الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستاذ أحمد م الأحمد :

سامي العباس

2012 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


شكرا لردك المهذب والودود . ولا أستطيع حيال ذلك غير الاعتذار لك على لهجة السخرية التي لامست بها ما تجده أنت ملفا هاما : الملف الطائفي . لست أقل اهتماما منك بهذا الملف .بل أدعي أنني كرست من نفسي نموذجا جاذبا لمن يريد الخروج من قوقعته الطائفية . لكن ما اجده موضع خلاف بيننا هو تقدير كل منا لموازين القوى على الارض بين القطاع الحديث الذي امتص جرعات متفاوتة من الحداثة العقلية ,وبين القطاع الذي يواصل النوم على روثه العقلي قرير العين . أظن ياصديقي اذا أخرجنا من معادلة القوة :الدولة بسلطتها ومؤسسات العنف فيها فان العرعور قادر على رسم مصير سورية . أنت كما فهمت تقيم خارج الوطن .وتصلك المعلومات عنه عبر فلتر وسائل الاعلام المعروفة التوجهات والوظيفة والتمويل . ما جرى في حمص عشية التصويت في مجلس الأمن فضيحة أخلاقية وجريمة بحق الانسانية . عصابات العرعور والشقفة صفت بدم بارد اربعين مخطوفا ونيف تعرف على معظمهم أقرباؤهم: من صورهم العارية المعروضة على العربية والجزيرة كقتلى لقصف دبابات النظام . لكأن قذيفة الدبابة حريصة على تشليح القتيل ثيابه لكنها لم تستطع فك القيد من يديه .. لايوجد في حمص أي دبابة بشهادة عشرات الأقارب والمعارف من سكان حمص ,وبشهادة مراقبي الجامعة العربية .ومع ذلك تجد من يقاوح على طريقة :عنزة ولو طارت ..
يكفي ياصديقي أن تطرح على نفسك هذا السؤال : ماالذي لمّ عربان الخليج واسرائيل ودول الناتو على هدف واحد :اسقاط بشار الأسد . لاتقل لي أنها نصرة لحقوق الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدل .
لاشك أن نظام رأسمالية الدولة في سورية قد استنفذ أغراضه "احداث التراكم الرأسمالي البدئي " والنظام السياسي الذي قاد هذه المرحلة أصبحت الحاجة لتغييره مطلبا تتحشد حوله مصالح داخل النظام وخارجه . وربما أن ما يجري من استنفار الاسلام السياسي لتجييش الغوغاء الدينية هو الاستراتيجية الأمريكية لقطع الطريق على ارهاصات الاقلاع نحو مرحلة جديدة من التحولات الاقتصادية –الاجتماعية تقودها هذه المرة في سورية وغيرها من العالم العربي –الاسلامي : طبقة برجوازية واعية بذاتها ولذاتها .
ما يعده الأمريكيون وحلفائهم وهابيوا الخليج لسورية هو تحويلها الى افغانستان .جاذبة للقتلة والتكفيريين من شتى اصقاع العالم الاسلامي .بينما نخبتنا "اليسارية " تتابع زقزقتها على أغصان يجري نشرها لألقائها في الحرائق الدينية والطائفية التي يجري تعميمها أمريكيا بواسطة الاسلام السياسي ..
بقيت نقطة واحدة في هذا الحديث : حكايتك العلوية يوجد آلاف الحكايا التي تدحضها .ومن كل الطيف الديني والطائفي والاثني في سورية . قليلا من الموضوعية في تناول النظام يجعل حكايتك بلا وظيفة هجائية . لاتستطيع أن تحول حالة ظلم فردية الى حالة عامة . دون ذلك مئات المشافي والمستوصفات المجانية وآلاف المدارس والمعاهد والجامعات شبه المجانية .دون ذلك الخبز والسكر والرز شبه المجاني .ودون ذلك زراعة هيئت لها أسباب النجاح لتجعل شعبنا في مأمن من سياسات الافقار والتجويع والحصارالاقتصادي المستمرة منذ منتصف السبعينات التي يمارسها علينا غرب امبريالي تقوده المافيات . كل ذلك لا يعني أن نظامنا السياسي بخير وأنه لايحتاج الى تغيير عميق بطال عملية انتاج السلطة وتداولها .ويطال عملية توزيع الثروة . ويعطي مزيد ا من الحريات السياسية لمن يستطيع ممارستها خارج الانحيازات الدينية والطائفية .. هكذا اقارب المشهد السوري والعربي الراهن .وشعاري : ينبغي أن لانذهب من تحت الدلف الى تحت المزراب .. آمل أن أكون قد وضحت نفسي جيدا . ولك شكري ومودتي .. أما باقي المعلقين فأغفر لهم شتائمهم . فقد تعلمت عليها ..
سامي العباس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة