الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احذروا الإنزلاق من تلال العقل والخُلق لآبار الحقد والثأر

فلورنس غزلان

2012 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


احذروا الإنزلاق من تلال العقل والخُلق لآبار الحقد والثأر:ــ
دربي ..دربنا وعرة مزروعة بالكمائن والعبوات الناسفة ...وكلما قطعنا مسافة عدنا أدراجنا ــ غالباً ـ لنقاط البداية ـ معالم نهاية الطريق ظبابية تحمل الغم والموت والحذر..كما تحمل خوفاً مذاقه مُرٌ ومسالكه مجردة من شيم الإنسانية والأخلاق.. على كل جبهة أودعكم أُحَمِّلكم ذخائر القيم الحضارية وأعمدة الحق الإنساني ، وروابط الوطنية والإخاء... أضع بجيوبكم مناديل جداتكم ورغيف تنور صنعته يد فلاحة معروقة من قمح حوران أو الدير .معجون بزعتر تلالكم الخضراء ، أو ملفوف بقطعة جبن من خيرات حماة، وفي زوادتكم لم أنس حبات عنب زبدانية أو تفاحة جولانية..وفي كل الجهات نشرتكم.....
يا أولادي ..يا أجراس العيد والبيت العتيق... ياقناديل الحرية ..ونوارس السلام ...لاتأمنوا الغربان إن غزت شرفاتكم..فهي ابنة عالم عدو لاصديق، لكن بذرتها ـ والله ـ نفس بذرتكم..لهم نفس الملامح وينطقون نفس اللغة...فترفقوا..واتركوا دائماً بوابات قلوبكم مواربة لعودة الصفاء، فهذا القتيل يمكنه أن يكون شقيقك أو جارك، وذاك المُغتال يمكنه أن يكون ابن عمك..فإن كنت من الجيش النظامي...فلا تنس أنك عبد مأمور..ولاتسمح لآمرٍ أن يزج بك في جحيم الموت الضميري، ولا في غياهب الحقد الأعمى...فأنت ابن سوريا لا ابن الأسد...أما أنت يابن الجيش الحر، فقد حملت السلاح مُرغماً بعد أن خذلك العالم العربي وعالم القوى العظمى ...صانعة السياسة ومفبكرة القرارات المنسجمة مع مصالحها لا مصالح الشعوب العاشقة للحرية..حملتَ سلاحك لتدفع عن نفسك الأذى ولتحق الحق وتصوب الخطأ...فمالي أراك ترتكب ما ثُرتَ عليه ؟ وتمارس مامورس عليك؟ ..أجردتك البندقية من عقلك الحضاري؟ أم أنك تعرضتَ لأشعةٍ تقلب العقول وتمسخ القيم؟..من الجمر خرجت وفيه تموت ...فاعمل على أن تجنبه الآخر...
ربما أُصبتُ بفرح آني..يشوبه الخوف حين جاءت الأنباء مصورة لانتصارات صغيرة في حلب...لكني قبل أيام قليلة كتبت خوفي وطرحت أسئلتي على الجيش الحر بالذات، فهو من يعنيني ، وهو من أُحَّمِله مسؤولية السلم الأهلي...لأن الجيش المقاد من آل الأسد يأتمر بأمره ويسير حسب مارسموه له من دروب " تحريرية"!! ظلت طريقها وتاهت فلم تميز مجدل شمس وبقعاتا عن حمص ودرعا وحلب، على الجيش الحر أعلق الأمل وقلبي يرتجف...فحرب الشوارع لاتتناسب ومستواه العسكري والاستراتيجي...ونتائجها تهجير وتدمير وموت يستمر ولا يتوقف، كنت آمل أن يقرأ قادته كتباً عن حرب العصابات في أمريكا اللاتينية وآسيا وغيرها...لكن المفاجأة كانت مصيدة لنا ولهم..وللجيش النظامي وبالتالي للوطن..أما بشار الأسد ..فهَمُهَ ينحصر في قتلنا جميعاً.
كل الحلول السياسية باءت بالفشل، وكل دروب العقل والحكمة أصيبت بالإحباط...فلم يبق من درب سوى درب الجُلجُلة..ومايزيد من غيضنا ويُكَوم أكداساً من طبقات الألم في حقائب قلوبنا ، التي ضاقت وتكاد تنفجر فقد حبلت سفاحاً آلاف المرات بكل ماهو بغيض ومقيت، ولا تبشر الأيام بولادة مهما كانت عسيرة..وقيصرية نرضى بها ونحتملها...لكن ما أخشاه أن يتحول الحَبَّل إلى حبال مشنقة تلتف على رقبة الوطن...فلم يعد همنا محصور ببشار الأسد وكيفية رحيله، بل همنا بمن يتنطحون للسيادة يختلقون المبررات والسبل المعوجة.. يمهدون الأرض لتكريسهم سلاطين بديلة تربت على يد بشار وأبيه وتطبعت بطباعه..أو تخرجت من معاهد الطائفية المقيتة، وإن ارتدت قلنسوات الخطاب الديمقراطي المدهون بزيت عمامات بترولية، أو شهوة موروثة في الطبع والطباع تسافر وتقامر بمصيرنا ويتهيأ لها أنها شخصيات فريدة من نوعها ...علماً أنها أشبه بمستحاثات لأجناس منقرضة ولعقول أصابها الاهتراء ، فوجدت ضالتها في فوضى لعبة الكراسي التائهة في بحر سوريا المتلاطم، تفاجئنا كل يوم بضربات على رؤوسنا وكأننا أيتام قُصَّر على مائدة اللئام، بعضها بثوب عسكري يريد أن يحتل مواقعاً سياسية ويعيد للعسكر مجداً مختلف العملة متمنطقاً بلون التحرير هذه المرة، وكأننا لم نعشه منذ عقود طويلة، ولم نعرف ماذا يعني حكم البسطار! فما الفرق إن كان بسطاراً للأسد أو للعقيد رياض الأسعد...حتى لو لبس ثوب الجنرال ديغول؟!..
أما مَن جاءنا من عالم آخر صرعات الأنزايمر السياسية، فلا أستطيع أن أقول فيه سوى" لله في خلقه شؤون"!..ولك ياوطني من حزنك أطنان من الفنون والجنون...فماذا سيتركون لأولادنا؟ ولماذا نحن كسوريين نحمل كل هذه الأنواع من الجينات المريضة؟
ــ باريس 31/7/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات| فيديو يظهر شجاعة مقاومين فلسطينيين في مواجهة جيش الاح


.. شبكات| مغاربة يدعون لمقاطعة مهرجان موازين بسبب غزة




.. عمليات البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له


.. خبيرة بالشأن الإيراني: الدستور الإيراني وضع حلولا لاحتواء أي




.. كتائب القسام: استهداف قوات الاحتلال المتموضعة في محور -نتسار