الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل زوجي

حميد المصباحي

2012 / 8 / 2
الادب والفن


جلست عائشة تنتظر أمها ,كانت تبدو مرتبكة,تطل على أمها التي لازالت تصلي فرض اليوم كله وما نسيت في الأيام الفارطة,دخل إلى البيت أمين اخ عائشة,الذي ما أن رآها حتى قال ساخرا.
_هل تنتظرين أمك لترافقك إلى مقرات المشعوذين؟
_نعم,لايجب ان تلومني لأني اريد الحفاط على زوجي
_ألومك لأنك متعلمة,ورغم ذلك تؤمنين بالخرافات
غضبت عائشة,لكن ذلك لم يمنعها من الإستماتة في الدفاع عن نفسها إذ ردت على أخيها بصوت عال وهي موقنة من صحة ما تقول
_زوجي مصطفى,الذي كان يغضب لأتفه الأسباب فينهال علي ضربا وشتما,صار الآن ودودا بعد أن تناول الوصفة التي سلمها إلي الفقيه,كيف تفسر هذه الأمور,إسمع
قاطعها أمين مبتسما
_إذا وصلتا تلك المواد إلى بطن زوجك,فتغير في طريقة تعامله معك,فما أطعمته ليس سحرا بل سما,أنهك جسده فانهارت قواه ولم يعد يقوى على ضربك ولا شتمك,هذا كل ما في الأمر.
_أصمت أنت لاتفهم شيئا,أنت لست إمرأة تشقى بمرارة الخوف والترقب كيفما كان مستواها الثقافي,فعند الفقيه التقيت بالمحاميات والمعلمات والطبيبات أيضا.
ظلت الأم واقفة تنصت لما يدور بين ولديها ثم ردت معلقة
_الرجال يا ولدي كالخيول,إذا لم يلجموا ازدادوا جموحا,وأنا أساعد أختك ككل النساء على لجم زوجها حفاظا على بيته
_هيا يا أمي لقد تأخرنا
رافقت الأم إبنتها إلى جحر الخديعة حيث تصطف نساء من مختلف الأعمار والفئات,يوحدهم هم واحد الرجال ومقالبهم,يقبلون على هذا الكاهن من كل الجهات,ويدفعن من غير حساب مقابل أحرزة وأعشاب وتعليمات صارمة يمليها هذا الرجل الذي صار خبيرا بأهواء النساء وميولاتهن,جاء دور عائشة فدخلت إلى الغرفة الصغيرة رفقة أمها,غرفة مضببة بدخان الأعشاب,أثواب معلقة في كل الجهات,تحولت خضرتها إلى سواد من أثر الدخان.افترشت عائشة الحصير,ما أن رآها حتى صرخ في وجهها
_كيف حاله,زال ما به أم ازداد سوءا؟؟
_الحمد لله منذ شهر لم يعد يضربني....لكنه...ماذا أقول
_قولي يا ابنتي...لا تخجلي ولا تخفي عني شيئا
تدخلت الأم بجرأة المسنات لتوضح
زوج ابنتي لم يعد يشاركها الفراش,وصار كثير التغيب عن البيت,تريد أن تعرف لماذا وماذا عليها أن تفعل؟؟
زفر الفقيه,ثم بلل قلمه بالحبر وأخذ يخط حروفا وأرقاما,إنها طلاسم المهنة وأسرارها,توقف قليلا وبدا مهموما وهو يقول بصوت خافت
_زوجك مشدود لامرأة لم يطأها بعد,..إنها سمراء البشرة,معتدلة القامة,كثيرة الكلام,اغتسلي بماء بكة,ولطخي حذاءه بتراب أقرب مقبرة منكم وحاولي مضاجعته
_وإن رفض ياسيدي تساءلت عائشة
_لن يرفض..فقط امكري مكر النساء....انصرفي
أدت له ثمن الدواء وتركت المكان مهمومة,وفي قلبها تضطرم نيران الغيرة,ودعت أمها بعد أن وصلت إلى بيتها,اتكأت على الباب لتخرج المفتاح من جيب تنورتها فانفتح,دخلت مندهشة وقد صرخت عندما رات زوجها بين أصدقائه ممددا على السرير وعيناه جاحظتان,قال أحد الحاضرين لزوجة المصاب
_وقع على الأرض فجأة,فطلب منا المدير حمله إلى البيت.
لم تكن الزوجة تنصت إلا لنبض قلب زوجها الذي تحرك بقوة ثم همد إلى الأبد وشفتاه مبللتان بآثار كلمات لم يقو على نطقها.
02 09 1996








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم ولاد رزق 3 يحصد 202 مليون جنيه خلال 3 أسابيع


.. اعرف أكتر عن وزير الثقافة أحمد هنو




.. وزراء الزراعة وقطاع الا?عمال والاستثمار والعمل والثقافة يو?د


.. لبنى.. ابنة الفنان المصري أحمد راتب تخطت صدمة وفاة والدها ب




.. نصير شمة يحتفل باليوبيل الفضي لتأسيس بيت العود العربي في الق