الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جلس النواب يبشر أهل العراق بخصخصة الكهرباء

علي عبد الكريم حسون

2012 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


مجلس النواب يبشّر أهل العراق بخصخصة الكهرباء
كتابات عن الوضع السياسي العراقي وتداعيات شهر تموز الأمنية
علي عبد الكريم حسون
===================================
مع البدء بالفتور عن الحديث بطلب سحب الثقة أو الأستجواب لرئيس الوزراء . أو الرد المقابل من كتلته بطلب مثيله لرئيس مجلس النواب , ومن ثم الطلب الجديد لأستجواب رئيس الأقليم ..
يظّل النظام مستمتعا بلعبة دوامة الأزمات وإعادة إنتاجها , فهي المنقذ له , ليخرج من الأولى , داخلا للثانية , متهيئا لطبخ الثالثة , وهكذا دواليك .... غير آبه لأحتجاجات أهل البصرة والديوانية , والتي يمكن أن تتطور , وهذا هو المتوقع لتشمل محافظات ومدن أخرى , في ظل إرتفاع خمسيني لدرجات حرارة , لم تتكرم وزارتها ( وزارة الكهرباء ) ولا مجلس وزرائها , للحديث عن إجراءات للتخفيف عن معاناة الناس خارج رقعة المنطقة الخضراء , التي يتمتع ساكنيها بأمبيرات ليس لها سقف بكميتها ولا زمن لتوقف تجهيزها .
هاهي إجراءات العسكر وخطوات جزمهم , تنقض على الناس مفرقة إياهم بالرصاص الحي . تقتل وتصيب , لاعلى سند من المادة 4 إرهاب , بل على أساس التصدي الأهوج , بعقلية دكتاتورية مقيتة حكمت العراق 35 سنة , لم تجعلهم يتعظون , لامن سقوطها المدوي عام 2003 , ولا من سقوط مثيلاتها في أعوام 2011 و2012 في تونس ومصر وليبيا واليمن , واللاحق بهم , طبيب العيون , حاكم سوريا الوارث عرش أبيه .
هاهو مجلس الستة عشر نائبا , والضامن لولاء 309 نائبا , لم تؤهلهم أصواتهم البائسة , والدالة على فشلهم إنتخابيا , للوصول الى العتبة الأنتخابية ... هاهو المجلس الزائف , يعطل التصويت على قانوني الأنتخابات والأحزاب . إذ كيف يصوت لقانون لايعترف بشرعية الأصوات الخاسرة , والذاهبة لكتلهم تلقائيا , ولجعل العراق دائرة إنتخابية واحدة . أو لقانون يكشف المستور عن إيرادات وصرفيات أحزابهم , والتي تقف وراءها جهات إقليمية وعربية ودول جوار , ومال عام سائب .
هاهم يؤجلون التصويت على قانوني المحكمة الأتحادية ومجلس القضاء الأعلى . ويصوتون في نفس الوقت على زيادة عدد أعضاء المفوضية , واهمين الناس بأنها مستقلة , وهم يوزعون مقاعدها : 4 للشيعة و2 للسنة و2 للأكراد وواحد للتركمان . مكرسين محاصصة بغيضة قائمة على أساس طائفي أثني عرقي .
تموز يقبل على نهايته , ورمضان ينهي إسبوعه الأول , ومجلس النواب يتحف الشعب العراقي ببشرى خصخصة الكهرباء , مع تأكيد أجوف كاذب , من أن إجورها لن تزداد ,حماية للمستهلك . مما جعل أحد الظرفاء يعلق : بأنه ستكون هناك كهرباءان , واحدة للأغنياء وأخرى للفقراء .
.
325قتيلا و679 جريحا حصيلة تموز وحسب إحصائيات وزارة الصحة . والتقديرات تقول بأرقام أعلى هي : 436 قتيلا وأكثر من 700 جريح . وخلال يومي 29 و30 تموز شبت الحرائق وخلال 48 ساعة في العديد من الدوائر الرسمية والمؤسسات الحكومية والأسواق والمحلات والدور والمستشفيات . بحيث فاقت مثيلاتها للأشهر السابقة , والنية واضحة بإفتعال هذه الحرائق وبمسببات واهية منها : التماس الكهربائي وبفعل فاعل مجهول . والسبب أيضا واضح وهو : التغطية على ملفات الفساد , وخلط الأوراق , ومن ثم جعل الأمن يتدهور أكثر فأكثر .
المشهد الأمني مأساوي وعبثي بكل المقاييس ... عنف يضرب أطنابه في كل الجهات , فيسقط جرائه الأبرياء في غفلة من الزمن , إمتدت عبر السنين التسع الماضية . فهاهو العنف الأهوج ينتقل من منطقة لأخرى , يوزع ضرباته بشكل ( عادل ) ومتساوي على الجميع , لايستثني ( السني ولا الشيعي ) , فيطيح بالتركماني الآمن والعربي الأعزل , وبإبن الأنبار , مساويا إياه بإبن الديوانية .... يزرع العبوات اللاصقة والناسفة, يفخخ السيارات , يلهو بتفجيرها بالرومونت كونترول , ليطيح بالبشر وبالرقي والبطيخ وبالمباني والأسواق العامرة .
هجمات الأثنين الدامي السود الدموية , التي إستجمع فيها الأرهاب كامل قوته التدميرية , متسلحا بفتاوى رمضانية تتخذ من شهر يفترض أن يكون شهر التسامح والعدل والأخوة . تتخذه شهرا لغزوات , دبّر لها عقل ظلامي , توحدت به خبرة فلول البعث الصدامي بفكرهم الفاشي , وظلامية إسلامويين , يستجمعون قواهم ليضربوا أكثر من 14 مدينة عراقية , مستهدفين الطفل والمرأة والشيخ . مفجرين السوق الشعبية ومحال الأغذية , ناسفين بشر التجمعات المدنية , لتطير أشلائهم , فما من جامع لها غير ( شوال ) وبطانية , تختلط بها ساق رجل مع ساعد طفل , رأس إمرأة مع خاصرة عجوز .
كانت الحصيلة ليوم واحد هو يوم 23 تموز , أكثر من 107 قتيل وجرحى تجاوز عددهم 211 ليفوز تموز على حزيران الذي سبقه بالعدد الأجمالي ., وما كاد الشهر أن ينتهي حتى ضرب الأرهاب معقل أمني محصن في وسط بغداد وقرب ساحة الأندلس , ليضرب في اليوم التالي معقل آخر في التاجي , ليخرج علينا من يصف ويبرّر لغفلة من نعسوا وتراخو عن المراقبة والتصدي , إن لم يكن تواطؤا مع الأنتحاريين ....
.
التمويل للمجاميع الأرهابية , أو السرقة عبر الجريمة المنظمة . كانت وراء إستهداف سيارة الأسعاف الناقلة لرواتب موظفي مستشفى الشعلة العام ( الحكيم ) يوم 30 تموز والتي تصدت لها سيارات الجيش العسكرية وجنوده ( الأشاوس ) ليذهبوا بصيدهم الثمين , أكثر من 800 مليون دينار .


أصبح من نافل القول ... الحديث عن معاناة الناس المعيشية , فهي بلغة الأقتصاد , تضخم يتضخم وبمعدلات تؤشرها إحصائيات وزارة التخطيط وبيانات البنك المركزي العراقي , والتي تشير إلى إستقرار طفيف في سعر الدولار , أي ثبات إرتفاعه الذي حدث قبل أشهر منسحبا على أسعار المواد الغذائية والملابس وحاجيات الناس اليومية وإيجارات البيوت وأسعار الأراضي . والتي وحتى إن شهد ت ثباتا , فهو أيضا ثبات الأسعار الجديدة العالية , والتي لاتستطيع ميزانية الأسرة العراقية , المطاولة معها . فأسعار الخضر والفواكه هي عالية ونادرا ماتجد حاجة في السوق دون الألف دينار للكيلو غرام الواحد . أما سعر اللحم الأحمر فهو ثابت عند 16000 دينار , والذي جعل استهلاكه يضعف لعدم القدرة على المطاولة مع سعره العالي مما جعل محدودي الدخل يقبلون على شراء اللحم المستورد لسعره المناسب رغم علمهم بأنه يحوي ما يحوي من أمعاء الحيوان وزوائد من بقاياه . وحتى الرز الذي هو عماد المائدة العراقية , تضطر العائلة لشراء المستورد منه , والذي لايقل سعره عن الألفي دينار . وفي ظل معاندة الحكومة باستمرار ضخ الحصة منه ضمن البطاقة التموينية , والغير صالح للأكل حتى ممن هم معوزين .
الناس كانت تنتظر تنفيذ الحكومة لوعودها بسلة غذائية , وأن تستثمر حلول شهر رمضان لذلك . غير مدركين أن ( الحكوميين ) إستمرأوا الحال في ظل نظرة قاصرة عن ( خنوع ) الناس وإستكانتهم . فجاءت حبيبات العدس المضافة لحصة رمضان , مدعاة لسخرية الناس , والتي لم تتبلور لغاية اليوم , إلى فعل منظم واع , للضغط على الحكومة وإجبارها على تحسين الوضع المعيشي والأهتمام بالخدمات والأصغاء لطلبات الناس .
حتى جيش الموظفين والمتقاعدين الذين تجاوزت أعدادهم الخمسة مليون , من ضمنهم المليون والربع من أفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والشرطة .. حتى هؤلاء إذا إستثنينا شريحة من يتقاضون رواتب مليونية . يعانون من آثار التضخم الذي بدأ يجرف من موردهم الشهري ومدخراتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الولايات المتحدة: ما الذي يجري في الجامعات الأمريكية؟ • فران




.. بلينكن في الصين: قائمة التوترات من تايوان إلى -تيك توك-


.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة




.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة