الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سمير عطا الله مترنيخا للشيعة والکورد

نزار جاف

2005 / 2 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


کثيرة هي الاراء الضمنية للسيد سمير عطا الله والتي تحفل بها مقالاته ، ولکن الاکثر هي مقاصدها المفضوحة بالدوافع الاساسية الکامنة ورائها . ومنذ حرب تحرير الکويت والفأر يلعب في درج السيد عطا الله وقد حاول جاهدا أن يکون کاتبا موضوعيا في اراءه و طروحاته ، لکن ذلک الفأر اللعين أبى عليه ذلک مما دفعه لترک الضمنية و الانقلاب " لا الجنوح" نحو العلنية و أية علنية ؟ علنية في غاية الوضوح بحيث أن علنيته من شدة وضوحها فقدت بعدها المنطقي و باتت ممجوجة ! إنه ينصح العراقيين و عينه على الکورد ! إنه ينثر الهموم و القلاقل من الذي يخبأه الدهر للعراقيين و غاية قصده و نهايته عند الکورد . والظاهر أن السيد عطا الله في مقاله الاخير في الشرق الاوسط لم يستطع إخفاء مکنونات أغواره السحيقة طويلا و لذا بادر ومنذ السطور الاولى الى التحدث عن مظلومية " السنة العرب " في العراق الديمقراطي " ما اذا کان الرئيس کرديا"بحسب ماذکر في مقاله . وهو يحذر من مغبة أن يتولى " السنة العرب " رئاسة البرلمان والتي هي " احتفالية" على حد قول السيد عطا الله ! وکأنه يريد أن يطلق في بداية الالفية الثالثة دعوة" مترنيخ" وزير خارجية الامبراطورية النمساوية غداة عصر الثورة الفرنسية والتي کانت تتلخص في مبدأ " إرجاع القديم الى قدمه " وبهذا فليرجع الامر للاخوة السنة العرب و ليشح الشيعة العرب و الکورد بوجوههم جانبا ووقى الله المؤمنين شر القتال ! هذا الرجل الذي يستأثر منذ زمن طويل بزاويته الخاصة في الشرق الاوسط ، تأخذه العزة في أن يتکلم عن الغبن الفاحش الذي لحق الشيعة العرب في العراق على مر عصور طويلة لکنه لايتمالک نفسه في أن يتحدث عن مظلومية إحتمالية قد تلحق بالسنة العرب من جراء حکم الاکثرية التي يرى فيها کاتبنا الموقر خطرا محدقا بمستقبل العراق ذلک لإنها و ببساطة تنهي حکم الاقلية ! هل هناک کلام أغرب من کلام عطية الله هذا ؟ حقيقة لا أخفي الامر عليکم فقد کنت في بعض الاسطر أتصور أنني أمام واحدا من الکهان العرب في عصر ماقبل الاسلام ، إذ أن الکثير من کلام و توقعات الکاتب المنجم تدخل في باب " ضرب التخت و الرمل ". ومسک ختام مقاله " الطائفي" حتى النخاع جاء بدعوته لنبذ " الفيدرالية" و "الکونفدرالية" اللتين ساواهما بالعبث القريبة بالصدفة من کلمة البعث ! ودعانا نحن الکورد "خصوصا" أن لانکرر" تجربة صدام حسين باسم الديمقراطية و الاحزاب" وبدلا من کل ذلک ننتخب " العراق السيد " وبهذا تنتهي محنة و مشاکل العراق برمتها وکما حلها الرئيس العربي السني صدام حسين حين إعتبر نفسه العراق ! أنا واثق أشد الوثوق أن سمير عطا الله کان من المتوقعين فشل الانتخابات و کان من المراهنين على محمد يونس الاحمد و بقايا شرذمته البعثية و على الزرقاوي و على التحفظات " الاکثر من مشبوهة " لجوقة " هيئة علماء المسلمين " في إفشالهم للعملية ، لکن بنا أنها نجحت فلاضير في أن يعود السيد عطا الله من زاوية أخرى و يتناسى توقعاته السابقة ليقدم ما يشبه التنبؤات في شکل صياغتها و ما هو أقرب للخزعبلات في مضامينها الکسيحة . إن السيد عطا الله الذي عمل کل جهده لتخرج مقالته " لا ديکتاتورية بالانتخاب" بصورة تنبأ عن تخمينات رجل حکيم لا يريد سوى الخير لأهل العراق و خصوصا الشيعة و الکورد ، خانته الکلمات في شکل إصطفافها و خذلته التعابير في مقاصدها حتى وجد نفسه في موقف لا يختلف أو يتعارض بالمرة عن موقف طيب الذکر و السيرة من الشيعة و الکورد عبدالباري عطوان !
کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على تفاصيل كمين جباليا الذي أعلنت القسام فيه عن قتل وأس


.. قراءة عسكرية.. منظمة إسرائيلية تكشف عن أن عدد جرحى الاحتلال




.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: العمليات حققت أهدافها وكانت


.. ماذا تعرف عن طائرة -هرميس 900- التي أعلن حزب الله إسقاطها




.. استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة محلية الصنع في مخيم بلاطة