائيلية ، وبات واضحاً أن الهدف الرئيسي من غزوها للعراق بالإضافة للنفط هو حماية وضمان أمن( اسرائيل ) تلك الحرب التي كلفت الولايات المتحدة حسب تقديرات محايدة ما يزيد عن 20 ألف قتيل وما يزيد عن 40 لف جريح ومعاق جراء إصابات خطيرة على يد المقاومة العراقية ، ناهيك عن الآلاف الذين ألمت بهم أمراض نفسية جراء المواجهات مع المقاومة.
رابعاً: أن الرئيس الأميركي في حال فوزه تظل عينه على الفوز في الانتخابات القادمة ، ما يعني استمراره في تقديم التنازلات وتبني الخطاب الإسرائيلي، وبالتالي يظل رهين المحبسين ، محبس الانتخابات الحالية ، ومحبس الانتخابات القادمة.
واللافت للنظر أنه عندما يتمرد رئيس أميركي ولو جزئيا ما على ما قدمه من تنازلات للكيان الصهيوني ، على أمل أن يعطي لنفسه بعض الهيبة ولواشنطن بعض الحيادية والاستقلالية ، لا يستطيع الاستمرار في تمرده الجزئي وسرعان ما يعود صاغراً لبيت الطاعة اليهودي ونراه ينتظر مناسبة أو مؤتمر ما " للإيباك " حتى يعتمر القلنسوة اليهودية ويتلو خطاب الندم على تمرده.
وفي الذاكرة عندما شرب أوباما حليب السباع في الخطاب الرئاسي الذي ألقاه في جامعة القاهرة غداة فوزه في الانتخابات الرئاسية الأولى ، والذي أكد فيه على وقف الاستيطان في الضفة والقدس كشرط لنجاح المفاوضات مع الجانب الفلسطيني ، مما أغرى الجانب الفلسطيني لتسلق الشجرة معه.
لكن أوباما نزل نزولاً ذليلاً عن الشجرة وبقي الجانب الفلسطيني عالقاً فوقها ، حيث تنازل أوباما عن مبدأ وقف الاستيطان بشكل يندى له الجبين وراح يستجدي نتنياهو بوقف الاستيطان لثلاثة أشهر فقط مقابل رزمة من التسهيلات الأمنية والمالية والعسكرية والعقابية ضد إيران ، لينتهي بعد ذلك إلى الضغط فقط على الطرف الفلسطيني لاستئناف المفاوضات بدون شرط وقف الاستيطان أو الاعتراف بحدود 1967 كأساس للحل التسووي.
ولم يكتف أوباما بهذا الانصياع الذليل للام لاءات الإسرائيلية بل أفشل توجه السلطة الفلسطينية للحصول على عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة ، وهاهو يضغط على أزلامه في النظام العربي الرسمي لمنع توجه السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة للحصول على عضوية " دولة غير عضو" فيها .
واللافت للنظر أن إملاءات كلينتون وتصريحات ميت رومني الأخيرة لم تلق أي تنديد ، من قبل أطراف النظام العربي الرسمي ما يفتح شهية العدو الصهيوني للاستمرار في تهويد القدس وقضم المزيد من الأراضي ، ولعل تصريح المستشار القانوني لبلدية الاحتلال التي أعلن فيها عن اعتبار المسجد الأقصى وساحاته أماكن عامة تابعة لبلدية الاحتلال ، لمؤشر على المفاعيل الأخيرة للمواقف الأميركية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران.. صلاحيات وسلطات المرشد والرئيس


.. أمم أوروبا.. إسبانيا تكرس عقدة ألمانيا على أرضها | #هجمة_مرت




.. إغلاق مراكز الاقتراع في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية الإ


.. توقيف مسؤولين سابقين بالكرة الجزائرية في قضايا فساد.. هل هو




.. مراسل الجزيرة يرصد سير المفاوضات بين حماس وإسرائيل في العاصم