الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جلال الطالباني وبشرى الأسد

نزار آغري

2012 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



أثار مقتل آصف شوكت، صهر الرئيس السوري بشار الأسد ونائب وزير دفاعه، موجة عارمة من الفرح في أوساط السوريين الذين تخلصوا، بمقتله، من أحد أشرس جلاوزة النظام الدموي الحاكم في سوريا، هو الذي كان اسمه يقترن بالرعب والفظاعة والبطش.
بل إن أكثر الناس، خارج سوريا أيضاً، لم يكتموا شعورهم بالسعادة لزوال مستبد مكروه عمل طوال الوقت على سفك دماء السوريين وتدمير حياتهم.
شخصان فقط لم يتأخرا في النهوض للتعبير عن الحزن والأسى وإرسال التعازي الحارة إلى زوجته، بشرى الأسد، وأخيها، بشار الأسد، تعبيراً عن التعاطف والتضامن مع أهل القتيل الشهير. الشخصان هما حسن نصر الله، زعيم حزب الله في لبنان، وجلال الطالباني، رئيس جمهورية العراق.
وإذا كان مفهوماً أن يبادر نصر الله إلى التنديد بمقتل السفاح السوري وأن يرى فيه شهيداً باراً فلأنه يعرف أن النظام السوري، الحليف الأوثق للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مولدة حزب الله وراعيته وحاميته، كان بمثابة المصل الذي ينقل الدم الإيراني إلى شرايين الحزب. كانت سوريا، في قبضة الأسد وأعوانه من أمثال شوكت، وسواه ممن قتلوا في دمشق، هي الممر الآمن والأبدي للمال والسلاح والعتاد والباسداران، من إيران إلى حزب الله. صحيح أن الأسد، الأب ثم الابن، كان يفعل ذلك لحسابات خاصة ذات شأن بلعبة التلاعب بالأوراق هنا وهناك وخلخلة الأدوار وبعثرة الرسائل الإقليمية، الملطخة دوماً بالدماء، غير أن ما يهم نصر الله والإيرانيين لم يكن يوماً دماء الأبرياء وأشلاء القتلى بل الوصول إلى الهدف الجهنمي الكامن في نشر وترسيخ ظل الفقيه ولو بالتحالف مع الشيطان. لهذا يتمسك نصر الله بأهداب النظام السوري على شاكلة الغريق الذي يتمسك بالقشة لأن سقوط هذا من شأنه أن يعجل في سقوط ذاك، وإن اختلفت السقطتان.
فمالذي يدفع بالطالباني إلى رفع العقيرة بالنحيب لمقتل الطاغية السوري وذر الرماد على الرأس أسفاً رحيله؟ لم يفعل النظام السوري، من الأسد الأب إلى الأسد الابن، شيئاً للأكراد على غرار ما فعلاه لأتباع نصر الله من إسداء خدمات كبيرة. بالعكس من ذلك، كان الأكراد الضحية الأولى للقمع والبطش والإنكار. ولقد بقي الأكراد السوريون محرومين من كل الحقوق الأساسية. وفوق هذا دأب الأسدان يلعبان بالأحزاب الكردية في هذه الجهة وتلك بضربها بعضها ببعض ومن ثم استعمالها كأوراق رخيصة في مبارزاتها الإقليمية.
لماذا عمد الطالباني إذن إلى التعاطف مع قاتل دموي بالضد من مشاعر الملايين من ضحاياه من السوريين، عرباً وكرداً، الذين فتك آصف شوكت وصحبه بهم فحرم الأمهات من فلذات أكبادهم وفتك بالأطفال والشيوخ والشباب ودمر المنازل على رؤوس ساكنيها وشرد مناطق بأكملها وإرتكب من المجازر ما يدفع بأي كائن إنسي ذي ضمير إلى الشعور بالغضب والحزن؟
كان الأحرى بالطالباني، بوصفه يمثل شعباً تعرض للويلات والمجازر والعذابات، بمثل ما يتعرض له السوريون الآن على يد أتباع آصف شوكت وشقيق زوجته، أن يكون أول من يستفظع إقدام النظام على هذا السلوك البربري بدلاً من الوقوف مع الجلاد ضد الضحية.
غير أن من كان ملماً، ولو قليلاً، بسلوك الطالباني ، في "مسيرته" السياسية لن يدهشه ما أقدم عليه. وهو حين يستدير هذه الأيام ويسترجع ماضيه "النضالي" فهو يتيقن من أنه ما كان له أن يحلم، مجرد حلم، بما صار عليه لولا دعم أشخاص معينين دفعوه إلى الواجهة وأمدوه بالمال والمؤونة ليقوم بالمهام الموكلة إليه.
فهو كان أسس حزبه، الإتحاد الوطني، في دمشق وبمباركة من حافظ الأسد وذلك للتمرد على القائد الكردي التاريخي مصطفى البارزاني الذي كان حزب البعث، بشقيه العراقي والسوري، يحاربه بضراوة. ثم أن الأسد منحه بيتاً في منطقة المزرعة وأمده بجواز سفر دبلوماسي ليتجول به بحرية أينما شاء.
وبعد ذلك بفترة وجيزة تعاون مع حزب البعث العراقي وشن هجوماً مسعوراً على الحزب الديمقراطي الكردستاني، ثم ارتكب قواته مجزرة شنيعة بحق الشيوعيين العراقيين في بشت آشان.
وبعد حرب تحرير الكويت لم يتردد في طبع القبلات على وجنتي صدام حسين ولم تكن الدماء جفت بعد في حلبجة والأنفال.
وحين تم القبض على صدام حسين، بادر إلى دعوة أسرته، زوجته وبناته، للقدوم والسكن في معقله في السليمانية.
وكان الطالباني يعتز بدعم الرئيس الليبي السابق معمر القذافي له ومده بالمال الوفير لدرجة أنه بادر إلى ترجمة الكتاب الأخضر إلى اللغة الكردية ثم أطلق إسم القذافي على شارع بالسليملنية.
وحين قام أحمدي نجاد بقمع الثورة الخضراء في إيران وأعلن فوزه في الإنتخابات التي عرف العالم أجمع أنه زورها كان الطالباني أول المهنئين، وذلك لأن نجاد والخامنئي كانا من أنقذاه حين كاد أن يندحر بشكل نهائي أمام زحف قوات غريمه مسعود البارزاني.
بإختصار فإن الطالباني لاينسى فضل الآخرين عليه في ما هو فيه الآن من عز وجاه وثروة ومكانة. الصدفة وحدها هي التي جعلت هؤلاء الأخيرين طغاة وقتلة تلطخت أيديهم بدماء شعوبهم. تلك الأيادي التي تكرمت على الطالباني بالمال والهدايا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - 1التضليل في المقال
هوزان خورمالى ( 2012 / 8 / 2 - 14:49 )
بك وضوح هذا المقال يصب في الحملة الاعلامية والتضليل الاعلامي ضد النظام السوري وشخص الرئيس الطالباني.وبدورة فهوة مقال تحريضي على تشوية الحقائق ونكران التاريخ النضالى لسيد الطالباني بشخصة الذي افنى عمرا في النظال وقيادة الحركة التحررية الكردية خاصة بعدة نكست ايلول عام 1974في الحقيقة ان كاتب المقال يبدو علية انة لا يعترف باانة السياسية هوة ادارة الصراع بمتاح والممكن في الوقت والزمانا محدد.الطالباني الذي بدء نظالة هوة عن عمر يناهز18سنة لة تجارب في السياسة ناهيك عن انة قائد ميداني وانت يا اخي سيد عارفين بذالك .تتحدث عن الاقتتال الادا خلي بين الاحزاب الكردية في مرحلة المراهقة في الثورة الكرديةهذا امر طبيعي لان الكرد حالهم كحال كل الثورات التى تحدث او التى حدثت في العالم وغير مستنثنى من القاعدة العامةامريكا خاضت الحروب الاهلية 40سنة وبالتالى نالت الاستقلال والحرية وغيرها من الدول والاحزاب التى هي اليوم في سدة الحكم .اما عن تعزية التى بعثها السيد الطالباني عزيزي الطالباني شخص معروف في العالم وهوة من عائيلة معروفة والرجل ليس بضرورة ان تكون جميع موافقة تعبر عن موقفة السياسي بل الاخلاق الكردية


2 - 2التضليل في المقال
هوزان خورمالى ( 2012 / 8 / 2 - 15:03 )
بل الاخلاق الكردية ورح القبلية والعلاقات الاجتماعية هوة الدافع الاساسي لهذا الامر .مثلا حينما استقبل الرئيس البارزاني الهاشمي في اربيل وقررة عدم تسليمة الى محاكم الطغيان في بغداد هل هوة عمل اخلاقي ام انة البارزاني قد وقع في فخ الشوفينين العرب خاصة ان الهاشمي او من استخدمة الفيتوضد الكرد في موضوع كركوك .هناك يا رجل مواقف لقادة عربين لهم على الكرد حق بغض النظر عما هم علية الان القذافي رحمة اللة لم يعطي الطالباني دولارا بل ساندة الثورة الكردية انطلاقا من مبدئة ناهيك عن مقالاتة عن الكرد وحقوقهم في انشاء دولة كردية الحكومة الايرانية ايضا لها الجميل على الكرد لان الكرد هجروا وطردو وشردو من ديارهم اكثر من مرة والسيد االبارزاني والمرحوم الملا مصطفى هما كان قضى حيتهما في كرج الايرانية عندما كانتان الدول العالم تتبرى منهم باللة عليك اليس هذا بفضل على عايلة البارزاني وحزب الديمقراطي الكردستاني والكرد جمعا .هناك مواقف للكرد يجب ان يتذكرها ولاينسى جميل الذي هوة دين عليةق ووعد الحر دين عزيزي .الطالباني لم يعزي النظام السوري بل عزاء شخص الدكتورة بشرى الاسد لقتل زوجها على يد الارهاب الذي هوة معروف


3 - 3التضليل في المقال
هوزان خورمالى ( 2012 / 8 / 2 - 15:17 )
هوة معروف للقاص والداني.وبات جليان للعالم اجمع بان هناك مؤامرة ضد البلدان التى هي تحافظ على وحدتها فمث اخي 150000مسلح ارسلة من قبل القطب السني لسورية ناهيك عن الدعم الوجستي والاستخباراتي والمادي لاسقاط نظام بشار وغيرة من الانظمة التى هي الان بسكرات الموت تخيل عزيزي بعد ان الدمر العراق والكرد صدام والرئيس اطالباني لم يوقع وثيقة اعدامة لان الرجل يدرك بان عملة هذا سوف يصنع للكرد اعداء والكرد في غنى عنة حتى المالكي في ذكرى سقوط الطاغية ارسل ببيرقية غير مباشرة الى عزة الدور ليعتذر منة عن فعلة في توقيع الاعدام بحق صدام وارجاع البعثين والضباط الى الجيش والغاء يوم تسع من الشهر 4 كعطلة رسمية ذالك اليوم هل تدرك ذالك ؟اخي الطالباني لم يصل الى السلطة بمنحة او مكافة من احد كما البارزاني ايضا بل بتاريخهم النضالي والحاضرهم المشرف وانتخابهم من قبل الشعب العراقي والكردي الطالباني رجل يدرك الامور بكل ابعادها ان عزا او لم يعزي او يبارك او لم يبارك فهوة امر لابد ذو حكمة لان الرجل سياسي وفي الساسة كل شي مباح في الحرب والعاقل لايقيس الافعال بعملها بل بنتائجها والحق حق عليك مها طال الزمن تقبل تحياتي


4 - مثل شعبي
محمد الاسدي ( 2012 / 8 / 2 - 16:20 )
يقول المثل (ابتليت باعور فمللت منه فكيف اذا ابتليت باعورين) بئس الكاتب للمقال وبئس الراد عليه فكلاهما بعيدين عن الحقيقة ودافعهما الحب والكره الاعميان


5 - حقيقة خائن الكورد
كوردة كوردستاني ( 2012 / 8 / 2 - 21:09 )
سلمت يداك الاخ آغري ، انها حقائق ،؟؟ تحياتي الى كل مخلص لكوردستان


6 - قليلا من الانصاف
اسماعيل ( 2012 / 8 / 22 - 09:56 )
قليلا من الانصاف يا هوزان، الدفاع عن الطالباني بروح المقاتل والمحارب وتبرير فعلته ((ارسال التعزية الى زوجة آصف شوكت برزان وكيمياوي سوريا)) فيه اجحاف بحق الدماء التي اريقت على يد هذا الجلاد، ليست هذه المرة الاولى التي يقف فيها الطالباني بجانب الطغاة، اليس هو من آزر معنويا طاغية ليبيا ومبارك مصر من قبل.. ليكن تقييمك لمقال نزار اغري تقييما موضوعيا بعيدا عن حظوظ النفس وكان الاولى بالطالباني ان يلتزم جانب الصمت بدلا من ارسال التعازي لذوي الطغاة القتلة والعذر الذي التمسته للطالباني كان أقبح، إذ نسبت مقتل آصف الى الارهاب لا لشيء فقط لان مواقف وطروحات الثائرين لا تتفق ورؤاك !!!!