الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة لفهم نهج التيارات الاسلامية

فريد يحي

2012 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ليس بغريب في أن سطوع شمس التوجه الاسلامي عن طريق تياراته العديدة،بعد نشوء ثورات الربيع العربي،وذلك عبر صناديق الاقتراع،وبشكل كبير وظاهر في تونس ومصر،وبشكل أقل توهجا في ليبيا، بالمجمل تقريبا لم يكن حدثا عفويا،بقدر ما كان نتيجة لضعف القوى العلمانية،والتي سرقتها ودجنتها،انظمة ديكتاتورية سابقة،من خلال وسائل ارهابية غالبا،وترغيبية في بعض الاحيان.

فتنامي وتعاظم الاتجاه الاسلامي السياسي،بمختلف اتجاهاته،سواء كان سلمي أو جهادي،اثناء سنوات السبعينيات من القرن الماضي،أدى الي نمو فلسفة "الحاكمية"،والتي صارت تغلب الشريعة على الدساتير الوضعية،وبأن الولاء والبراء، وليس مفهوم المواطنة ،هما اساس علاقة المسلم بغير المسلم في الدولة الاسلامية.

لقد أدانت السلفية،والتي عادة ما يطلق عليهم لقب "المرجئة"،من قبل السلفية الجهادية والمطلق عليها بالمقابل "الخوارج"،الاخوان رافضة الاشتراك معهم في التوجه السياسي للدولة،مفضلة بديل عن ذلك،بالتورط في جدل ديني يختص بالعبادات والطقوس،بالإضافة الي المهادنة في أغلب الاحيان مع ولي الامر حتى وان كان يمارس الظلم،واصفين كلاهما هولاء "الاخوان"بأنهم يحاولون سلوك سبيل أسلمة نظم ديمقراطية فاسدة، مما يؤدي الي تحريف الاسلام.

ان الخط العنيف الذي أرسى كيانه"سيد قطب"،ليأخذه الجهاد الاسلامي منهاجا له،نجده يتعارض مع خط " الافغاني "،و"البنا "،(والذي يعتبر مرجعا للإخوان )للدولة الاسلامية النابذة للعنف،وباعتبار السلطة في الاسلام ضرورة اجتماعية،مرتكزة على اجماع الامة،من خلال دستور اسلامي،يوفق بين الحقوق والواجبات لأطياف المجتمع.

حيث شهدت طيلة السنوات السابقة،في ادبيات الاسلام السياسي ،خصوصا لدى الاخوان ،خفوت فكرة الخلافة،ليستعيض عنها باهتمام أكبر الي تكوين مشاريع قطرية،ذات مبادرات للإصلاح السياسي ،بعيدا عن النظرة الشمولية ،والتي كانت سائدة خلال الفترة الاولى لتكوين الجماعة،والتركيز على قيام دولة ديمقراطية ترجع الي مرجعية اسلامية.

بعد رجوع تنامي فكرة الخلافة خلال ثورات الربيع العربي،فأننا نجد ان التيارات العلمانية والليبرالية،المنادية بمجتمعات مدنية ،ترفض شكلا وموضوعا ،صورة الدولة الدينية،مشددة على أن الخلافة،ما هي إلا نوعا من انواع الخيال والأوهام،بينما يتجه بعض مفكري الاخوان الجدد، الي الدعوة الي اقامة نظام حكم عادل رشيد،عن طريق انشاء حكومة،فخلافة راشدة،وأستاذية عالمية، من خلال ارشاد الامة وإيقاظها من جديد،حتى تعود الي موقعها بعد التأخر والركود.

خلاصة القول هي، أن الاتجاهات الاسلامية الحالية، بعد الثورات الربيعية ،شأنها شأن الكثير من الحركات السياسية،اختلفت بين التشدد والاعتدال،متمثلة بثلاثة تيارات توزعت على هذا المسار
- الاخوان المسلمين،وهي الحركة الاكثر تنظيما،من حيث ممارسة اللعبة السياسية،وهم يسعون الي التوفيق بين مفاهيم الدولة الحديثة،ومفاهيم الخلافة.
- الاتجاه الجهادي،والخط الصدامي،الذي يعمل على ترسيخ الحاكمية،وأحياء شريعة الله،وبأن الاسلام قادر على تأسيس دولة كبيرة وقوية،اذا ما قورنت بالدولة الشيوعية أو الليبرالية.
- التيار السلفي،الساعي الي نبذ المشاركة في العملية الديمقراطية،باعتبارها كفر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد