الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين الإسلامي في المغرب

حميد المصباحي

2012 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


الدين في المجتمع المغربي,
شكل تاريخيا,منطلقا لاكتساب الثقة,وحاثا على الوحدة لبناء تجمعات بشرية,أمنت الحياة الفردية للناس,وحماية الممتلكات الخاصة وحتى العامة,بل إن الدين في المغرب,كان المدخل الأساس لكل الدول التي عرفها المغرب,منذ الأدارسة,كما انضافت إليه فكرة,الولاء لأهل البيت,بيت النبوة,ورغم كل ذلك,فقد بقي المغابة أكثر تسامحا مع الديانات الأخرى,سواء كانت مسيحية أو يهودية,فلم يتحامل المغاربة,على المختلفين معهم من الملل الأخرى,وحتى أيام الإستعمار,اعتبرت فرنسا مستعمرة,وناهبة للخيرات الوطنية,ولم يتم التعامل معها كدولة ممثلة للمسيحية,أو حاملة لمشروع ديني,كما أن التاريخ المغربي,لم يقبل بالخلافة العباسية,إلا في حدود الحفاظ على الحدود الدنيا للأمة في رمزيتها,ولم يخضع المغرب,لتركيا,باعتبارها ممثلة لدولة الخلافة,كما حدث في الكثير من الدول العربية,بل دافع عن استقلاليته,السياسية,وإن كان فيما بعد,قبل بسلطة الأجنبي وتحالف معه,فتلك كانت لحظة ضعف تمر منها كل السلط,خصوصا إن كانت تنقصها خبرة رجالات السلطة وحنكتهم,ورغم ذلك بقيت مناطق من المغرب في أوج ضعف سلطته المركزية,مقاومة ومدافعة عن السيادة المغربية,من خلال محمد بن عبد الكريم الخطابي,الذي هزم فلول إسبانيا,وأوقف زحفها الإستعماري,ولم يلحق نفسه بأية سلطة باسم الخلافة,ولم يطلب دعمها,بل أسس استراتيجيته الخاصة,وخاض معاركه البطولية,دون الإلتفات للشرق العربي,أو حتى استحضار الشعارات الدينية,التي طالما رفعت في لحظة المواجهات العسكرية,لبناء تحالفات أو توسيعها وتوريط باقي الدول الإسلامية فيها.
بقي الإسلام,بدون أية ملامح متطرفة,متعددا,في صيغه,الصوفية والعادية والطرقية,وحتى المخزنية العتيقة,ولم يتولد من الحركة الوطنية رغم سلفية بعض رجالاتها,غير أن سلفيتهم كانت متنورة,وباحثة عن العلم,وبعيدة عن منطق الإفتاء المتخلف كما عرف في العديد من الدول العربية والإسلامية,بل اكتفى الناس,باستفتاء الفقهاء,والسماع لتوجيهاتهم الدينية,بعيدا عن السياسة والمصالح الفردية التي تستغل الدين لتحقيق مآربها,فلا الدولة التي عرفها المغرب كانت متطرفة في دينيتها,ولا المجتمع نفسه,فهي لم تفرض ما عرف بالتطبيق الشرعي للأحكام,في العقوبات,كقطع اليد,أو الجلد أو الرجم,ولم يسبق لها أن هددت بذلك ولا بشرت به,ولا أعلنت جهرا أنها مع من يفعل ذلك بالمشرق أو بعض الدول الإسلامية,كما أن المجتمع المغربي,فرض طريقته لفهم الإسلام,بعيدا عن أي تشدد أو مغالاة,فكيف اختلفت الأمور وساءت وظهرت حركات الإسلام السياسي بالمغرب؟
بظهور حركة الإخوان المسلمين بمصر,التي امتدت أفكارها إلى كل الدول العربية والإسلامية فيما بعد,بحيث ظهرت فكرة حاكمية الله,التي دعا إليها حسن البنا ونظر لها سيد قطب في كتابه معالم في الطريق,إضافة إلى المواجهة التي عاشتها مصر بين القومية الناصرية وحركة الإخوان المصريين,ينضاف إلى ذلك الحركة الوهابية,وما مثلته السعودية بثروتها النفطية,من قوة فاعلة,وصلت حد الإصطدام بحركة الإخوان المسلمين,التي قبل الكثير من دعاتها,الإستفادة من مصدر مالي قوي,صار أكثر حركية,بظهور الحركات الجهادية,بعد تدخل السوفيات العسكري في افغانستان,لكن الإسلام السياسي,سوف يعرف تحولا آخر بعد الثورة الإيرانية,التي استحضرت الظلم داخل البلدان الإسلامية نفسها والعربية,بما عرف بالثورة الإسلامية,وكان لهذه الصراعات على مواقع النفوذ انعكاس على مستوى العالم العربي والإسلامي,وبفعل قرب المغرب من أروبا,نشطت حركات الإسلام السياسي به,خصوصا بعد أزمة المواجهات الجزائرية لحركة الإنقاذ وجناحها العسكري وباقي الجماعات المسلحة الأخرى,هنا بدأت طريقة تعامل المغاربة مع الإسلام تختلف,فمن حيث المظاهر,بدا الشارع يعرف الحجاب والنقاب,والتجمعات الدينية والخيرية الخاصة,حسب الجماعات الدينية,واشتدت الصراعات بين فئات متطرفة دينيا وسياسيا,وانتهت بعمليات إرهابية لأول مرة في تاريخ المغرب,إضافة إلى اكتشاف خلايا نائمة كانت تخطط لضرب الأجانب والمغاربة,بحجة نصرة الإسلام,وهي مشاهد غريبة عن الإسلام المغربي,الخالي من كل مظاهر الرفض للغير والتحامل عليه,وحتى التدخل في شؤون الناس بفظاظة وعنف لفظي وجسدي,.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رسالة تعزية من الجزائر بوفاة والدة ملك المغرب، تثير الجدل!!


.. فيديو كليب بوسي والليثي ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. الهند: انتشار -مرعب- لكاميرات المراقبة في كل أرجاء البلاد


.. فرنسا: ما الذي سيحدث في اليوم التالي لجولة التشريعيات الثاني




.. إسرائيل تقتل فلسطينيين بغارة جوية في مخيم نور شمس قرب طولكرم