الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حياة تسقط في الوجوه .. هنا غزة

سونيا ابراهيم

2012 / 8 / 4
الادب والفن


من بين الأشياء التي ظنت أن عليها الاهتمام بها في يومها الطويل كان ذلك الحمل الثقيل ، الذي اظطرت أن تتناوله بيديها كل يوم .. لم تستطع التنازل عن أي من أحلامها خلال الدقائق الطويلة التي كانت تقضيها وهي ترعى أمور المنزل .. كيف أصبح لزوجها عشيقة خيالية اسمها قتل الحياة الزوجية ، وكيف ترعرع أبناؤها على صفعة غاضبة ، وفركة أذن حين ارتكاب الأخطاء الطفولية في عمرهم البرئ ..
السماد الذي كانت تضعه لزهرتها أين اختفى ، هل ظن زوجها أن المياه وحدها ستظل تذيب زهورها ؟ أم أخذ يفكر بطريقة أخرى لا تنتهي إلا بمزيدٍ من الخوف والكره لحياتهما رغم وجود الأبناء ؟
يصعقها دائماً كيف أن نهار كل يومٍ جديدٍ يبدأ بقبلة تقربها من الموت اللئيم ، حياتهما لم تكن تعني شيئاً ، وكأنهما اليوم في مأزقٍ حقيقي .. كيف تتخلص منهما الحياة وهما ما زالا معاً ؟ أو كيف هما يتسطيعان التخلص من أزمتهما دون أي رجوعٍ لنقطة الصفر – البداية ؟
:
لم تكتف في ساعات غضبها بأن تكسر بعض الزهريات ، ولم تنته مأساتها عندما أنجبت الطفل الثالث .. كيف لها أن تتخلص منه ، وهي الآن تخرج إلى الشوارع المليئة بالوجوه المشوهة ؟ ولا مكان في المدينة للهروب ؟ يبدو أن إلهه وحده هو من يستطيع أن يخلص هذه الأرض من مأساتها ؟ هل هو وحده من يستطيع أن يقذف جمرة كبيرة تحرق الناس إلى أبد الأبدين ؟
لحظة .. هي تدرك الآن أنه أب آخر ؟؟
متى سينتهي العالم من حولها ؟ بدأت تصرخ ؟ لست أماً .. وهؤلاء ليسوا أولادي .. هو كان جزءاً من معاقبتي ؟ أنا لست امرأة هنا .. إلى أين سوف أخرج ؟ يا إلهي ساعدني على الحنين إلى حياتي السابقة قبل أن أعرفه ؟ هل يظن بعض رجالهم على هذه الأرض أن المرأة قد تشعر بالحب لرجل واحد مخلصة له ، و هو يكرهها ؟؟ تساءلت بغضب وضيق: كم رجل أراه في حياتي وكلهم يحتاجون لتلك الابتسامة حتى تخلص مهزلتي .. هل سيجدني رجلاً ما رائعة وأنا أجر كل تلك الهزائم بعد أن ضاعت حياتي ؟

هل أسمي نفسي اسماً جديداً يبعد عما اختاراه لي والديّ ، وهل سيكون ناضجاً بشكلٍ كاف حتى أخترع أي معجزة تنهي قصتي بابتسامة غير مبللة بالدموع ؟؟
هنا فقط لا تجوز الأسئلة .. غزة الآن تشبه الحريق .. لا مكان للحياة إلا في القبور .. المرأة تظل تموت كل يوم .. ولأبعد الحدود .. ولا يجدوا جثة واحدة لامرأة تموت .. هنا الآن نموت .. نساء .. وحنين في غزة .. نموت .. ظلال بيضاء الآن ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب