الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حفل تحرش.. (قصة)

حماده زيدان

2012 / 8 / 2
الادب والفن



- رمضان خلص خلاص ... والعيد أهو جه ... مش عارف هعمل إيه بس ياللا بينا ننزل وخلاص.

قلت تلك الكلمات لأخي الذي كان يختم صلاته , فنظر إلي وقال:

- رب رمضان رب باقي الشهور.

قالها لي أخي , فنظرت إليه وقلت: (مستهزئاً)

- يا عم أنت لسه راكبك الإيمان رمضان خلص خلاص , فوق يا عم وتعالا ننط نطة في جامعة الدول.

قلتها له ومشيت من أمامه فسمعته يقول لي بصوتٍ عالي "ربنا يهديك"

لم أستمع إليه كثيراً , ونزلت للذهاب إلى أصدقائي , تجمعنا , لا ندري ماذا سنفعل , رمضان أنتهي , كنا نتجمع يومياً للذهاب للصلاة , كنت أذهب معهم , لا أعرف لماذا أذهب , هل هو خشوع , هل حباً في الصلاة , أم هي عادة تعودتها منذ الصغر , تجمعنا سوياً , سألت أحدهم،

- البانجو تمام ولا لسه مجبتوش عارفك خيبان ودايماً بتكسفنا.

أجاب صديقي قائلاً:

- يا عم البانجو فضاح وريحته ممكن تودينا في سبعين مصيبة , خليها حشيش العيد ده.

صدق على كلامه معظمهم فاستجبت لهم , ذهبنا إلى منزل أحدهم , أفرغنا ما في جيوبنا من حشيش , وجلسنا نضرب ما بحوزتنا من حشيش , زادت ضحكاتنا , وسخريتنا من كل شيء فهذا يقول:

- والله البلد خربت , والبنات بارت , والرجالة مش لاقيه جواز , هنعمل إيه نتجوز على نفسنا يعني؟!.

وهذا يقول:

- أنا مش ذنبي أنه الوحيدة اللي حبيتها أتجوزت , ومش ذنبي أني فقري مش لاقي شغل , ومش ذنبي أني عديت الأربعين من غير جواز , لكن كل ذنبي .... أني قعدت مع شوية عيال خنافس زيكم.

قالها وانفجر في الضحك , حتى أننا كنا نحسبه قد جن جنونه , وبعدها انتقلت هستريا الضحك منه إلينا , فضحكنا حتى أدمعت عيوننا من الضحك , ووجدت لساني ينفلت قائلاً:

- أنتوا عالم أوساخ , والبلد كلها بلد وسخة , الناس عاملين مشايخ وجواهم كلاب بتاكل في بعضها , وانا عايش وبردوا كمان باكل في اللي بلاقيه , يا عالم طظ فيكم كلكم , طظ في مصر واللي فيها.

الصمت , الصمت , الصمت , سكت الجميع , كانوا يسمعونني , لم يعقبون , لم يناقشون , سكتوا جميعاً ورأيت وانتظروني أتم , لم أجد ما أقول ووقفت , وصرخت بأعلى صوتي قائلاً:

- ياللا بينا ننط على جامعة الدول يا عالم مساطيل.

لملمنا ما تبقي منا , وقمنا تطوحنا رأسنا المثقلة بالحشيش , وصلنا إلى الشارع , الفتيات يملئن الشارع , ملابسهن الضيقة تظهر مفاتنهن وتجعلهن كالصواريخ الفتاكة , كانت خطواتنا تأخذنا إلى لا شيء , نشاهد الفتيات والشباب , يضحكون , يتمايلون , أشعر أني أكاد أنفجر , المشاهد فاقت الحد , الفتيات توحشن , والشباب تفعل كل ما تريد , نظرت إلى أصدقائي , سألتهم:

- هي البنات أحلوت ولا أنا اللي هايج؟!.

السخرية هي ما وجدتها من أصدقائي , فقالوا:

- تعالا نعمل حفلة.

- معاكم فلوس؟ , في مكان؟ , في حريم؟.

سكت الأربعة ولم يجبوني , وأكملنا طريقنا , الشارع مزدحم بشدة , والفتيات يملئن الشارع , كنت سرحت بفكري للحظات , فوجئت بعدها بأحد أصدقائي يصرخ:

- صيدة يا معلم ... شايفين العيال قافشين عالبنتين أزاي , ياللا نروح نرخم عليهم.

المشهد غريب حقاً , ثلاثة من الفتيات يجلسن على أفخاذ مجموعة من الشباب في مقهى صغير في الشارع , الحاجة إلى الجنس تكاد أن تدمرنا , ذهبنا إليهم , وقفنا بجوارهم , نظر إلينا الشباب وبسخرية قالوا:

- عاوز إيه يا روح أمك منك ليه ؟ اللي نفسكم فيه تعالوا ورونا رجولتكم.

أصدقائي خافوا , ورجعوا للخلف , أما أنا فلا أدري ما تلك الجرأة التي جعلت مني وحشاً ثائر , أمسكت بالفتاة وحاولت لمس عورتها بيدي , الدهشة , والخوف , والفزع ما رأيتهم في عين الفتاة , حاول الشباب ضربي , ولكنهم فوجئوا بالكثير والكثير من الشباب الذين هجموا على الكافية وعلى فتيات الكافية اللاتي ظللن يصرخن , كنت أحاول أن أقبل تلك , وأمسك بيدي عورة تلك , وأضرب تلك , كلها طاقات كنت أود أن أفجرها , السعادة جعلتني أتلذذ بما أفعل , كانت كلما صرخت فتاة شعرت بالسعادة الغامرة , كنا نجري في الشارع هنا وهناك , نحاول أن نمسك تلك , ونحاول أن نضرب تلك , حالة من الفوضى حدثت في الشارع فجعلت من الفتيات مجرد كائنات نصطاد منها ما نريد , الكثير والكثير من الفتيات تحرشت بهن, كنت لا أفرق بين محجبة وبغير, محترمة أو لا , كان ما يحركني ليست الشهوة بل أشياء أكثر منها كثيراً , أنه الكبت , نعم كنت أخرج كبتي في تلك الفتيات , حالة الفوضى جعلتني أجري بلا هوادة , أقطف من صدورهن وأفخاذهن ما أشاء , حتى وجدتها تحتهم , تحت مجموعة من الشباب , دخلت معهم لعلني أفوز بشيء , كانت تصرخ , صوتها ليس غريب علي , حاولت أن أزيحهم لأعرف من هي ولكنهم أكثر من أن أزيحهم وحدي , شعرت بضعفي بينهم , وصوت الفتاة أكاد أجزم أني أعرفه , كنت أضرب في كل من يقف أمامي , حتى وجدتها أمامي , جن جنوني , كنت أضرب كل ما أجده أمامي , كنت كمن مسه الشيطان , خلصت الفتاة من أيديهم , وأمسكت يدها وعدونا أنا وهي , كنت أجري والكثير يجري خلفي , كانت تصرخ وجسدها يرتعش , حاولت أن أجد تاكسي فلم أجد , الشارع مزدحم بالشباب , كانوا كالكلاب الشرسة , صرخت بأعلى صوتي :

- سامحيني , أنا السبب في اللي حصلك , سامحيني.

ظلت تبكي والشباب يحاول الإمساك بنا , حتى وقفت وصرخت في الجميع:

- اتركوهن , ليسامحوننا , وليسامحني الله , لقد كانت أختي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو


.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا




.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??