الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الأقوياء في سوريا أو حرب عصابات رأس المال.

بشير الحامدي

2012 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


صراع الأقوياء في سوريا أو حرب عصابات رأس المال.
قتل بلا حساب في سوريا . قتل مجنون ودماء. هكذا تصير الأوضاع لما يطفو على السطح صراع الأقوياء. النظام الفاسد الديكتاتوري المسلح إلى أخمص قدميه بكل انواع السلاح . والقوى الرجعية المدعومة بقوى الاستعمار المسلحة إلى أخمص قدميها بكل انواع السلاح. من يدفع ضريبة هذا الصراع الذي لن يتوقف . لا أحد غير الشعب السوري . الشعب السوري هو الذي يدفع ثمن معركة الأقوياء هذه معركة جلاديه مستغليه. . الشعب هو الذي يدفع ثمن هذه الحرب التي تدور لأجل إخضاعه واستغلاله وإذلاله أكثر. كلا القوتان لا هدف لهما غير ذلك. ما أكبر هذه الجريمة المستمرة إنها تذكرني بحروب القرون الوسطى أين كان يسيل الدم أنهارا ليحيا الملك أو ليحيا طالب الملك والشعب دائما هو الضحية. إنها جريمة بكل المعايير تحدث أمامنا. انها حرب مصاصي الدماء حرب عصابات رأس المال. باي معيار يمكن أن لا نوصف النظام السوري كنظام عصابة بيدها المال والسلاح إنه مثله مثل عصابات الجريمة المدعومة من الخارج التي يقاتلها. هو هكذا يصبح الصراع عندما لا تقدر الحركة الشعبية أن تستقل عن جلاديها . هو هكذا يصير الصراع عندما لا تقدر الحركة الشعبية على بناء ادواتها وسياساتها بشكل مستقل عن النظام أو عن القوى الرجعية المدعومة من قوى الاستعمار. هو هكذا يصير الصراع عندما تتراجع الحركة الشعبية عن مطالبها وتنكفئ و تغيب. إنه علينا أن نتجاوز بصدد الموقف من الصراع الدائر بين العصابتين في سوريا منطق أهون الشرور أو سياسة المحافظة على الوضع القائم لأنها عمليا وفي الأخير لا تضعنا إلا في خندق الدفاع عن النظام السوري والوقوف إلى جانبه. سياسة أهون الشرور هذه ليست سياسة جديدة إنها في الأخير مواصلة لسياسة "الجبهة الوطنية" ولن أذكّر هنا بالهزائم التي أدت إليها هذه السياسة ولعل الوضع القائم اليوم في المنطقة العربية هو أحد نتاجات هذه السياسة اليمينية لقوى اليسار العربي. قلت الموقف يجب ان يتجاوز هذه السياسة إلى سياسة أخرى يكون المبدأ فيها مصلحة المضطهدين و المستغلين مصلحة الشعب السوري ولا شيء غير ذلك. مصلحة المستغلين والمضطهدين ومصلحة الحركة الشعبية في سوريا هي في تعارض كامل مع مصالح العصابتين ـ مع مصالح النظام القائم و مع مصالح القوى الإستعمارية وحلفائها المحليين ـ . إن الصراع الدائر هو بين قوتين كلاهما على الشعب السوري ومن مصلحة الشعب السوري أن يعارضهما معا بل الموقف السليم هو ان يعارضهما معا. قد يعترض من يريد أن يعترض قائلا ما هي القوى السياسية التي تتبنى هذا الموقف أو إن هذا الموقف ليس إلا موقفا نظريا ولا شيء في الأرض يمكن أن يفعّله أو يجعله ممكنا. في الحقيقة إن الإعتراض على هذا الأساس اعتراض يقتصر على رؤية الوضع في صورته المباشرة والحينية فقط ويغفل قراءة الوضع استراتيجيا ارتباطا بالمصلحة النهائية للشعب السوري فليس من تكتيك يعارض الإستراتيجا ولا يكون خاطئا وكارثيا على من يمارسه ولقد أدت مثل هذه المعالجات البائسة بالأحزاب الشيوعية إلى الكارثة ولعل تاريخ هذه الأحزاب على مدار نصف قرن أو أكثر خير دليل على ما نقول. نعم القوى الإستعمارية لا تتعاطى مع مصالحها في المنطقة بسياسة رد الفعل إنها تتعاطى مع مصالحها بالتخطيط على المدى البعيد والإستراتيجي ولئن كنا نرى لمفهوم المؤامرة من معنى فإننا لا نراه إلا في هذا التعاطي المخطط له. الموقف السليم يجب أن يكون موقفا على قاعدة استراتيجية ولأنه كذلك فهو يوجب علينا لأن الصراع ومهما كانت نهايته بين النظام والطرف الأخر فهو لن يحسم الوضع من وجهة مصلحة الشعب السوري الذي ستظل مصالحه في كل الأحوال متعارضة ومتناقضة مع أي طرف سيحسم الصراع ـ قلت يوجب علينا الوقوف ضد الطرفين والعمل على الأرض لترجمة ذلك في سياسات ونضالات مقاومة لاشك تتطلب أدواة وهو ما هو مطلوب مباشرة تنفيذه من داخل ومع جماهير المضطهدين والمستغلين في سوريا. هذا هو الموقف الذي لا يتناقض والمصلحة المباشرة والتاريخية لهذه الجماهير و إن ذلك لاشك في ترابط مع مشروع التحرر المفترض اليوم توضيح كل اسسه السياسية والتنظيمية والتي هي معارضة ومتناقضة مع كلا الطرفين المتصارعين. لا يجب ان يثنينا عن ذلك ضعف العاملين على توضيح هذا المشروع أو كونهم ليسوا اليوم قوة كبيرة على الأرض. إن المعركة استراتيجية ولعل الحجر الأول الذي يجب وضعه اليوم في هذه الإستراتيجية هو العمل على توضيح هذا الموقف ونشره ودعوة جماهير المستغلين والمضطهدين والعمل في صفوفهم ومعهم على تبنيه وممارسته. و في كل الأحوال فليس هناك من مبرر لا أخلاقي ولا سياسي للوقوف اليوم في صف النظام أو في صف القوى الإستعمارية وحلفائها في الداخل.
ــــــــــــــ
بشير الحامدي
05 أوت 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جبهه ضد الفاشية
أكرم سعيد ( 2012 / 8 / 5 - 15:51 )
تحية لك رفيق بشير الحامدي: تحليلك صحيح لوضع في سوريا( اي ان هناك حرب بين الجناحين لبرجوازية الفاشية: 1/فاشية الدولة الديكتاتورية القومية و2/فاشية معارضة ناتو الاسلامية)، الاول فاشية من فوق و الثاني فاشية من تحت و كلاهما هي فاشية الراسمالية. طيب و بعد ؟! ما هو الحل؟! كيف سنواجه عمليا على الارض هذا الحرب القذرة بين هذين الفاشيين؟!..ما هي الادوات المواجه؟!.. براي يظهر من تجارب التأريخ العالمي و من استنتاج تحليل علمي لوضع في سوريا ضرورة تشكيل جبهه ضد الفاشية، جبهه ضد الحرب و الديكتاتورية، جبهه ضد الفقر و الرجعية ,هو ضرورة العاجلة التي تاخرت بسبب ضعف اليسار في العالم .ان اتحاد عمل كل الاشتراكيين واليساريين والثوريين من داخل و خارج سوريا تحت سقف هذا الجبهه، هو الخطوة العملية الأولى في الاتجاه الصحيح، و شكرا لكم


2 - إلى السيد السيد أكرم
بشير الحامدي ( 2012 / 8 / 5 - 17:34 )

تحية لك السيد أكرم . نعم المهم هو كيف سنواحه عمليا على الأرض هذه الحرب القذرة. أنا في تقديري أن لاشيئ يمنع الاشتراكيين واليساريين والثوريين وكل من برفع راية المقاومة عموما مقاومة الديكتاتورية بكل تلويناتها من التوحد اليوم في داخل سوريا أولا لا تهم التسمية كثيرا بقدر ما يهم برنامج هذه القوى والمهمات التي تتوحد من أجل انجازها. لا اعتقد أن مجرد الإعلان فقط عن هكذا برنامج او هكذا وحدة بكاف وحده إن لم يكن الهدف هو النضال مع الجماهير ومن داخلها لفصلها عن الاصطفاف وراء أي طرف من الطرفين المتصارعين إن كل وحدة وكل برنامج وكل مهمة يجب أن تكون متوجهة لتنظيم الجماهير بشكل مستقل عن القوتين المتصارعتين وضدهما في نفس الوقت وعلى قاعدة برنامج ثوري مناهض لكلا الطرفين باعتبارهما في الأخير وجهان لعملة واحدة.
يتبع


3 - إلى السيد أكرم سعيد
بشير الحامدي ( 2012 / 8 / 5 - 17:36 )
يجب أن ينصب العمل أيضا على التحريض في صفوف الجنود ومقاتلي القوتين المصارعتين ودعوة هؤلاء والذين هم في الأخير من صفوف الشعب إلى إدارة البندقية إلى بيروقراطيتهم و إلى قياداتهم والالتحاق بصفوف القوى الشعب. إن المهمة لتبدو اليوم صعبة ولكنها ليست مستحيلة . على هذا القاعدة يمكن أن نتجاوز السياسات التي لم تنتج غير الهزائم ونؤسس للمشروع الثوري التحرري مشروع المقاومة في كل المنطقة والذي لا يقتصر النضال من اجله على سوريا فقط بل يجب ان يباشر فورا في كل المنطقة العربية


4 - المهمة لتبدو صعبة ولكنها ليست مستحيلة
أكرم سعيد ( 2012 / 8 / 5 - 20:39 )
شكرا على جوابك الطيف رفيق بشير الحامدي، اشاطرك الرأي من صميم قلبي في ما تقول(إن المهمة لتبدو اليوم صعبة ولكنها ليست مستحيلة).. مهمة تبدو صعبة لأنه من جهه وقع سوريا جريحا في حرب ضروس بين فاشيتين، حرب يدمر كل بلد او ربما كل منطقة، وفي زمن الحرب من صعب لكن ليس من مستيحل قيام بتجميع و توحيد الصفوف، ومن جهه الآخرى و بعد مرور عام و نصف على ازمة في سوريا ما يزال القوى اليسار و الثوريين الحقيقين لم يشكلوا جبهه موحدة ضد الفاشية الدولة و ضد الفاشية ما يسمى نفسه المعارضة. عدم استعداد لمواجه الفاشية هذا ليس ناتجا بسبب الضعف يساريين السوريون وحدهم في داخل سوريا فحسب، بل هو نتيجة الضعف يسار و حركات الاشتراكية العالمية. ان مايجري في سوريا ليس حربا بين جناحين برجوازيين سورين فحسب بل هي صراع وحشي بين منظمات و دول الفاشية و الرجعية في منطقة و العالم، لذالك لا تسطيع اليسار السوري وحده حماية المدنيين السوريين من وحوش الراسمال العالمية بدون مساعدة و تحالف مع اليسار العالمي، وهذا الآخير مع كل اسف ضعيف وليس واعي بحجم خطورة الحرب دائرة في سوريا.

اخر الافلام

.. إلى أين سيقود ستارمر بريطانيا؟ | المسائية


.. غزة .. هل اجتمعت الظروف و-الضغوط- لوقف إطلاق النار؟ • فرانس




.. تركيا وسوريا.. مساعي التقارب| #التاسعة


.. الانتخابات الإيرانية.. تمديد موعد التصويت مرتين في جولة الإ




.. جهود التهدئة في غزة.. ترقب بشأن فرص التوصل لاتفاق | #غرفة_ال