الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوة العدالة والتنمية

حميد المصباحي

2012 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


العدالة والتنمية,كحزب سياسي مغربي,حقق فوزا ساحقا على القوى السياسية المغربية,اليسارية,التي استكانت إلى تاريخها,وجذورها العميقة في تربة النضال الوطني الوطني والإجتماعي وحتى السياسي,لكن الشارع المغربي,وفي سياق الحملات التي تلقاها اليسار المغربي,من خلال ما عرف بالجرائد المستقلة,التي لا يمكن أن تتحمل هي وحدها تبعات ضعف اليسار,الذي,عرف جسمه الكثير من التحولات,أهمها أن بنيته التنظيمية,طعمت بالكثير من الأعضاء,الذين لهم رهاناتهم وفهمهم الخاص للممارسة الحزبية,بحيث لم يعد على الحزب العيش في المعارضة,بل عليه تكرار محاولة البقاء في الحكومة بأي ثمن,وهي فكرة جديدة على المناضلين القدامى,الذين كانوا يقيسون التواجد في الحكومات بما يتحقق من مكاسب اجتماعية لأغلب الفئات الإجتماعية,إضافة إلى المكتسبات السياسية الديمقراطية,التي ناضل اليسار من أجلها زمنا طويلا,هنا,سوف يتراجع مناضلوا اليسار عن يساريتهم التنظيمية,لكنهم لم يصمتوا,بل فضحوا خيارات أحزابهم اليسارية,مما بث اليأس في صفوف المناصرين ففقدوا الثقة في كل ما هو يساري مغربي,وانسدت أفق التغيير عن طريقهم,أمام هذا المنعطف,تحركت الأحزاب الدينية,وعلى رأسها حزب العدالة والتنمية,فبعد انتصاره في معركة المشروعية,التي ربحها بعد أن برأ نفسه من تهمة التحريض التي أدت إلى الأعمال الإرهابية ليوم 16 ماي 2003 بالدار البيضاء,هاجم خصومه متهما إياهم بالإستأصاليين,وهي سبة تذكر بما عرفته الجزائر في تعاملها مع الحركات الدينية,وقد كان حزب العدالة والتنمية واعيا بغاية هذا التوصيف,فرفض الإسلام السياسي,ومحاولة القضاء عليه حتما ستقود إلى ظهور جماعات مسلحة,تسعى لانتزاع السلطة بالعنف,إذا لم تتح لها إمكانية خوض الإنتخابات بآليات ديمقراطية,توصل العدالة والتنمية إلى الحكم,فتبطل بذلك حجة الجماعات العنيفة الراغبة في استئناف العمل المسلح,وقد استوعب نظام الحكم الرسالة,التي تعمقت أبعادها بعد ما عرف بالربيع العربي,وخصوصا الجانب المسلح منه في ليبيا,بحيث تراجع الغرب عن فكرة دعم الإستبداد بالمناطق العربية,وكانت الرسالة واضحة عندما طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بتنحي الرئيس المصري عن الحكم,فاهتزت العروش العربية,وراجعت حساباتها السياسية والإقتصادية,وأدركت أن زمن التغاضي عن العنف والإضطهاد قد ولى,وأن المشروعية لا تككترى ولا تتسول من الغرب الداعم لأنظمة حكم اهترأت ولم تحقق لا تنمية ولا ديمقراطية سياسية,ولا يمكن للغرب السكوت عن هذا الوضع بظهور لاعبين جدد,في المنطقة العربية وكل العالم,كانت هذه ظروف فوز العدالة والتنمية,الذي ظهر بزعامات أدركت حساسية المرحلة,ودقتها,بحيث استفادت من ضعف اليسار,وفشل مشاريعه التنموية نسبيا,والتناقضات التي وقه فيها, من قبيل الخوصصة التي طالما هلل لرفضها,وتراجعه عن محاسبة المفسدين,الذين ظهر بأنهم كانوا قريبين منه,بل ربما استغلوا وجوده في الحكومة,ينظاف إلى ذلك تراجع الإشعاع اليساري,وتشرذم مكوناته,التي تلهفت على الحكم أكثر من غيرها,فانكشف الجشع الأسطوري للكثير من الوجوه السياسية اليسارية,التي كانت بمثابة زعامات,ورثت مقاعدها لأبنائها وأحفادها وبنيها وأقربائها,فأغلقت باب التنافس الشريف على الترقية التنظيمية,والمسؤوليات,لصالح توجهات المصالح العائلية الأسرية,المنخورة بالمصاهرات,العشائرية والقبلية والمصلحية المتداخلة معها,
لم يكن فوز العدالة والتنمية,نتاجا خالصا فقط لقوته التنظيمية,بل أيضا لتحالفاته الخفية,مع رفاق الأمس,وإلا كيف نفهم موقف جماعة العدل والإحسان,التي تركت لأتباعها حق التصويت بناء على رغباتهم,أليست هذه إشارة سياسية,إلى إمكانية التصويت على حزب العدالة والتنمية؟؟؟كما أن فوزه بالدرجة الثانية,ناتج عن ضعف اليسار المغربي,الذي فشل في التوحيد بين مكونات يسارية,ابتعدت عن اليسار,وأسست انتماء جديدا,لحزب الأصالة والمعاصرة,الذي هندس بناءه اليساريون,الذين اضطهدهم اليسار,ولم يسمع لأطروحاتهم,المتقدمة,كما عرف اليسار العريق انقسامات خفية وغير معلنة أثرت على حضوره في الإنتخابات التي تأهل بها حزب العدالة والتنمية ليحتل الرتبة الأولى,متقدما على كل أحزاب المشهد السياسي المغربي,يمينا كان أو يسارا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات إيران الرئاسية: خامنئي يحث الناخبين على التصويت في


.. الحكومة الجديدة في مصر تؤدي اليمين الدستورية • فرانس 24




.. الانتخابات النيابية الفرنسية: نتائج الجولة الأولى في ميزان ا


.. مقتل قيادي بارز في حزب الله بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته ب




.. #مصر.. إغلاق مبكر للمحال التجارية عند العاشرة مساء #سوشال_سك