الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عند الباب

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2012 / 8 / 1
الادب والفن



خطوات متعثرة نتقدم بها مرة ونتأخر فيها مرات، وقلب خافق لا يعين على الاختيار، وعين متسمرة على تمرد خاتم في بقاءه مستقرا في اصبع او خارجا منه، تلك الافكار التي نخلقها هي مجرد اوهام نلهو بها حتى نحسب اننا خارج الباب ولنا كامل الحرية.
ان ما نحسه من طعم، انما هو باطل تلبسه الافكار التي من خلقنا، ومصيبة الانسان ان الحياة غير ممكنة ما لم يعتبر هذه الافكار التي من خلقه. هذه الفكرة من نسج الكاتب المسرحي الايطالي لويجي بيرانديللو.
فلسفة عند الباب او محاكاة الاشباح بعضها لبعض عندما يفوت الوقت الحقيقي لفرصة وجودنا على هذه الارض بما تحمله من شوق المرحلة يجعلنا في حالة شكوى وتذمر حتى نبقى نفكر الى اين سنذهب دون ان نذهب بالمعنى الحقيقي، كم نحتاج روح الفكرة حتى نقبل افكارا غير مقبولة او مجنونة لأن معظمنا يقف بين الحب واللاحب ، بين الحياة ونقيضها بين الامل واليأس بين السرور والحزن بين الصبر ونفاذه وغيرها من المتضادات التي تجعلنا نتأرجح بين ان نكون بالحياة او خارجها.

عند الباب نستنفذ الوقت اللازم حتى لا نرى تبرج الحياة وزهوها بوجودنا عليها احياء، فلا نستمع الى غناء العصافير ولا نتمتع بحرية الحركة وحرية الفكر، بيدا اننا نبقى في كثير من الاحيان نستجدي ونتسول الخروج من ذواتنا بالوقوف عند الباب نستعذب الالم والشكوى حتى تكون خطواتنا ثقيلة ومحسوبة.
عندما قامت الثورات العربية قامت الدراسات تترا من اجل تفسير حالة الربيع العربي ان كان يستحق ان يطلق عليه ثورة على غرار الثورة الفرنسية، واغلب هذه الدراسات خرجت بتفسير بأن ما حصل لا يتعدى ان يكون فزعة او اضطرابات، ربما لان شعار ثوراتنا كان واحد وهو اسقاط النظام بعكس شعار الثورة الفرنسية التي قامت على شعار الحرية والاخوة والمساواة، خطواتنا بقيت عند الباب حتى بتفسير مراكز الابحاث والدراسات وكأن الشعب لم يرد الحياة حتى يستجب له القدر وتحول الربيع العربي الى خريف بنتائجه التي احيت شعار المؤامرة بدلا من شعار اسقاط النظام الذي لم يحرك حرياتنا وكرامتنا وبقينا عند الباب نراوح مكاننا تحسرا على ما مضى، فكيف نقبل فكرة ان من يمضي ميتا في الحرب ضد النظام او مع النظام ما هم الا هامش بسيط من دواعي تقسيم على تقسيم الكعكة بين المتناحرين الذين لا وجه لهويتهم.
الظلام يداهم ارواحنا حزنا على ارواح الموتى والمساكين، الظلال بالصورة يحتل موضوعها، كيف نتحرر من عند الباب والسلاسل ثقيلة، سؤال ربما كان يستحق ان نجيب عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشعور بالتحرر هو موجود اصلا في الذات الانسانية
محمود هادي الجواري ( 2012 / 8 / 1 - 13:51 )
الانسة عبلة عبد الرحمن لك مني تحية طيبة .. .. الشعور والاحاسيس والذوق هي نعمة من نعم الله عز وجل اعطاها للانسان ليكرمه ويفضله على سائر المخلوقات ،، اذن تلم الميزات التي وهبنا الله اياها ما زلنا لا نعرف كيف نتعامل معها ، وكما تفضلت اوجد الله معها الغرائز وهي كذلك طبيعية ولكن متى ان نضع مقاييس للمشاعر والغرائز استطعنا التغلب على الغرائز التي تقودنا بلا شعور او احاسيس ، زلا الشعور هو نتاج لتدريب واخضاعها الى العقل بينما الغريزة هي تخضع الى العاطفة... اذن الحرية والعبودية هي مفردات وايضا موجودة ، ولكن كيف لي تغليب العقل على الغريزة هنا يكمن سر النجاح في معايشتي مع عقلي هي التي تمنحني صفتي الانسانية.. اذن الحرية موجودة في داخلي وما احتاجه هو تنمية الوعي لدى الاخر الموجود معي والذي لربما لم يستطع من فهم ما طرحت من الجمل والمفاهيم ، اذن نحن نفهم انفسنا ولكننا بخلاء في نشر الوعي بين الطبقات السحيقة التي نعيش بينها ، فمتى ما شعرت بالمسواة مع الانسان الاخر شعرت بانني امتلك كامل احاسيسي لان التبادل مع الاخر سيكون طيبا ولانه يقع في ذات الدرجة من الفهم والوعي والادراك ، شعورنا رهينة الوعي ... ..


2 - تحية استاذ محمود هادي الجواري
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 8 / 1 - 23:30 )
تحياتي استاذ محمود الجواري شرفتني بأضافتك الرائعة
يسعدني ان اثني على ردك حين قلت ان الانسان يمتلك الكثير من المميزات لكنه يجهل التعامل معها او حتى استثمارها بما ينفعه فيبقى في مكانه، لا تحركه الا اوهامه وليس وعيه وما يستطيع فعله
استاذي العزيز يسعدني ان اتبنى قولك: حين يستطيع الكاتب ان ينمي الوعي لدى الاخر فأنه يستطيع ان يحقق المساواة
يبقى الامل بأن نتحرك من عند الباب حتى نشارك بوعينا في اقامة الرسالة الحقيقية بأدراكنا لحقيقة وجودنا


3 - كم استنزفنا من الوقت
سيمون خوري ( 2012 / 8 / 2 - 17:02 )
الاخت عبلة المحترمة تحية لك مقال جميل وفعلا كم من الوقت استنزفنا ونحن ننتظر عند الباب واقفين او مشلولي الحركة لا نستطيع رؤية القادم ونبحث في الماضي الساكن فقط في ادمغتنا. تجاوز الوقوف عند الباب والتطلع للحياة بكل ما فيها يحتاج الى وعي بقيمة الحياة التي نعيشها. فالفرق كبير بين أن تعيش من أجل الموت أو إعتبار ان الموت نهاية كل كائن حي ..حتى الأن على الأقل لانعلم ماذا ستحمل التكنولوجيا القادمة..اعتقد أي كانت الحياة فهي تستحق أن تعاش فهي مرة لن تتكرر سوى في الوهم الساكن عند الباب . مع التحية لك


4 - الوقوف عند الباب
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 8 / 2 - 23:16 )
الاستاذ المبدع سيمون خوري كل التحايا والاحترام
دامت صحتك
الوقت يمر بنا وفي النفس حلم الخروج من هذا الباب ذكرني الباب بحكاية احد الاشخاص الذي كان يداوم على زيارة الحدائق العامة مثلما كان يداوم على اصطحاب طبق من الفاكهه يضعه امامه على مشهد من ناس الحديقة دون ان يقربه ولايام متتالية يحلم بأفتتاح الصحن وغيره ممن يراقبه يحلمون حلمه وعندما طال الوقت برواد الحديقة اخذوا يراهنون انفسهم فيما اذا كانت هذه الفاكهة حقيقية ام بلاستيكية كأنه كان يستعذب عذابه وعذاب غيره ربما كان ينقصه ان يعرف ان الحياة تعاش مرة واحده
استاذي المبدع تحياتي اليك

اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي