الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوراق من المعتقل . الورقة الأولى:الضمانات التنظيمية وبوصلة الحزب

باسم الخندقجي

2012 / 7 / 31
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


ثمة قاعدة تقول :لا يمكن تنفيذ برنامج تكتيكياً كان أم إستراتيجياً دون أن يكون هنالك آليات عمل تنظيمي تصل لحد أن تكون حديدية صارمة تفضي الى نجاح ذلك البرنامج . اذ ان الضمانة التنظيمية هي بمثابة الممول القوي والحامي الحقيقي الذي يحرس الاتجاه المرسوم والمخطط له ويقوده الى ارض النجاح والتحقيق .. ولا يوجد مؤسسة ناجحة لم تمارس وتؤسس لضمانات ادارية او تنظيمية قوية وسلمية تحتضن التحول من الواقع والى الواقع . واما الضمانة التنظيمية فهي تتجلى بصورتها التقدمية عبر عدة مراحل من اهمها الحاجة او "وعي النقص"-هيجيل- فعندما ندرك حاجتنا ونفهمها ونقرأها .. عندها نبدا بتاسيس ضمانات التي هي بطبيعة الحال نتاج جاء لتلبية الحاجة ويتلاءم مع اهمية سرعة التحرك نحو التغيير وعندما نبدا ببلورة الضمانة ومفهومها وبنائها من مادة الحاجة فإنه لن يكون هناك عدة عقول وآراء وآليات عمل مختلفة ..لأن هاجس الحاجة بدا بالسطوع والتاثير على مجريات الجانب التنظيمي ..بحيث أن الوحدة حصلت بين النقيضين –الحاجة والضمانة- وبالرغم من ضرورة حدوث أخطاء أثناء الممارسة الا ان الضمانة الصلبة هي التي تعالج من خلال تفهمنا نحن لأهميتها .ان ما يمر به حزبنا اليوم من ازمة ومتاهة سببه الرئيسي هو افتقار للعقل الجماعي الذي يقود ويرشد ويصوْب ..مما يؤدي هذا الافتقار الى عدم قدرة الحزب على قراءة اللحظة المناسبة التي يجب ان يكون بها خالق لضماناته التنظيمية التي بدورها هي الاسس الحقيقية لكل حزب اذ ان هناك مراحل ولحظات حرجة تمر على الحزب مرور الكرام لتنهشه دون ادنى مقاومة ملموسة تحميه وتقيه وهذا يعكس استمرارية تفاقم الازمة ..وانا هنا اقصد الداخل الحزبي حيث العديد من اللحظات الخانقة والصعبة باتت تزداد واكثر من أي وقت مضى باتت تهدد وجود الحزب والسبب هو عزل الحزب بمحركه التنظيمي عن واقع الحاجة للتغيير ..عزلٌ متعمد ومقصود لتوفير مناخ مناسب لذوي النزعات المرضية الدكاكينية ..ان الافتقار لا يعني الجهل وانما افقار الحزب من كل شيء تقريباً ..بدعوى التجدد والتغيير والتجديد ..افقاره لدرجة الافلاس ..وها نحن اليوم امام التحديات .. ولا اعتقد انه يمكننا لان ان نجازف بمزيد من دعاوى التغيير اللاواعي ..فعندما يقف الحزب عاجزاً عن اتخاذ ضمانات تنظيمية مصيرية لصون وحدته وتنفيذ برامجه فإن هذا يعني ان الوقت قد حان لاكبر كم من الاسئله التي هي مفتاح النقد الجذري للحالة الراهنة للحزب ..ان أي فكرة في هذا العالم يمكن تحقيقها وتطبيقها وفق اليات عمل وضمانات تنظيمية صارمة وفق الحاجة والظرف .. فولاذية مرحلياً..وتلاؤم وتوافق ودينامية حزبية مرحلياً أيضاً بحيث لا يتحول الحزب الى دكتاتورية ستالينية مطلقة قامعة لحرية التعبير والنقد داخل اروقة الحزب .ان البداية يجب ان تكون فولاذية .. القاعدة الحقيقية ومصدر قوة الحزب التي لا يمكن المساس بها تحت أي ظرف من الظروف ..وما يحدث الان هو انتهاك صريح لاهم معايير العمل التنظيمي ...
المطلوب اليوم لضبط البوصلة الحزبية هو اعادة الاعتبار واحياء ما تم خنقه ودثره..المطلوب فضح العجز الداخلي ونشر الهاجس ..هاجس الضياع داخل اروقة الحزب ..اقرعوا الاجراس ..دقوا على جدران الخزان ..فما نحن بحاجة اليه اليوم هي ثورة حزبية داخلية تزيل التراكمات الخبيثة وصدأ الردة ..والضمانة الحقيقية هي الضمانة التنظيمية الاصلية الناشئة منا ... من حاجتنا ونقصنا وعجزنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا


.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا




.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ


.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا




.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا