الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


{ هواجس ..... قبل الرحيل }

حسناء الرشيد

2012 / 8 / 5
الادب والفن




إلى كل من لم تعرف قلوبهم معنى الحب يوماً أهدي حروفي هذه

فلعلها تستوقفهم يوماً ما ....... فيلتفتون للمعنى الكبير للحب ... ويحاولون الإعتذار منه حينها

لم أعد أقوى على الصبرِ معك ... ففراقكَ يغريني بامتيازاته ... اشتقتُ لنفسي كثيراً .. أودُ ترتيب نبضات قلبي
تلك التي لن تُحدد وجهتها منذ أن عرفَتك ... أصبحَت تائهةً تتخبطُ يميناً ويساراً منذُ أن أدركت أن هناك من يمسك

بيده صولجاناً ويقفُ أمامها وبكل ثقة ... يأمرها وهو متأكدٌ من أنها ستُطيع أوامره وتفعل كل ما يحلو له ومن دون
إبداء اعتراضٍ حتى

منذُ أن تدَخلتَ في تفاصيل حياتي وأمور قلبي وأنا أدركُ أن نبضاتي الثائرة قد غادرتني إلى مكانٍ آخر , أفتقدها كلما
وضعتُ يدي على قلبي ... أتحسسُ مكانها الذي تركَتهُ خالياً لترحل لأنها لم تعتد أن يُنضّم شخصٌ ما مسارها
وطريقة تفاعلها مع الأمور التي تحيطُ بي

افتقَدتُ الكثير من الأشياء بوجودكَ معي وكأنكَ جئتَ لتطردها من حياتي كي تستوطنني وبلا استئذان
لا أدري ما الذي يجعلني أشعر أن احتلالكَ لي كان (وقحاً) للغاية ..... رغم أن كل أشكال الاحتلال واحدة

ولم يحدث أن طلبَ محتلٌ يوماً ما من سكان الأراضي أن يمنحوهُ إذناً بدخول بلادهم والتصرف كما يحلو له فيها
ولكني معكَ بدأتُ أفلسفُ الأمور كثيراً فمنذُ أن قررتُ الرحيل عنك ... منذُ ذلك الحين وأنا أحاولُ إيجاد المبررات الكافية

لنفسي كي أقنعها بما سأفعل وبما أنا ماضيةٌ في طريق تحقيقه وكأن روحي _تلك التي دمرتها بدخولكَ إليها بكل تلك
الجرأة المستفزة_ كأنها لم تعي بعد مقدار الضرر الذي تسبب به وجودك في عمري ولا زالت تطلبُ مني بيان
الأسباب التي تدعوني لاتخاذ هذا القرار ...

تلك التي لم تعرف الاستكانةَ يوماً جاءتني مطالبةً إياي بتبرير رفضي لإذلالك الكبير لها !!

فهل أنا من اعتادكَ أم إنها هي من أصبحت تعشقُ اعتيادها عليك ؟؟

هل أنا من أوصلها لهذا الحال من الاستعباد المؤلم ... أم هي من كانت تنتظر شخصاً مثلك لأنها ملّت التسلُط وقررت
فجأةً أن تكون جاريةً لك ........ تجلسُ عند أقدامك كي تتعبد في محراب حبك وتطلبُ من الله في كل لحظة أن لا يحرمها

تلك النعمة الكبيرةَ التي منّ بها عليها بعد طول انتظار , تلبسُ ثياب ( الحريم ) منتظرةً إذن السلطان الذي قد يختارها
لتكون معه تلك الليلة أو قد لا يفعل لانشغاله عنها بغيرها من نسائه أو بأمور حياته ومملكته !!

ورغم أني كنتُ أمقتُ كثيراً هذا الدور ولكني وللأسف أجدني قد أتقنته منذ أن أرغمني حبك المتسلط على أدائه
لكنني مللتُه ولم أعد أقوى على الاستمرار في ذلك الطريق الذي قادتني إليه أقدامي رغماً عني ..... بل بكامل
إرادتي فعلاً ..... ولا داعي للكذب فأنا لم أعتدهُ يوماً

والمدهش في الأمر أن حبك الذي جعلني أبدو على غير هيئتي يوماً ما لم يتمكن أبداً من جعلي أتقن الكذب
لأنني أبداً لم أكذب حين أحببتك واخترتك ولن أفعلها الآن وأنا أفارقك ومن دون الالتفات للأطلال التي سأتركها

خلفي أثراً شاخصاً لقصةِ عبوديةٍ انتهت منذُ أن عدتُ لرشدي وتبينتُ أن الحب هو الحرية
وليس لهما أن ينفصلا عن بعضهما أبداً









بقلمي ........ حسناء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طالما تعلمنا من قصة العبودية أن نتقن فن الحرية
مرتضى شامي ( 2012 / 8 / 4 - 23:45 )
منذُ أن تدَخلتَ في تفاصيل حياتي وأمور قلبي وأنا أدركُ أن نبضاتي الثائرة قد غادرتني إلى مكانٍ آخر**

أعتقد انها غادرت لمكانكما دون حراك لتفرض نتائج ثورتها بعزم خاطر محمل بمشاعر قدوم الربيع
فهي تعد رباط الخيل هناك

افتقَدتُ الكثير من الأشياء بوجودكَ معي وكأنكَ جئتَ لتطردها من حياتي كي تستوطنني وبلا استئذان**

هذا من طبيعة حال المشاعر ان تسمح للسكين دخولها كصديقه لكنها تفجع مؤخراً بذبحها
لكن في ذلك عبرة

جاءتني مطالبةً إياي بتبرير رفضي لإذلالك الكبير لها**
فهل أنا من اعتادكَ أم إنها هي من أصبحت تعشقُ اعتيادها عليك ؟؟

أي وقاحة تاتي لتطلب تبرير رفض الازدراءة في وجه الاعمى ؟؟؟
فهل لرفض القنديل للحجرة تبرير .... هو رفض و انتهى الموضوع و على جميع الصفات البذيئة ان تتقبل و بلا حراك السن

ورغم أني كنتُ أمقتُ كثيراً هذا الدور ولكني وللأسف أجدني قد أتقنته منذ أن أرغمني حبك المتسلط على أدائه **
لكنني مللتُه

مهلاً للثورة فيك ظهرو بعد تريث فلم تنته الثورة لتُذلي أنت لا لا بل كلنت تجمع ثوار مشاعرها للهجوم و الانقضاض كسيف عنتره


لك مني كل الود سيدتي لما زرعتي و أثمر من ترابط جم


2 - هواجس...قبل الرحيل
احمد هلال ( 2012 / 8 / 4 - 23:53 )
سيدتي الحسناء
وانا استمع (دارت الايام) بصوت امال ماهر ..... وانتقل بين هواجس ــــــ قبل الرحيل
وبين يدي اناء تملؤها حبات العنب....كنت اقرأ هواجسك بشراهة...وتثير شجوني كلمات الاغنية :-
(معرفش ازاي اني كلمتوا........مقدرش على بعد حبيبي.....انه ليه مين الا حبيبي)
لأعود واقرأ ما خطته اناملك من جديد......كنت تائهاً.....نعم تائهاً
وما ان صحوت من غفوتي بين حروفك....لأراني اعصر خمـــــــــــــــــــــــــــــرا
كنت بحاجة له ......... احتاج ان ارتحل من عالمي هذا
كنت قبل حين اردد مقولة لمحمود درويش يقول فيها:- (جائعٌ صوتي لأسمك )
لتفيقني حروفك...وكأنها تتبع حمية غذائية؟؟ وهل هناك ما يسمى برجيم الحب؟؟
اتمنى ان تكون تلك الحمية مفيدة لكِ من تخمة الحب التي تعانين منها
سيدتي انت متجددة ورائعة دائماً...........هواجسك كانت ممتعة
سلاماً ايتها الحسناء

اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07