الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة مع المثقفين

رشيد الفهد

2012 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


عامر الخزاعي مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون المصالحة الوطنية قال : (إن المصالحة الوطنية بدأت بالتحرك على الفنانين والمثقفين وعلى الأطراف التي تعتبر نفسها مهمشة أو الفئات الهشة من المجتمع لنحاول مساعدتها في برامج بالاتفاق مع جهات معينة). انتهى .
التصريح المنشور في جريدة الصباح وعلى موقع شبكة الإعلام العراقية قادني إلى طرح هذا السؤال : هل الحكومة هي التي جنحت للصلح مع المثقفين، أم المثقفون هم الذين بادروا إلى طرح فكرة المصالحة مع الحكومة؟.
دعوني اطرح السؤال بصيغة أخرى: من هو الطرف (الزعلان) حتى يمكن للطرف الآخر ألذهاب إليه حتى الصلح ؟.
البعض يرى ليس من الأهمية البحث فيما إذا كان هذا الطرف هو البادئ أم ذك،المهم بالنسبة لهؤلاء إنهاء( الزعل) بين الاثنين وإجراء المصالحة .
إذا كانت الحكومة هي من بادرت إلى ذلك فهذا يعني أنها صارت على دراية ويقين وتأكد لها تماما أن المثقفين يشكلون تهديدا للطبقة الحاكمة، و بعد الصلح سيكون بإلامكان تحويلهم إلى مخلوقات وديعة، هادئة لا تثير المخاوف .
لا أميل إلى هذا التحليل، لقناعتي أن المثقفين في بلادي طيلة السنوات الماضية لم يشكلوا تهديدا لأحد ، لأنهم باختصار لم يشكلوا اتجاها أو تيارا متبلورا،واضحا يمكن أن نطلق عليه واثقين وصف( تيار المثقفين )، وبالتالي هم ليسوا كفة في كل أنواع المعادلات الخطيرة وعليه ليسوا مصدر قلق لأحد.
الخطاب الحزبي البسيط و المؤدلج بأشكاله وألوانه المختلفة لا يزال هو المهيمن على أذهان آلاف المنتمين إلى المنظمات المعنية بالأدب و الثقافة والفن، وبالتالي فان هؤلاء يمكن وضعهم على قائمة القوى السياسية أو واجهاتها ،لا على قائمة المثقفين ولا يمكن اعتبارهم تيارا مستقلا لعدم تطابقهم مع التعريف الصحيح للمثقف.
تصريح السيد الخزاعي يشير إلى وجود قطيعة كانت ولا تزال قائمة بين الحكومة والمثقفين وان هذه القطيعة من اللازم أن تنتهي... هذا في التحليل البسيط .
أما في التحليل العميق أن إشكاليات العلاقة مع المثقف قائمة إلى يومنا هذا،وهي إشكاليات خلقتها الأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد لحماية أمنها ،وبالتالي فان القطيعة هي ليست من جانب الحكومة فحسب إنما هي اليوم من جانب الدولة برمتها ،إذ لا مؤسسات مستقلة تابعة للدولة تشتغل بقانون تتولى إنصاف المثقفين على الأقل،، وعلو شان الثقافة في البلاد.
إن المصالحة الحقيقية مع المثقفين تعني بالنسبة لي تشكيل مؤسسة مستقلة تابعة للدولة تشتغل بقانون يلزمها التعامل مع جميع المنظمات المعنية بالثقافة على قدم المساواة دون تمييز والتخلي عن سياق التعامل مع منظمة بعينها دون أخرى، وهو سياق غير دستوري، شرعته الأنظمة الحاكمة السابقة بهدف احتواء المثقفين، وظل هذا قائما إلى يومنا هذا ، كذلك استشارة دافعي الضرائب في البلاد بتسديد ما بذمتهم من ضرائب إلى المنظمات الثقافية، إذا ما رغبوا بذلك، أسوة بالدول الديمقراطية من اجل أن لا يقف المثقفون على باب احد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة ترفع شعار -الخلافة هي الحل- تثير مخاوف عرب ومسلمين في


.. جامعة كولومبيا: عبر النوافذ والأبواب الخلفية.. شرطة نيوريورك




.. تصريحات لإرضاء المتطرفين في الحكومة للبقاء في السلطة؟.. ماذا


.. هل أصبح نتنياهو عبئا على واشنطن؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. طبيبة أردنية أشرفت على مئات عمليات الولادة في غزة خلال الحرب