الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آخر إختراع مُصطلحي : - إفطار رمضاني لحل الأزمة - !

عادل الخياط

2012 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


في إحدى حلقات البرنامج الفكاهي الأميركي الشهير المُسمى : Saturday Night Live وفي الفقرة الإستهلالية للبرنامج التي عادة ما تتعامل مع أشد الأحداث بريقا سياسيا آنيا بأداء ساخر , يظهر ممثلان في مناظرة إنتخابية , أحدهما يؤدي دور الرئيس الأميركي " بوش " والآخر بدور " جون كيري " المرشح الديمقراطي في الحملة الإنتخابية سنة 2004 .
المظهر التمثيلي يتعامل بنفس طريقة المناظرات الإنتخابية الأميركية : شخص يجلس على كرسي يُوجه أسئلة لمرشحي الحزبين الذين يظهران واقفين امام منصة وسبيكر للرد على تلك الأسئلة ولكن بسيناريو ساخر .. بعد وطر من الأسئلة والأجوبة يتوجه مُقدم المناظرة بالسؤال التالي للرئيس " بوش " : هل من الممكن أن توضح لنا ما هي الخطط الفاعلة لدى إدارتكم للقضاء على الإرهاب في العراق ( بالمناسبة , تلك هي نغمة ادارة بوش على شن الحروب , سواء في أفغانستان أو العراق ) .. عندها أجاب بوش :طبعا طبعا جيمس , لدينا الكثير من الخطط للقضاء على الإرهاب في العراق . فرجع المُقدم متسائلا : نحن نسأل بماذا , وضح لنا ؟
يتلعثم الرئيس ويقول : by working hard .. by hard work .. فيرجع المُقدم : كيف , أي نوع من العمل سوف تتبعه إدارتك ؟
فيجيب الرئيس أيضا مُتلعثما : we meeting .. we read documents .. we.. we .. we come to meet in saturday
.. somtimes we come in sunday

فيرد عليه مُقدم المناظرة بسخرية مضادة : يعني أنت تقصد إنك سوف تقضي على الإرهاب من خلال إجتماعات إستثنائية في ايام الإستراحة السبت والأحد .؟
وتستمر الفكاهة حين يرد بوش : if that take place


ذلك كان عرضا تمثيلي ساخر , فمن المستبعد أن يكون الرئيس الأميركي بتلك الضحالة , نعم من المحتمل أن يكون الرئيس ضحلا في بعض سلوكياته وتصريحاته , لكن ليس على النحو المعروض من الفكاهة .. وعموما ان الرصانة تظل من ضمن سياقات العمل للذي يتبوأ مركزا رفيعا في مؤسسات الدولة وعلى الأخص أن يكون هذا المركز مركزا دبلوماسيا او برلمانيا , لكن هذا في عارضة تُسمى دولة , أما في غير هذا المُسمى فتوقع هشيم غير خاضع لجميع قوانين تشكيلات الدول والممالك ؟

والعراق غير خاضع لتسمية الدولة , العراق هو مجموع من هشيم برلماني وحكومي مشوه , ولذلك ترى مسؤوليه مادة لهذا الشوه أو التشوه , فكثيرة هي المواقف والتصريحات التي تحاكي أو تعكس هذا التشويه .. الإختيار وقع هنا على التفوهات التي تصدر في شهر رمضان من قبل المسؤولين العراقيين كغطاء مقدس لحل الأزمات , وما أكثر الأزمات في عراق الطائفية والتفكير البعراني !
الغطاء المقدس الذي سوف يحل رُكام الأزمات يقترن بـ : السمك المشوي والمقلي , يقترن بـ الـ " دولمة والتبسي " , يقترن بـ البرياني والكبة والكباب , يرتبط بـ المفطح والقوزي والدجاج الطازج واللحم الأحمر والأبيض والبنفسجي و .. يتمحور حول " الزلابيا والبقلاوه " , تستاق منه كلمات شُكر من فُلانة البرلمانية المُحجبة أو من زوجة البرلماني الفلاني أو الوزير الحكومي العلاني , كلمات تقول : شُكرا سيادة النائب أو حضرة الوزير بعد أن تنتفخ أوداجه بالفطور الرمضاني ويقول لها شاكرا : تسلم إيدك على هذا الطبخ , والله أتمنى لو عندي معدة ثانية حتى أستمر بتذوق طبخك اللذيذ ! " .. فتجيبه النائبة أو زوجة النائب أو المسؤول الحكومي : ألف عافية , وين ما يسري يمري يا سيادة النائب !.. وبعد شرب الشاي وتدخين السيكار الكوبي ترى أو يرى صاحب العزومة إو الإفطار الرمضاني الذي كان يطمح في حل أزمة سياسية مستفحلة من خلال هذا الإفطار الرمضاني , إن المدعوين بدأوا يتثاءبون وعلى مقربة من شخير , شخير سادي يقول
انهم ليسوا على إستعداد لحل ازمة سياسية فقط , بل إنهم ليسوا على إستعداد لمضاجعة حسناوات جُزر الباهاما !! ثم ينفض الإفطار الرمضاني الذي عول عليه النائب الفلاني او النائبة الوطنية العلانية دون نقاش ولو هُلامي عن الوطن وأزمات الوطن ! ومن المحتمل إن النائبة التي دعت لعزومة رماضانية لحل أزمة البلد , من المحتمل إنها عندما إسترخت على سريرها نهاية الليل قد عبرت عن حزنها العميق لزوجها قائلة له : ماذا أفعل , حاولت أن أحل معضلة هذا البلد بإفطار رمضاني فلم أفلح "

!! إضحك على تلك الكائنات المنقطعة عن قافلة العصر!!

في العراق يوجد الكثير من الكوميديين الدراميين , أدعوهم لصنع برنامج على شاكلة Saturday Night Live عن الإفطار الرمضاني الحلال لأزمات العراق .. وأنا على إستعداد لوضع السيناريو .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA