الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى لا تدنس الثورة السورية..

محمد عبعوب

2012 / 8 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ارتفع مؤخرا اللغط حول من يشكل حكومة انتقالية في سوريا لتحل محل سلطة بشار الاسد التي بدأت تتفكك وتتحلل كأي صرح اقيم على باطل مصيره للانهيار والتحلل.. هذا اللغط تحول الى سوق للمزايدة والسمسرة بين حذاق السياسة والانتهازيين الذين لم نسمع لهم صوتا ولم نر لهم فعلا عندما كان مجرد إطلاق شعار مناهض لدكتاتورية اسرة الاسد في اي مكان من سوريا يقود صاحبه الى حبل المشنقة، واصبحنا نراهم اليوم على كل الشاشات والمنابر وقد على طنينهم كالذباب حول الجيفة المتعفنة..

والمصيبة ان هذه الطبقة الطحلبية التي تتداعى وتتطاحن لحصد ثمار دماء الشهداء من أبناء سوريا، تستعملهم ايضا حتى وهم تحت الثرى كوسيلة للاستحواذ على ما يمكن الحصول عليه من المكاسب التافهة!! فبعد أن ظلت هذه النماذج الطفيلية طيلة الأشهر الحاسمة لانطلاق الثورة في حالة صمت وكمون تتفرج من بعيد وتنتظر انجلاء غبار المعركة، وها هي اليوم وقد أدركت ان انياب الاسد قد انتزعت، وانه اصبح على باب الرحيل النهائي عن سوريا غير مأسوف عليه هو وزمرته، ها هم وقد ارتفع صوتهم ليتحدث عن حق الثوار في إدارة البلاد وحقهم في تعيين من يرونه مناسبا لقيادة هذه المرحلة الانتقالية، بل ذهبت تلك الشريحة المتآمرة من هذه الطبقة الطفيلية الى حد بث الفتن والخلافات بين مكونات الثورة السورية، مستخدمة انتماءات طائفية وعرقية وطبقية ودينية لإثارة الفتنة وشق التلاحم الذي انتجته الثورة ضد طغيان اسرة الاسد..

أحب هنا أن اضع أمام إخوتنا المقاتلين من الثوار وجنود الجيش السوري الحر الذين نذروا أرواحهم لحرية شعبهم وبلادهم، حقيقة لابد لهم أن يستوعبوها لتفادي الولوغ في دماء أبناء وطنهم والانجرار إلى مستنقعات الاقتتال الطائفي والعرقي والديني التي سيشعلها هؤلاء المتعيشون على تضحيات غيرهم لركوب الثورة وجني حصادها، هذه الحقيقة هي ان مهمتهم كثوار ثاروا من أجل تحرير سوريا من الطغيان والاستبداد الاسري ستنتهي بالسقوط النهائي والمؤكد لنظام الاسد وتفكيك كل تنظيماته ومؤسساته والقبض عليه وعلى كل قياداته الفاعلة ، وأن المعركة المقبلة وهي معركة ملأ الفراغ الذي سيتركه الدكتاتور لن تكون معركتهم بل معركة السياسيين والانتهازيين الذين سيتناحرون على ثمار تضحيات المقاتلين، وهذه بديهة معروفة في كل الثورات، "الثورات يخطط لها الأذكياء وينفذها الشجعان ويحصد ثمارها الانتهازيون" الثورة السورية لن تخرج عن هذه القاعدة بكل تأكيد وهذا ما حصل في تونس ومصر وايضا في ليبيا التي قدم فيها أكثر من 30 الف شاب ورجل حياتهم ثمنا لتفكيك نظام الطاغية القذافي، ويتطاحن اليوم الانتهازيون من الساسة واشباه الثوار على كراسي الحكم ومؤسسات السلطة والغالبية العظمى منهم لم يطلق تصريحا واحدا يدين الطاغية ومذابحه إلا بعد وصول الثوار الى ضواحي طرابلس، وأجرأهم هرب الى تونس او مصر وبدأ يخوض من فنادقها حربا كلامية ليحجز لنفسه مكانا في عربة الثورة بعد انجلاء غبار المعركة..

أيها المقاتلون السوريون الشجعان، يا جنود الجيش السوري الحر ، يا كل سوري خاض بكل شجاعة واقتدار معركة اجتثاث دكتاتورية الحزب الإقطاعي ولو بالكلمة والهتاف المجاهر بحتمية زوال الدكتاتورية، من على ارض سوريا ولم يغادرها ، اقول لكم محذرا ونحن قد عشنا هذه التجربة في ليبيا قبلكم، لا تورطوا أنفسكم في مجارير السياسة وعفنها التي ستفتح فور الإلقاء بنظام الاسد في مزبلة التاريخ، ولتبقوا على طهارتكم ونقائكم إلى أن ينجلي غبار هذه المعركة القذرة التي سيتقاتل فيها الانتهازيون والطفيليون والطحالب حول بقايا جثة الاسد المتعفنة.. وسينهك التطاحن والاقتتال هذه الطبقة العفنة التي ستنزوي في الظلام لالتهام ما حصلت عليه من جيفة الاسد، ووقتها يمكنكم أيها الأطهار أن تبادروا ومن خلال تنظيمات سياسية حقيقية تضع مبدأ المحافظة على الوطن والمواطن وصون حريته في مقدمة أجندتها، يمكنكم ان تبدأوا في بناء سوريا الجديدة، سوريا لكل أبنائها دونما إقصاء او تهميش على اي خلفية كانت.. أما ما نسمعه اليوم من زئير وهرير لضباع السياسة عبر القنوات الفضائية المختلفة بعد أن رصدت أنوفها تعفن جثة الاسد، فلا يجب ان يجركم لهذا الدنس، ولتحافظوا على قوتكم وطهارتكم لخوض معركة بناء سوريا الجديدة التي لن يكون فيها مكان لهذه النماذج التي سيطويها النسيان ولن تجد لها دور في معركة البناء ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احكيلنا عن شي بتعرف في
قلم رصاص ( 2012 / 8 / 5 - 16:26 )
كيف حال ما تبقى من ليبيا ..؟


2 - ما تبقى من ليبيا
محمد عبعوب ( 2012 / 8 / 6 - 14:10 )
ما تبقى من ليبيا سيكون القاعدة التي ستقام عليها ليبيا الحديثة، ليبيا دولة القانون والمؤسسات، ليبيا الحرة .. ليبيا العدالة والمساواة.. صحيح أن ليبيا تعاني اليوم، ولكنها آلام الولادة الجديدة التي ستبعث ليبيا من جديد كدولة تعيش ضمن مجتمع دولي وليس مغردا خارج السرب كما كانت في ظل الطاغية.. اما بخصوص سوريا فيا صديقي لا أعتقد أن هناك شيء غير معروف او لا يمكنني أن اعرفه، القرية العالمية لم يعد ممكنا إخفاء شيء فيها،ما نشاهده لا يحتاج لتعريف.. نتمنى لسوريا ان يكون مخاض ميلادها الجديد اقل ألما وأخف وطأة..

اخر الافلام

.. ماذا يحضر بوتين وكيم جونغ أون؟ | الأخبار


.. إسرائيل : أزمة ثقة بين القيادتين العسكرية والسياسية؟ • فرانس




.. عين حزب الله في سماء إسرائيل.. هل تستسلم تل أبيب أمام الخطر


.. رغم من جهود هوكشتاين.. التصعيد مستمر بين حزب الله وإسرائيل|#




.. بوتين وكيم.. يداً بيد لمواجهة الغرب! | #التاسعة