الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حَديث المَوج (4)

فدوى طوفان

2012 / 7 / 31
الادب والفن


لاجئَة إلى البَحر
أمشطُ أمواجَ الصمت
عندَ ملاذ الغربَاء
أنزَع عني أسمَال وهَم عَتيق
أفتَح الصدرَ عميقًا فأخطَف قلبٍي قبلَ رجفَة الخَوف
وألقِي به بعيدًا إلى الشاطئ الآخر
أغتَسلُ بسبع موجَات مِن دَنس الهَزيمة
وخيبَة الانكسارات المتعددَة
من كلّ الأيام القاحلَة
كلّ المَشاعر الهَزيلة
أبتسِم لنبُوءَة الهَجر
أغَنّي للريح
وكلّ كلمَاتِي حناَجر بصَوت المَوج
بصَوت الشفَاه المَزمُومة
يا واحَة النّخيل
بيننَا وجَع
بينَنا عداوَة
بينَنا التواءَات مِن القَطيعَة
بينَنا خيانَة
وبَيني وبينك
مَن أفسَد القَطيع نخلَة عَليلَة لَم تُحرَق
ومعصيتِي كانَت رحلَة الهِجرَة الأخيرَة
هُنا في محطّتٍِي البَاردَة
فوقَ صخرَة المدَى أعلنُ غُفرانِي
للأرضِ النائمَة بين أحضان جبَل عشيق
أغسلُها من لعنَاتِي كما أيلول المَطر
هي السمَاء مَن تقفُ خلفٍي الان
وهُناك في الضفّة الأخرَى زنزَانَة
أرَاودُها عَن نفسِها
لعلهَا تَكشف فِتنَة أسرارهَا
لعلّها تَأخُذ بعضَ الشعر
وبعضَ الورد وتنثرُه على رجَال يسكنُون جَوف البَحر
لعلهَا تحملُ صوتُ مزمَاري
تبعثُ الروح في حكاياتِهم المنقُوشة على الجدرَان
أرمِي في البَحر أسئلتي العَنيدة
أشاغبُ حركَة النّوارس في شوارع السمَاء
وأنتَظر بروح مبللَة وجسَد يابس
أسمَع الجَواب متكسرًا علَى صخُور مسنَنة
إنّ الحب باقِ في دمِك فلا تُعانِدِي
باقٍ كالملِح في جَوفِي
كمراكِب أثقَلت كاهلي صدَئَة’ مُتعبَة
كقصَائد تَمخُر عبابي كلّ اتكَاء غُروب
أرهقَني حِمل صخر الليل
ومَوج النهَار
ولعنَات حوريّات البَحر
مَن يبكٍ غيري على قُبلَة أخيرة مرسومَة على أرصفة الموانئ
لكأن الظّامئين والعاشقين لعنَتِي
قُولي للشعرَاء أن لا يغتابُوا المَوج
كُلمَا انبلَج حُزن جَديد تشقٌَّقَ بَحر
وهُنا فوقَ صخرَة المدَى
أشربُ الحُزن مالحًا أكثر على غير العادَة
اشتهيتُ أن أشعِل سجائر كثيرَة
أخرجُ من صدري دخانًا مدجّجًا بالهزائم
وألعَقُ على أًصابعِ الموجَ مرارَة قهوَ’ة بحجم المُحيط
فينجَلي قعر البحر إلا من بعض خطُوط غامقَة
ولا قارئَة لفنجانِ مكسُور أو كف مرسُوم على خصر القوارِب
أنِي أتيتُ ولا مُلكَ لي
غيرَ حُزنِي مِن رمَاد الحقُول
وفراشَات أحرقتها الشّمس
ووقتِ يشتعِل في الصدر مُنسدلا على جَسد
أرمِي حجّتي الأخيرَة
تعويذَة في عين الغُروب
يا بَحرُ في جوفك في المغارَة العميقة
فوق الجرف المكسُور
فوقَ عرف نَورس
رفعتُ أكف ضراعتِي مابينَ صدر مركَب مُشتاق
ونهدٍ مَوجَة بيَضَاء
هذٍي الأغنيَة لا تلبث ترنُ في جسدِي
رائحَة نخل عَطِش وشَمس تنزف
هذي الأغنية تتصاعَد كالبُخار منِي
تلسعُني كالجُوع ، كقصيدَة
فألبثُ هنَا أغنّي
بآخر الأنفَاس
في انتظَار غير شهِي
بصَوت نورس يتِيم أغنّي
مَضَى زمنُك أيهَا الحب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ياسمين سمير: كواليس دواعى السفر كلها لطيفة.. وأمير عيد فنان


.. تفاعلكم | بعد حالة الطوارئ الثقافية التي سببها في الرباط، حو




.. تفاعلكم | مخرج فيلم -آخر سهرة في طريق ر-، محمود صباغ، يرد عل


.. أحمد السقا يروى كواليس تعرضه للخطر في أفلامه ونجاته من الموت




.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 13 مايو 2024