الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقل السياسي العربي يعمل بالإيجار للدّفع بالشعوب نحو الانحلال

سامي بن بلعيد

2012 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


العقل السياسي العربي المصنوع غربياً بنسبةٌ كبيره وشرقياً بنسبةٌ أقل يتهيئ له بأنّه يمارس السياسة التي يمارسها صُنّاع السياسة في عالم صناعة المعرفة على مختلف مجالاتها
ويضن إنّه يمارس فن الممكن ولا يدرك إنّه يمارس المستحيل كما يضن بأنّه يمارس فن إدارة الصراع ولا يعلم إنّ يمارس فن صناعة الصراع , يتخيّل لهُ إنّه موجِّه ولا يدرك إنّه موجَّه من الآخر المسيطر

ففي حال اردنا النظر الى الموضوع بجدية لرأينا ان مضمونه ينطوي في كلمات بسيطة وهي ان ممارسة السياسة في بلد انتاج المعرفة شيئ وممارسة السياسة في بلد قتل المعرفة شيئ آخر

فالسياسة هي فعل له محدداته وتجلّياته , فعل يعبر عن علاقة حاكم ومحكوم يخضعان لمنطق داخلي يحكمهما وينظم العلاقات فيما بينهما ,منطق قوامه آليات وأفكار ومبادى قابلة للدراسة والتحليل على قاعدة وظيفية برجماتية تتكئ على مرجعية فكرية ثقافية تصنع المعرفة

فكيف للعقل السياسي العربي ان يجيد الفعل السياسي وهو يتحرّك بأفكار غيره ويرى بعيون غيره ؟ ... كيف ينجح وهو المهزوم الذي يقلّد المنتصرون ؟
كما إنّه يتحرّك داخل ثقافة مجتمعية نائمة ولم تفيق من سباتها بعد

هل يدرك السياسي العربي إننا ومنذ ما بعد الحرب العالمية الثانية قد اصبحنا مربعات سياسية توجّه من قبل الغرب والشرق ؟

فمنذ قيام اول ثورة عربية في 1946 ومروراً بكل الثورات زالانتفاضات وحركات التصحيح العربية الاخرى وبعد تقديم قوافل الشهداء وعبر السنين الطويلة من العناء والمعاناة وما بينهما وما حولهما وما نتج من ذلك حتى عصرنا الحالي ... ماذا جنى العرب ؟ ... للأسف الشديد مزيد من المآسي مزيد من الفرقة ومزيد من الضياع ... حالة شتات مع دلالات واضحة بأن هناك عمل ممنهج يكرّسه عمل عقلاني لقوى توسّعية تحمل خُطط كونيةٌ شاملةٌ لتقنين حياة عالم اليوم على الكيفية التي تراها

العقل السياسي العربي يعيش السياسة ومخاضها العسير بعقلية مادية كما يراد لها ان تكون ... ينفذ مخططات استعمارية داخل مربعات الوهم السياسي التي بناها له الآخر وجهّز زادها ومتاعها واسس معاقلها التي تنطلق منها فيروسات الموت التي تدفع الجسد العربي الجريح نحو متاهات الضياع والانحلال وتؤسس لثقافة المادة وتلغي قيمة الانسان

ومع ان المشاريع السياسية العربية التي لا نجني منها سوى الضياع في متاهات الصراع والتآكل الداخلي ... ومع معرفتنا بأن كل طُلاب السياسة العربية هم خريجي مدارس غربية وشرقية ( صناعات اجنبيه ) إلاّ ان المؤسف ان جميع الساسة ومع ما ارتكبوه وما زالوا يرتكبوه من جُرم بحق الشعوب العربية ما زالوا يرسمون لمشاريع سياسية من نفس مناهج العبث والعشوائية والضياع التي ضيّعتنا لعقود من الزمن ....ويرددون ذات العبارة السقيمة ( إننا بحاجة الى مشروع سياسي ) ... مصرّين على ان نبقى مثل الدُّمي التي يحرّكها الآخر كيفما ووقتما يشاء

لماذا لم نبعث الحياة في جسد ثقافتنا العربية الضريرة ؟ لما لم نيقظ عقولنا ونحيي قيمنا وأدبياتنا ؟
ثقافتنا هي شخصيتنا وهي العقل المجتمعي الذي يعتبر سيف ذو حدّين ... فبها نستطيع ان نصلح
ذلك الخلل الذي قتل العقول والقلوب والذي بإصلاحه نستطيع ان نستعيد جهاز مناعتنا وندرك مكانتنا ونصل الى حالة سلام مع ذواتنا ونتمكن من التعاطي والتعامل مع الاشياء من حولنا ... وبها تستمر الانتكاسة والضياع ... في حال تتحول الى طقوس اجتماعية من عادات وتقاليد فكرية متخلفة تنتج الجمود والتراجع وتجعل من الجميع أرضية خصبةٌ لمن أراد ان يستثمر أو يستأجر عقل سياسي عربي هو ألآخر يعاني من غياب في حلقات التكوين الثقافي والانساني والحضاري للعقل العربي الجمعي

فهل يستطيع العربي ان يتغيّر ويتطوّر ... يتطوّر واسمه محمد او علي ... او إنّه لا يتغيّر ولا يتطوّر إلاّ تحت مسمى جيمس أو جُرباتشوف ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - راي
عبد القادر بن عبد االه ( 2012 / 8 / 5 - 15:50 )
أنت قاٌب قوسبن أوأدنى من الحقييقة فكر بعمق و موضوعية و دون عقد نفسبة وستصل إنشاء الله الى المرض الدي اصاب الأمة وصل و شكرا


2 - اكمل المعروف
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 5 - 21:16 )
دام وانت تدرك الحقيقة
انزلها ولا تبخل علينا
فنحن بحاجةٌ ماسّة الى معرفتها
وعفواً

اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه