الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى معارضة تقول ان المجلس الوطني لايمثلني

سامي العباس

2012 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


.وانها ضد عسكرة الحراك السلمي .وضد العنف الطائفي الذي تمارسه الجماعات التكفيرية .ولكنها لاتقبل بغير سقوط بشار الأسد . لأنه في رأيها لامصداقية لوعوده الاصلاحية فقد مضى على هذه الوعود احد عشر سنة ولم يفعل شيئا. بل ازداد الفساد في عهده وازداد الفقر وازداد تسلط الأمن على المواطن ..الخ
سيدتي .ما تبسطينه بكل هذا التبسيط ربما يقف في اساس الخلاف بيننا على رؤية المازق السوري وطريقة الخروج منه . فالمعارضة التي تقولين أنها لاتمثلك هي التي تمسك ما تسميه أنت بالثورة السورية . فهي التي سيطرت على مدن وقرى واحياء وأعلنتها مناطق محررة . وهي التي تتلقى الدعم بالأسلحة والمال والمقاتلين في سبيل الله من قوس يبدأ بالولايات المتحدة الأمريكية وينتهي بافغانستان مرورا باسرائيل والمشيخات الديمقراطية في الخليج .
سيدتي عندما تسحبين اعترافك بهؤلاء من سيبقى أمينا على استمرار الثورة التي ستسقط بشار الاسد "مع حفظ الالقاب " ؟
ربما ستقولين ان الشعب الذي خرج بالصدور العارية هو البديل . أولا لم نرى صدورا عارية منذ سنة على غير الجزيرة والعربية وباقي القنوات الداعمة- لوجه الله- انتفاضة الشعب السوري . لكننا في سورية ياسيدتي .واذا كنا لانعرف كل ما يحصل فاننا نعرف ماجرى لأقارب وأصدقاء وجيران اختطفوا وذبحو ا ورميت جثثهم على الطرقات وفي مجارير الصرف الصحي التي حولها ثوار الصدور العارية الى خط ما جينو . عندما يصبح التطهير المذهبي والديني استراتيجية معلنة كيف لمثلي أن يثق بهكذا ثورة وبالمستقبل الذي سيتمخض عنها ؟
لقد قطعت هذه الثورة سيرورة للتدامج الوطني مضى على بدئها قرنان من الزمان . مجتمعاتنا ياسيدتي غيتوات بدأنا مغادرتها بالتدريج منذ انشاء الخط الحديدي الحجازي في القرن التاسع عشر .وشهد هذا التدامج قفزة نوعية في مجرى الصراع من اجل الاستقلال .وأخرى عقب التبدل العميق للتراتب الطبقي الموروث من المرحلة الاقطاعية –الخراجية الذي احدثته موجة القومية العربية بدءا من منتصف القرن الماضي على يد البعث وعبدالناصر وحركة القوميين العرب . وفي كل هذا المجرى بقي الاسلام السياسي- مستفيدا من توسع البنية التحتية للتدين بفعل الطفرة النفطية في الخليج - كشوكة في الحلق. تمنع مجتمعاتنا من بلع وهضم منظومة القيم الحديثة وما يتفرع عنها في السياسة والاقتصاد والمعرفة العلمية ..الخ . لااكتمك ياسيدتي انني من الأقلية العلوية التي سمحت لها ثقتها بنفسها في الخروج من الغيتو الذي حشرت فيه بضعة قرون مسافة أبعد من غيرها . تشهد على ذلك وقائع الزواج المختلط على سبيل المثال لاالحصر .ولاشك أن ما ساعدها على ذلك ضعف سيطرة الأكليروس الديني وملحقاته من بنى تحتية للتدين .. في اسرتي الصغيرة وعائلتي الاكبر قوس قزح من الهويات الطائفية كانت حتى بدء الثورة "الديمقراطية " مصدر فرح بالمستقبل الذي ينتظرنا كمواطنين رموا هويات ما قبل الدولة الوطنية .وتحولت بعد الثورة الغراء الى كابوس متصل من الندم على قفزة تهدد بكسر العنق بدلا من جسر الخندق الذي باعدت بين ضفتيه ثورة العرعور الديمقراطية ..
رفقا ياسيدتي باجتماعنا من أن يعود الى المربع الأول تحت ضغط جماعات تكفيرية "اخوانية وسلفية " يرش اليسار الطفولي سكرا على عفنها العقلي . أما نظامنا السياسي فلن تصلحه هذه الجماعات .بل ستعيد انتاجه اكثر كبتا للحريات وأكثر تمويها للفساد .كيف لا ولديها خبرة القرون في خلط الدين بالسياسة وتجريع مجتمعاتنا هذا الكوكتيل ..
لدينا قاعدة صالحة للبناء عليها باتجاه التحول الديمقراطي .هي الدستور الجديد وقوانين تنظم تشكيل الاحزاب السياسية والانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية وتنظيم الاعلام ..الخ ..
من يتحدث عن غياب المصداقية .نذكره بان المصداقية وعلى مدار عام مضى تحولت على لسان المعارضة الى حكاية ابريق الزيت . لدينا بعد كل هذا التتنيح من المعارضة كل المبررات لرمي كرة المصداقية في حرجها . يكفي استعراض مسلسل "لايكفي " الذي تعرضه المعارضة على شاشات الجزيرة والعربية وباقي زميلات العهر الديمقراطي منذ سنة ..
لكل ذلك ياسيدتي ندعوك لوضع نقطة على السطر . هذا يكفي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو