الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيال الحريري واتفاق الطائف

تيسير خروب
كاتب وباحث

(Taiseer Khroob)

2005 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ان اغتيال رئيس الحكومه اللبناني رفيق الحريري بهذا الوقت بالذات وعلى هذه الصوره البشعه التي نفذ فيها الاغتيال يدل على دقة المنفذين في اختيار المكان والزمان والظرف السياسي والهروب من ساحة الحدث بدون ترك أي دليل او خيط يقود للجناة0ويعتبر هذا الاغتيال سواء للبنان او للدول المجاوره له كارثة سياسيه لن يكون من السهل تجاوزها او التغلب عليها لما يشكله هذا الاغتيال من احداث فراغ سياسي على الساحه اللبنانيه وتعقيد في العلاقات الخارجيه للبنان
ولا يصب هذا الاغتيال في مصلحة طرف من الاطراف بقدر ما يسيء الى جميع الاطراف التي لها علاقه مع السياسه اللبنانيه 0
ومن معطيات الاحداث التي اعقبت الاغتيال بساعات تبارز الكل الى دفع التهمة عن نفسه والتنديد بالجريمة النكراء او الصاق تبعة الجريمه على طرف يفترض انه المستفيد من تغييب الحريري عن الساحه السياسيه00فالرجل تربطه علاقات وطيده مع معظم الاطراف التي تصرح دائما انها بعيدة عن التطرف والعنف00فقبل ان يكون الحريري رجل سياسه كان رجل اعمال واقتصاديا ناجحا نفذ الكثير من المشاريع الانمائيه والاقتصاديه وبناء الفنادق وقاعات المؤتمرات في السعوديه خاصة التي منحته الجنسيه السعوديه مكآفأة له على انجازاته بالاضافه الى المشاريع الاخرى التي نفذها على ارض وطنه لبنان وغيرها من الدول العربيه والاجنبيه0
وقد كان الحريري رجل الحلول الوسط تولى رئاسة الوزراء لمدة عشر سنوات من عام 1992 الى 1998 ثم من 2000الى 2004 عندما قدم استقالته في اكتوبر اثر خلاف مع رئيس الدوله على التواجد السوري اولا وعلى تمديد فترة رئاسة الرئيس ثانيا0وكانت له علاقات صداقه مع زعماء دول وسياسيين كبار ورجال اعمال من مختلف دول العالم وقد استطاع في غضون عشر سنوات ان يعيد بناء لبنان من جديد وان يبتعد بها عن الصراعات واعمال العنف ليتجه الى بناء اقتصاد وطني حر0
وبالرغم من كثرة ملفات الاغتيال والتصفيه الجسديه لبعض الرموز اللبنانيه التي طويت فأن ملف الحريري سيبقى مفتوحا وستحظى سوريا وجهات لبنانيه اخرى بنصيب الاسد00وهذا ما اكدته اليوم اسرة الحرير ي من انها تريد تشييع شعبي للحريري وليس رسميا وهذا اتهام مبطن للدوله اللبنانيه واجهزتها الامنيه بتقصيرها على اقله من حماية الحريري0 00بالاضافة الى توجيه الاتهام الى العدو التقليدي للعالم العربي والاسلامي وهو اسرائيل وهذا ما صرحت به ايران عقب الحادث0
لكن وان كان رحيل الحريري وهو ابرز زعماء المعارضه اللبنانيه يصب في مصلحة جهه من الجهات او طرف من الاطراف فهذا لا يعني ان التهمة او حادث الاغتيال مرتبط بهذه الجهه او ذلك الطرف0
فمن اجل استحقاقات القرار 1559والتحذيرات الامريكيه والفرنسيه لسوريا من مغبة المس برموز المعارضه اللبنانيه ورجالاتها فقد اقترنت ادانة الولايات المتحده الامريكيه للانفجار الى مطالبة سوريا بسحب قواتها من لبنان عندما قال سكوت ماكيلان المتحدث الرسمي بأسم البيت الابيض :انه لا يعرف من وراء الاغتيال الا ان هذا الحادث هو بمثابة تذكره للشعب اللبناني ان عليه التمكن من مواصلة السعي لتحقيق طموحاته وتقرير مستقبله السياسي بعيدا عن العنف والترهيب وبدون احتلال سوري0
كما اشارت مصادر اسرائيليه دون اتهام صريح لسوريا :ان سوريا تشعر بعدم الارتياح تجاه اجراء الانتخابات اللبنانيه المزمع اجراؤها في الربيع القادم حتى لا تسفر هذه الانتخابات عن معارضه للوجود السوري في لبنان وبالتالي ترحيل الجيش ورجال الامن السوريين عن لبنان حسب اتفاقية الطائف المبرمه عام 1989م والتي وضعت حدا للحرب الاهليه اللبنانيه التي دامت 15 سنه والتي نصت على الانسحاب التدريجي لكل القوات السوريه من لبنان بالتنسيق مع الحكومه اللبنانيه000ويذكر انه بعد سلسله من الانسحابات الجزئيه التي تلت الاتفاقيه ما زال هناك حوالي 14 الف جندي سوري منتشرين في لبنان أي اقل من نصف العدد الذي تمركز في البلاد منذ عام 1976م قبل ان يتولى الرئيس بشار الاسد الحكم في عام 2000
فأغتيال الحريري لم يكن حادثا منفردا او بعيدا عن السياق اللبناني او معزولا عن مسار التطورات على الساحه اللبنانيه 000فقد سبقته محاولة اغتيال ابرز مساعدي وليد جنبلاط الحليف الاقرب الى الحريري وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي(الدرزي) كما تعرض عدد من قادة حزب الله في بيروت وقادة حماس في دمشق لمحاولات اغتيال مماثله 0 حتى ان النائب والمعارض للوجود السوري وليد جنبلاط وفي حمى اندفاعه بالهجوم على التحالف اللبناني السوري عمد الى اطلاق الاتهامات العشوائيه حول اغتيال والده كمال جنبلاط عام 1977م وحول محاولة الاغتيال التي جرت لحليفه النائب والوزير السابق مروان حماده0
ومن هنا يجب الا يغيب عن بال المراقبين والمحللين السياسيين حول ما يجري في لبنان وما يجري في فلسطين والعراق وما تتعرض له سوريا وايران من تهديدات امريكيه0
واذا كان من السابق لأوانه التنبؤ بهوية الجهه التي دبرت العمليه الارهابيه فأن من السابق ايضا لأوانه التكهن بالتداعيات التي سيترتب عليها في المستقبل وما ستتخذه الاداره الامريكيه من تدابير لما بعد الاغتيال مع الاخذ بعين الاعتبار مصلحة اسرائيل فوق كل اعتبار0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح تزامنا مع تواصل المفاوضا


.. -ندعي يجينا صاروخ عشان نرتاح-.. شاهد معاناة سكان رفح وسط هرو




.. غالانت: مستعدون لتقديم تنازلات من أجل استعادة الرهائن ولكن إ


.. الرئيس الإيراني: المفاوضات هي الحل في الملف النووي لكننا سنل




.. إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكدان مواصلة العمل بات