الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء مع نجمة فلسطينية متألقة، في الداخل الفلسطيني، ووضع المرأة

احمد محمود القاسم

2012 / 7 / 31
مقابلات و حوارات



استكمالا للقاءاتي وحواراتي مع سيدات عربيات، بهدف معرفة مشاكلهن والتحاور في قضايا تهم المرأة العربية بشكل عام، التقيتُ بسيدة فلسطينية، من عرب الداخل الفلسطيني المحتل، وهي من بلدة طيرة بني صعب، احتلتْ في العام 1948م، وبقي اهلها صامدين بها، ولم يرحلوا عنها، رغم الارهاب الصهيوني عليهم، وتُدعى (هديل منصور)، تبلغ من العمر الثلاثون عاما تقريبا، متقدة الذكاء، وتملك ثقافة وطنية عميقة، شخصيتها رائعة ومميزة وخلاَّقة، ذوقها رفيع، وإحساسها رقيق، تعتز بفلسطينيتها وعروبتها كثيراً، حائزة على لقب اول في اللغة العربية والعبرية، بالإضافة الى شهادة التدريس من كلية (بيت بيرل) لإعداد المعلمين، من الداخل الفلسطيني المحتل، وهي كاتبة وأديبة وشاعرة، في بداية طريقها، يغلب على كتاباتها الشعر الحر، والنثر المنمق، والرومانسية الأخاذة، بداية حديثي معها، سألتها فيما اذا كان يمكنها اعطائي نبذة مختصرة عن شخصيتها، اجابت وقالت:
أنا ابنة مدينة الطيرة "بني صعب" ومتزوجة، وأم لطفل، أعمل في سلك التدريس، منذ حوالي ثمان سنوات، الكتابة عندي محاولة لفك شيفرة هذا العالم المحيط بي، وفُسحة، لألتقي بأمنياتي وأحلامي كامرأة فلسطينية، والكتابة عندي صورة تعبر عن وطني المُشتهى.
قلت لها متسائلا:انا قرأت صفحتك على صفحات التواصل الاجتماعي، وأعجبت كثيرا بها، وشعرت بأنك انسانة رومانسية وعاشقة، هل كلامي هذا صحيح أم لا ؟؟؟؟
أجابت وقالت:العشق عندي، ما نجمعه من هواء حولنا، كيف نَتنفسْ، هو ضرورة مُلّحة لبقائنا، أما الرومانسية، فهي إحدى اساليبنا لهضم هذا العالم، وأنا بينهما، أَتدلّى، علّني أخطفُ غيمة، أو صُدفة، أو تَخطفني الكلمة.
سألتها لماذا تكتب هديل منصور وما هي احلامها وطموحاتها ؟؟؟
اجابت وقالت:أنا أكتب، لألوّن بحرَ يافــا، بألوانٍ أشتهيها، فالكتابة يا صديقي، هي ان تختار لكَ موتاً مُختلفا، ولوْنا مختلفا، وان تَستردّ شيئا، لم تفقدهُ بعد، وطموحي الشخصي يا سيدي، ان أصدر وأنشر لي، اوّل كتاب، والذي اريد له ملامح وتفاصيل ونكهة مميزة، ومختلفة تماما، تَخُصّني وتَخصُّ بلادي، وأنا اطمح بالوصول، الى قلب، كل امرأة ورجل، فتثير بهما كلماتي، عُمراً آخر، وبَدايةٌ أُخرى، أما عن احلامي ,,, يااااه، فحدث ولا حرج، فإنها كثيرة يا سيّدي، فأنا أحلم بوطن، يضمّ ما تبقّى منّي ... احلمُ بفلسطين، التي افتقدها، وأحـــلمُ برياح تأتي، حاملةً معها للمرأة، جَسداً بلا ألم، وروحٌ خضراء، أحلمُ لو انني على متن سَحابة، فأكتبُ على عرض السماء، حكايةً لها ملامحٌ سماوية، نحن ابناء احلامُنا، ومثلي لا تُرّبي أَحلامها إلا بِتُربة صالحة وخصبة!!
سألتها فيما اذا يمكن ان نقول، أن هديل كاتبة وشاعرة وأديبة، وماذا يتضمن كتابها التي تود نشره من معلومات قيمة وممتعة؟؟؟
أجابت وقالت: أستاذي، أنا كل ما ذكرتْ، ولستُ أبداً ما ذكرتْ، أنا اكتبُ ما اشعر به، من حالات مختلفة، تعيشها حواسي بمشهد ومكان ما، الكتاب هو نتاج كل هذا التعب، الذي يَعتريني، وكل هذا العشقْ، وكل هذا الوطن الذي يسكنني، من حالات مختلفة، تعيشها حواسي بمشهد ومكان ما، سيكون عبارة عن نصوص قصيرة، تختزل عُمراً كاملاً من الأمل والوجه والحلم والفرح، سيكون فيه أيضاً قصائد نثرية ... وومضاتْ ان صح تسميتها، وبصراحة، انوي ان أخلق نوعاً جديداً من النصوص، وجبلاً كاملاً من الكلمة الشيقة، والكلمة اللهفة، والكلمة الحلم، والكلمة البلد.
قلت لها :هل لك ان تعطيني لمحة عن بلدتك، بلدة الطيرة الفلسطينية، طيرة بني صعب؟؟؟
قالت:تقع طيرة بني صعب في الطرف الشرقي، من مركز السهل الساحلي، على مجموعة من التلال المرتفعة حوالي 75م عن سطح البحر، وهي تُطل على سهل منبسط، يمتد شرقاً، قرابة اربعة كيلومترات، حتى بلدة (كوخاف يئير) اليهودية، الواقعة على الحدود، مع السلطة الفلسطينية، ويمتد غرباً، نحو عشرة كيلومترات، ينتهي بمشارف شاطئ البحر الأبيض المتوسط، تحيط ببلدة الطيرة، مجموعة من القرى والمدن اليهودية والعربية، الطيرة بلد مشهور بزراعة الجوافا والتوت الارضي، يبلغ عدد سكانها حسب الإحصائيات الاخيرة أقل من اربع وعشرون الف نسمة تقريبا، والطيرة الآن، تشهد هبّة ثقافية وتعليمية، اذْ ان الغالبية العظمى من شبابها، يتوجهون للتعليم العالي، في الكليات والجامعات، ويحرصون على اقامة ندوات ثقافية، وأمسيات أدبية، لكن، ما زلنا بحاجة للمزيد.
بالنسبة لوضع المرأة الفلسطينية في مدينتي، فهي امرأة قيادية ومُثابرة، هناك مديرات مدارس، وقياديات، ومسئولات في البلدية، ومؤسسات اخرى كثيرة، تحتل المرأة بها مواقع قيادية متميزة.
قلت لها: لاحظتْ بأنك انسانة صريحة وجريئة، وتتمتعين بروح وطنية عالية، هل يمكن القول بأنك سيدة منفتحة اجتماعيا ؟؟؟؟ وهل أَثَّر الاحتلال بالروح الوطنية لديك؟؟؟
أجابت وقالت:اجتماعيا، أنا امرأة بسيطة في التعامل، أتأقلمُ مع اي محيط بسرعة، وبدون حواجز ومعيقات، اتَّبعُ الصدقَ في المعاملات الانسانية، وبحكم عملي، في قرى النقب ثلاث سنوات، وبمدينة يافا اربع سنوات، فلقد كَسَبتْ شخصيتي بُعداً اجتماعياً، كافياً ان يجعلني امرأة جريئة، وذات ثقة عالية بالنفسْ.
أما فيما يتعلق بالروح الوطنية، فهي وليدة ونتاج القهر والتعب، الذي نعيشه هنا داخل اسرائيل، فجنسيتي التي املكها رغماً عنّي، هي الجنسية الاسرائيلية، فأنا احمل الهوية الزرقاء، وهذه كلها اشارات غضب بالنسبة لـي، أنا تَربَّيتُ على حب الارض والوطن، منذ الصغر، وذلك الأمر، يعود لوالدي (رحمه الله)، الذي أصرّ دائماً ان يكشف الوطن علينا، فنتعلّق به اكثر . الاحتلال الصهيوني، اثّر وما زال يُؤثرُ علينا هنا كفلسطينيين، فهو يحاول ان يقتلعنا، وأن يُهوّدنا ...ويسلخنا، ويُصادر اراضينا، ويُغيّر لغتنا، لكن الشعب الفلسطيني، شعب صامد، ويكفي وجودنا هنا، وكلمة الرفض، التي تخرج صاهلة من عيوننا، وأفواهنا، هناك فئة قليلة من الشباب، الذي يتأثر بالبيئة الصهيونية الاسرائيلية، بحكم التعامل اليومي والمباشر معهم، وأنا أخاف عليهم، ولأجلهم، سأظل اكتب لفلسطين الساكنة فينا .قلتُ مرّة، إن هذا الاحتلال، يجعلني امرأة حرّة وحرّة وحرّة، وهذا ما ينطبق على الكثير من النساء الفلسطينيات، هنا في فلسطين المحتلة.
سألتها عن كيفية تأثير الاحتلال على المرأة الفلسطينية بشكل خاص، وهل اثَّرَ في عاداتها وتقاليدها؟؟؟
اجابت وقالت: اثّرْ الاحتلال الصهيوني على المرأة الفلسطينية، كان تأثيراً إيجابياً، إذْ زاد من عزيمتها وقوّتها وإقدامها، فهناك مثلا النائبة حنين الزعبي، العضو الفلسطينية في الكنيست الاسرائيلي، والتي تظهر موقفا حاداً وواضحاً، والكثير من القياديات اللواتي يهتفن باسم الوطن، أينما تواجدن، حتى المرأة العادية العاملة، هي امرأة فلسطينية، تحافظ على فلسطينيتها. أما فيما يتعلق بالعادات والتقاليد، فما زالت موجودة لدينا، ونتبعها ونلتزم بها، ولكن، بنسب مُتفاوته طبعاً، بين قرية ومدينة عربية، ومدينة مختلطة.
سألتها عن ماهية المشاكل التي تعاني منها المرأة الفلسطينية، في الداخل الفلسطيني بشكل عام؟؟؟
أجابت وقالت: المرأة الفلسطينية في الداخل لدينا، تواجه بعض المضايقات، من الناحية الأمنية، وحتى الاجتماعية، خصوصا ان كانت محجبّة، وما زال ينقصها القوّة الكافية، للإفصاح عن ذاتها والتعبير عن مخاوفها وتأملاتها، ما زالتْ تُعتصر داخليا، حتى من ناحية اختيار مجال تعلّمها، اذ أن غالبية المواضيع في الجامعات الاسرائيلية، تتطلب عُمراً محدداً وهو العمر الذي ينتهي به الشاب اليهودي او الشابه اليهودية من الخدمة العسكرية، فتظل إمكانية اختياراتها لمواضيع التعليم الأكاديمية، محددة ومحصورة.
سألتها سؤالا فيما اذا تَلْقى المرأة الفلسطينية في المجتمع العربي، معاملة مساوية لها بالرجل؟؟؟
أجابت وقالت: يا سيدي، كلمة "مساوية" كلمة إشكالية بالنسبة لـي، حرّية المرأة، هي ان تمارس نفسها وذاتها، خياراتها ان تَخلق لها الفرح الذاتي، المرأة الفلسطينية داخل اسرائيل تكاد تقوم بواجبات الرجل، فالمسالة ليستْ فقط مسألة مساواة، الرّجل، فالبيئة وطبيعة الحياة التي تعيشها، حمّلتها فوق طاقتها من أعباء، فهي التي تبيع وتشتري، وتعمل، وتقود السيارة وتسافر لوحدها أيضاً، وتتحمل كل مسؤوليات بيتها، وعملها خارج البيت، حتى نَسيتْ نفسها ودواخلها، وإحساسها بروحها وجسدها، لذلك، يا استاذي الكريم، أرى ان ما تحتاجه المرأة هُنا ليس مساواتها بالرجل، بل تحتاج حريّتها الداخلية.
قلت لها أتفق معك سيدتي الفاضلة، ان المرأة الفلسطينية بشكل عام، تحتاج حريتها فعلاً، وسألتها هل تملك هذه الحرية لديكم حقا، ام لا تزال تحلم بها؟؟؟
أجابت وقالت إنها تواصل العمل والجهد، لأجل تحقيق حلمها بالحرية الداخلية.
سألتها فيما اذا كان هناك تواصل بينهم كفلسطينيين، وبين ابناء شعبها الفلسطيني، بباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهل هُناك تفاعل من قبلهم مع نشاطاتهم ومعاناتهم وطموحاتهم السياسية؟؟ أم هذا محدود نسبيا، كونهم تحملون الهوية الإسرائيلية؟؟؟؟
أجابت وقالت:طبعا، هناك تواصل دائم، لا تمنعنا الحواجز من دخول الاراضي الفلسطينية
ومشاركة إخواننا نشاطاتهم، فهناك مشاركة في الندوات والمظاهرات، وزيارة قرى مهجرة، أما بالنسبة للمشاركة السياسية، لا أظنها موجودة، فالمشاركة إنسانية وانتمائية وثقافية بالدرجة الاولى.
سألتها فيما اذا كان لهم رأي بالنسبة لقيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، بعاصمتها القدس الشريف؟
أجابت وقالت:ان قامت مثل هذه الدولة، فهي دولة ناقصة ..الوطن، لا يَكْتمل إلا بجميع اراضيهِ.وسألتها فيما اذا كانوا يتمنوا لنا ولهم، دولة واحدة ومُوَّحدة تجمعنا؟؟؟؟
أجابت وقالت: اااااه، انه اليوم المُشتهى، والمُنتظر، انه يوم الحُلم والحياة والأمل، فلسطين هي كُلنا، وكلُ الارض المُغتصبة، والدولة الكاملة، هي التي تَستردُ اراضيها كلها، وتضم كل شعبها.

إنتهى موضوع لقاء مع نجمة فلسطينية متألقة
في الداخل الفلسطيني، ووضع المرأة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التحية والتقدير الكبيرين للرفيق بسام علي
الكاتب والباحث احمد محمود القاسم ( 2012 / 8 / 2 - 10:02 )
كل التحية والتقدير للرفيق بسام علي مروره الكريم على الموضوع والتعليق عليه، هذه شهادة نعتز بها من مناضل شريف وقديم في معركة النضال الفلسطيني، نشكرك رفيقنا العزيز بسام كل الشكر والتقدير على تقييمك وملاحظاتك القيمة على الموضوع راجيا قبول فائق تقديري واحترامي.


2 - شكري وتقديري وامتناني واعتزازي للدكتور وجيه القاسم
الكاتب والباحث احمد محمود القاسم ( 2012 / 8 / 2 - 10:07 )
كل الشكر والتقدير دكتورنا العزيز وجيه القاسم هذا التعليق والمرور الراقي على الموضوع السابق، كلماتك في تعليقك شهادة نفخر ونعتز بها كثيرا، منكم نستمد نجاحاتنا وتقدمنا وتألقكنا، نرجو لكم المزيد من التقدم والنجاح والازدهار كما ارجو قبول فائق تقديرنا واحترامنا لشخصيتكم الرائعة والمبدعة والخلاقة والمتفهمة والتي تضع النقاط
على الحروف دوما تحياتنا لكم راجيا قبول محبتنا واحتراما والسلام.

اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج