الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابتسامة الموت الأخيرة

يحيى الحميداوي

2012 / 8 / 5
الادب والفن


ابتسامة الموت الأخيرة

---------------------------------------------
من أيّ الزوايا يولدُ الموت
يفتكُ بالجسد الممتدّ على خشبة المسرح
هناك بنفسجةٍ كانت في يدها
الضوءُ الذي ينحني رغمَ استقامته
الصمتُ الذي يغلف المكان يبعثُ بالريبة
رجلٌ مقطوع الرأس
يحتسي من أوردة الجثة دم أزرق
تخفت الإنارة ...يهبط من سقف المسرح
ظل يحمل رأس الرجل المخمور
في إحدى يديه ويحمل في الأخرى سكين
يصرخُ :لست القاتل
تلك الجثةُ قطعت هذا الرأس .....
يضج المسرح بالتصفيق
يتقيأ أحد الموجودين
ينهال عليه الجسد الممتدّ بكيل سباب
تأتي النخلة تزحف ....
ممتلئةً بالشكوى
تُعانقَ ذاك الظل وتبكي ...
يبتسم الموت
والجثة تكشف عن ساقيها
تحرقُ وهي ممدّة مسك
لتخفي رائحة القيء
يترنحُ جسدَ الرجل المقطوع الرأس
يتحرك نحو الجثة
يكشف عنْ عورتها ...
يصرخ احد المتيبسين على المقعد
يكفى ....أنك تخرج عن النص
ضربت َ كلامي عُرضَِِ الحائط
لايأبه لصراخه
يترنح ......يسقط
يبتسم الرأس المقطوع
مذ كنت على هذي الأكتاف
وأنت تعربد
أحمل وزر خطايا جسد فارغ
لايفقه من هذا الكون غير النزق
تتلوى الجثة تعصر يديها المرتجفتين
تتناثر أشلاء الزهرة
تسقط من عين النخلة دمعة
رغم حلاوتها
إلا إن الموت يمدّ
ذراعية ليغرس أظفره المتسخ
في عذق النخلة
يتساقط رطبا نازف ....
يمتلأ المسرح بالنمل وسرب ذباب
تصعد سيدة أشبه بالكأس
فوق المقعد ترقص بجنون البدوي
المبهور بأضواء الحانة
ترقص حتى يتناثر منها عرق الشهوة
تغسل ثدييها وتواصل رقصتها المجنونة
يصرخ رجل ذو لحية فيها يغفو الشيطان
أين المخرج .......
يكفينا طيش ....سيموت المقعد من رقص الزانية الحمقاء
يخرج رجل من خلف الباب الخشبي
يحني رأسا للجمهور
يصعد ذو اللحية ليحز الرأس الحاني

يبتسم الموت .........
وتسدل الستارة


يحيى الحميداوي

بغداد /2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت