الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلطة الماضي على الفن والادب العراقي

عباس سامي

2012 / 8 / 3
الادب والفن


الانسان العراقي نتاج لواقعه وتاريخه الذي ترسب في ذاكرته والوعي واللاوعي .مع ان تاريخ الدولة العراقية الحديث يبدا بالتشكل بعد معاهدة سايكس -بيكو وتقسيم العرب الى دويلات مصطنعه بعد الحرب العالمية الاولى .مازالت اثارها السلبية توثر على جميع "الدويلات العربية"وبالتالي الحديث عن عراقه واصالة العراق يصبح ضرب من الوهم والخيال .لاعلاقه للمواطن -المسمى جزافا عراقي -العراقي بها الا من الناحية الدينية على مستوى التقسيمات الطائفية من سنة وشيعة وما رافقها من مشاكل وحروب ودمار على مر التاريخ في هذه البقعة من العالم المسماة ارض الرافدين.المكان-ارض الرافدين-ساكن الا ان الاقوام التي مرت على هذه الارض متغيرة.ولاتوجد علاقة للانسان في هذه الارض بالاقوام التي سكنتها ولم يكن امتداد اصيل اوجدلي او حضاري وحداثي لما جرى وحصل في الماضي الا على مستوى الفتن والقتل والنهب والسلب.وكما فشلت بريطانيا العظمى في بناء دولة تواكب العالم والتطور فشلت امريكا في بناء دولة معاصره وديمقراطية ايضا.بل زادت الخراب واليباب بعد احتلال العراقه2003من الممكن تعميم هذه الظاهرة بدرجات متفاوته على بقية الاقطار العربية .لم توجد دولة عربية واحدة يمكن مقارنتها بدولة غربية او حتى دولة اسيوية متطورة من جميع الجوانب وليست المادية فقط مثلما هو حاصل الان في بعض الدول الخليجية.نعود الى انعكاس هذه الظاهره على المستوى الفني.فالانسان العراقي المثقف وغيرالمثقف لشعوره بالنقص والاحباط يحاول ارجاع كل ماهو مبدع الى الماضي .وبعد فترة لاتتجاوز عدة عقود يعود ويناقض ذاته فينسب الابداع والريادة والتطور الى ما كان يراه متخلفا وفاشلا.هذا كان راي ابرز ناقد للموسيقى والغناء العراقي عادل الهاشمي.فالمتتبع والدارس لجميع ارائه يرى العجب العجاب وامتعاضه من جميع المطربين والموسيقى العراقية من الناحية الجمالية والادائية ويشكك بقدرة الكثير من الفنانين على الغناء اوالتلحين ولعل ابرزهم الفنان كاظم الساهر.مع ان نفس الاجيال التي كانت لاتطيق سماع الهام المدفعي او سيتاهوكبيان وياس خضر وغيرهم .بعد سنة 2000 هم ونقاد الاغنية والموسيقى العراقية يعتبرونهم رمز الاصالة والريادة .وتطور الاغنية العراقية.وهي اغاني فاشله في اغلبها على مستوى الاداء والتلحين.وبقي اغلب الملحنيين دون مستوى الملحن المصري واللبناني والسوري بدرجات متفاوتة لاعتمادهم على الموهبه فقط.دون دراسة اكادمية عالية.هذه الظاهرة وهذا التشرذم نراه في مجالات اخرى كالمسرح والسينما والرواية والقصة والشعروالخط.من خلال خلق مرجعيات لاسماء لاتستحق هذه الاهمية بينما تهمش وتطمس اسماء لاتقل ابداعا ولربما تتجاوزها .الا ان الباحثين وقعوا تحت تاثير قداسة وعظمة المسميات وتاثيرها المتراكم.رغم ان النقد والبحث العلمي الرصين حينما يتناول فنان اواديب ما .ينظر الى الموضوع قيد الدرس نظره محايدة .ان تاريخ الفن والادب الحديث والمعاصر في العراق يحتاج الى اعادة تقويم ودراسات ستزحزح الكثير من الاسس المتفق عليها حاليا وستزيل اسماء وتبرز اسماء جديدة .عظمة الماضي والشعور بالنقص والاحباط ازاء الكثير مما هو حاضر هي من المشاكل المزمنه التي على الناقد التخلص منها.ليبرز الوجه الجميل والرائع للفن والادب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: حفني مش بيعمل جناس عا


.. عوام في بحر الكلام-الريس حفني ترك المعمار واتجه إلى الغناء..




.. عوام في بحر الكلام - أسطورة شفيقة ومتولي .. الشاعر محمد العس


.. رواية جديدة حول مكان السنوار




.. عوام في بحر الكلام -ليه نظلم شفيقة.. الشاعر جمال بخيت يحكي ق