الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيال الحريري... اغتيال المستقبل

مسعود عكو

2005 / 2 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


أسئلة كثيرة تطرح نفسها وأجوبة مبهمة تصدر عن المسئولين يا ترى من المستفيد من اغتيال الحريري؟ من هو صاحب هذه النقمة الهائلة في أن يقتل شخصاً له تاريخ حافل بالنشاط الاقتصادي والسياسي كالحريري؟ أهم السوريون كما تتهم المعارضة اللبنانية وإسرائيل أم هي إسرائيل كما تتهم سورية أم هي المعارضة اللبنانية نفسها؟ أم هي الحكومة اللبنانية؟ أم هي مجموعة أخرى؟ هي حتى أكبر من سورية وإسرائيل ولبنان وكل المنطقة.

لا يعقل هذا التفجير الهائل والذي قدره المتخصصون بأكثر من ثلاثمائة كيلو غرام من المواد المتفجرة وقد يكون هذا التقدير خطئاً لأن هذه التخريب الذي نجم عن هذا الانفجار لا يمكن أن يكون مصدره مواد تفجيرية تقليدية كالتي أن تي أو الديناميت العادي هي مواد متفجرة لا تنمي إلى زمرة تلك المواد أي ربما تكون متكونة من الزئبق الأحمر أو المواد الذرية الأخرى ناهيك عن الحريق الهائل والحفرة التي حفرها هذا الانفجار إن هذه العملية تضعنا أمام تساؤلات كثيرة فالتفجير الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت ينتمي إلى جملة التفجيرات التي تحصل الأن في العراق ويشبه إلى حد ما العملية الانتحارية التي نفذت في مقري الحزبين الكورديين في كوردستان العراق في الأول من شباط من عام /2004/ وسلسة الانفجارت التي تهز العراق يومياً لا تختلف كثيراً عن الانفجار الذي أودى بحياة الحريري ورفاقه.

إن الحريري وبعيداً عن النفاق الكلامي والتملق الصحفي شخص له تاريخ حقيقي حافل بالانتصارات الكثيرة والمتكررة سواءً كانت على الصعيد الفردي الشخصي أو على صعيد لبنان أو حتى على صعيد العالم العربي والعالم كافة فالحريري ابتدأ حياته من الصفر مثله مثل أي شاب يبدأ العمل في مزرعة أو معمل ولكن طموحاته الكبيرة هي التي كانت تدفعه للتفكير والعمل الدءوب لكي يستطيع أن يكون نفسه ويكون إمبراطورية هائلة في الضخامة و العظمة الاقتصادية والسياسية فلولاه لما كانت للحرب الأهلية أن تتوقف وهو المهندس الذي خطط لاتفاقية الطائف وهو مهندس مؤتمر باريس (1) والذي تمخضت عنه استقطاب الاستثمارات والشركات العالمية للدخول إلى السوق اللبنانية بالإضافة إلى ضمانه للبنان بأكثر من ثلاثة مليارات دولار.

الحريري صاحب تيار المستقبل اللبناني والذي حاول ونجح في كل محاولاته أن يجعل لبناناً بلداً منفرداً بذاته لا يشبه أية دولة عربية على الرغم من انتماءه إلى العالم العربي والذي جعل للبنان اسماً مرموقاً في العالم قاطبة لا يستحق أن تنتهي حياته بهذه البشاعة الأليمة التي رافقت الانفجار الهائل ولا يعقل أن تكون نهاية رجل شجاع حقيرة لهذه الدرجة التي تقشعر لها الأبدان من جراء الجريمة النكراء التي تبدي مدى الحقد الدفين تجاه الحريري كشخص وتجاه التيار المستقبلي الذي كان يترأسه ويتمنى الحريري أن يكمل به مشروعه المستقبلي للبنان جديد ومستقبل واعد وتجاه لبنان ككل.

إن الإنسان الذي قد تبرع بأن يدرس أكثر من ثلاثين ألف طالب لبناني من كل الطوائف والأديان التي يشكل لبنان فسيفساءً جميلاً لها ومن هؤلاء الطلاب يتخرج أكثر من ثمانمائة وخمسون طالباً نالوا شهادة الدكتوراه كان يستحق أن يلقب بوالد لبنان ويحمل هذا الفكر التقدمي المستقبلي الذي أعاد إعمار لبنان وعلى الأسس الصحيحة والسلمية مما جعل لبنان سوقاً لأكثر شركات العالم وتصبح بيروت عاصمة الصحافة والثقافة العربية لكن هذا كله صار مهدداً لأن ينهار وبدأت طبول الطائفية والفتنة تدق في سماء لبنان.

إن العملية المخططة والدقيقة التي اغتالت الرئيس الحريري لهي عملية احتراف ومختصين في مجال التفجير والعمليات الإرهابية المنظمة ولولا هذا الاحتراف والدقة لما كانت لهذه العملية أن تتم لأن وكما قيل إن الحريري كان يملكاً سيارة ذات تقنية خاصة وعالية في المراقبة والتشويش اللاسلكي والكشف عن المتفجرات عن بعد وإلا كيف تستيطع زمرة إرهابية من الولوج واختراق نظم الحماية الأمنية التي كان تتميز بها سيارته اللهم إلا إذا كان من زود الإرهابيين بنظام خرق الحماية الأمنية هو نفسه من صنع السيارة أو القدرة الإلهية هي التي جعلت أجهزة الإنذار تتعطل ويخترق الحريري وموكبه كتلة النار التي التهمتهم وأودت بحياة شهيد لبنان وصانع مستقبل لبنان هذا البلد الذي توهم بأنه انتهى من زمن الاغتيالات ولكن الحريري كان الحلقة الأولى في مسلسل جديد قد يرجع بلبنان إلى حقبة تاريخية نساها لأكثر من عقدين اغتيل الحريري واغتيل معه لبنان المستقبل الذي تمنى الحريري أن يحققه لنفسه وللبنان ولكل اللبنانيين ولكن القدر والإرهاب كانا أسرع من الزمن الذي خطفا الحريري وجعل المستقبل اللبناني مبهماً والأيام القادمة على لبنان صعبة للغاية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -الهجرة وقبول الآخر-.. -آ ميديا- سليمان البسام و حلا عمران ف


.. توترات جديدة وهجمات متبادلة بين حزب الله وإسرائيل وسط قلق دو




.. الحوثيون يستهدفون 3 سفن في البحر الأحمر والبحر العربي


.. انشقاق نواب عن الحلبوسي يحرمه صفة الأغلبية العددية السنية دا




.. أصوات من غزة | مستشفيات غزة تعاني نقصا حادا في وحدات الدم