الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قميص دهشور، الذي قسم ظهر البعير

مجدي مهني أمين

2012 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


كلمة "روعتنا" أصبحت كلمة مستهلكة هذه الآيام، فقد روعتنا احداث السويس، وأبو كبير، وفندق سيتي، وروعتنا أحداث دهشور. ولعلنا - لو تروينا قليلا- لقلنا ان أحداث دهشورأقل ترويعا، فلقد اعتدنا أحداثا كثيرة مثلها، الجديد كان في السويس في قتل شاب لمجرد أنه ضبط وهو يقف مع خطيبته في الطريق العام، أو الشابين الذين قتلا وهما في عمر الزهور في أبو كبير لأنهما كانا يعزفان الموسيقى، أو الاعتداء عيانا جهارا على فندق بهدف السرقة، هذه أحداث جديدة، لذا فهي مروعة، وتنبئ بعصر جديد من الإرهاب، ومروعة لأن الرئيس قد أفرج عن فريق من الإرهابيين؛ من وصلت عقوبات بعضهم للإعدام لما قاموا به من قتل وترويع، مما ينبئ بالمزيد من أحداث مشابهة لما حدث بالسويس وأبو كبير وفندق سيتي.

أما دهشور، فهو الأمر المعتاد،
- هل تختلف دهشور عن العامرية، وأطفيح، وإنبابة، والمريناب وغيرهم الكثير؟
- لا تختلف، لذا فهي لا تروعنا..
- يقولون شر البلية ما يضحك.. ولكن يبدو أن شر البلية ما نعتاد عليه.

لقد اعتاد الأقباط أن يدفعوا كل الفواتير، واعتادت مصر أن تبتلع جراحها كي تحفظ وحدتها الوطنية، كي تواجه ما هو أكثر ترويعا وقهرا.

من أيام النظام البائد، والأحداث الطائفية تأتي تباعا، وكانوا يقولون أنها أحداث تهدد الوحدة الوطنية، وحتى يكمل القتلة تمثيلياتهم الدموية، يحضرون شيخا بريئا، وكاهنا لا ذنب له كي يتعانقا، وطبعا لا يجدا- أي الشيخ والكاهن- أية مشكلة في أن يتعانقا ويرفعا أيديهما للسماء يدعيا لمصر ولوحدتها الوطنية، ثم تطور الأمر بعد ثورة يناير واشتداد قبضة التيارات الدينية، لتتحول تمثيلية الشيخ والكاهن إلى جلسات عرفية يحكم فيها السلفيون في العامرية بتهجير الأقباط.

ويصل الأمر في تطوره الطبيعي، في دهشور، إلى تهجير الأقباط بدون جلسات عرفية، تهجيرهم وحرق محالهم التجارية وقطع أرزاقهم، معاملتهم كمواطنين بلا دية، حاجة أقل من رعايا، هذا في الوقت الذي نطالب فيه أن نكون جميعا مواطنين متساوين أمام القانون.

ولا جديد في دهشور، فالحكومة هي الحكومة، نفس التقاعس والانشغال والتهوين، نفس الحكومة الضالعة، فمليشياتها تشيع الرهبة في الشوارع، وإرهابيوها خرجوا من السجون كي يدعموا هذه الحكومة في مشروعها لامتلاك البلاد بأقباطها ومسلميها، امتلاكها- ومن حكم في ماله ما ظلم.

لا زلنا رعايا أو أقل، لم نصبح مواطنين بعد، وما يروعنا ما هي إلا أحداث لزوم الولاية، ولنا أمل أن الوحدة الوطنية الراسخة في أعماق هذا الشعب أن تنتصر على مشاعر الكراهية التي يبثها دعاة الإرهاب، فالمصريون يعلمون أن الكراهية تقسم ظهر الوطن، تقسمه كما فعلت بالسودان، نأمل أن تنتصر الوحدة الوطنية على مشاعر الكراهية.

- ومعلش يا أقباط دهشور، جت فيكم المرة دي، نعتذر لكم ولأطفالكم وبناتكم، نعتذر أنكم تتحولون من فقراء يحصلون على قوت يومهم بعملهم المتواضع الشاق، إلى لا جئين لا يعرفون من أين يحصلون الآن على قوت يومهم.

- نعتذر لكم حتى تصبح لنا دولة يحكمها أبناؤها، لا تحمكها جماعات ولا تحالفات، دولة تصل حكوماتها للحكم بانتخابات نزيهة، دولة يحكمها رجال وطنيون لا حزبيون وإخوانيون، دولة يحكمها رجال ونساء لهم رؤية للوطن، وليست رؤية لكيف تتحكم جماعة في كل الوطن.

كلنا يعلم أن الأحداث الطائفية مؤشر الفساد والضعف، وها قد جاءت الأحداث الطائفية لتؤكد لنا أنهم يسيرون على الطريق الخطأ، وأن الطريق الصحيح الوحيد أن تستمر الثورة، كي تزيح التعصب والطائفية والتمييز ضد الناس على أساس الدين والجنس، كي توحد بين الناس على أساس المواطنة.. فإما أن نكون أو لا نكون، إما أن نكون دولة مواطنين أو دولة تقسمها الكراهيات إلى دويلات صغيرة ضعيفة، نريد مشروع دولة يلملم شمل الوطن.

لو سقطنا في المحظور، لن يرحمنا أحد، ولن نلوم إلا أنفسنا، ولعل الجديد هو أننا في كل الأحداث الطائفية السابقة كنا نتوجه للحكومة، وهذه المرة نتوجه للثورة أن تستمر، فليس لنا ثقة في هذه الحكومة، ثقتنا في ثوارنا فإن صمتوا تضيع البلاد أو تسحق تحت أقدام دعاة الكراهية والنبذ والتقسيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل