الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشماعة الفلسطينيه

سومه حساين

2012 / 8 / 5
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الشماعة الفلسطينية
منذ انطلاق شرارة الربيع العربي في تونس وانتشارها السريع في باقي الدول العربية، التي كانت مضغوطة كبرميل بارود.. في انتظار شرارة صغيرة حتى تنفجر، بسب ما لاقت من قهر وتفقير وفساد وتكميم أفواه، ومنذ انفجرت وبدأ الربيع العربي الذي هلل له الكثيرون كما هلل له الفلسطينيون.. وهنالك بعض الدول التي تحاول زجهم في الحراك العربي، فما دخل الفلسطينيين في ربيعكم المحمود الذي صنعتموه بأيديكم وانطلقتم به بمحض إرادتكم، وإن كنا قد أسعدنا مُطالبتكم بالحرية التي صنعتمونها بأنفسكم، فليس معنى هذا أنه لا يعرف قيمة الحرية إلا الفلسطينيين بسبب حرمانهم منها، وليس معنى هذا أنه لا يوجد مُثقفين ومُطالبين بالحرية إلا من الشعب الفلسطيني، لا بل يوجد كثير.. وكثير جداً من المثقفين العرب والمُتنورين اللذين تعج بهم البلاد العربية والغربيه، واللذين أدركوا منذ زمن بعيد أن أفواههم مُكممة ولا تُفتح إلاّ للأكل، وأيديهم مقيدة إلا بما هو مسموح لهم، وهناك حدود لأرجلهم وتحركاتهم وتجمعاتهم، وحتى في أسفارهم التي ربما يُحاسبون عليها إن هم لم يحسنوا الإختيار والتصرف.
وعندما خرجت الشعوب العربية مطالبة بالحرية، إدعى البعض أن المظاهرات والإحتاجاجات قد حرّض عليها الفلسطينيون، وعندما انتهت في بعض الدول وتمخضت عن ولادة إنتخابات نزيهه أو على الأقل أنزه انتخابات في تاريخ الشعوب العربية، حيث أتت بمن اختاره الشعب بمحض إرادته، ادعى البعض الغير مُتقبلين للوضع الجديد أن الحكومة الجديدة تعمل لصالح الفلسطينيين.. فما دخل الفلسطينيين في ربيعكم العربي، ولماذا تحاولون دائماً البحث عن الشماعة الفلسطينية لتعليق إخفاقاتكم وأخطائكم عليها، ألا يكفيهم ما وقع عليهم من ظُلم وتقتيل منذ أكثر من ستين عاماً الى الآن، ألا يكفيهم السجن الكبير الذي يعيشون فيه، ولا يخرجون منه إلاّ عن طريق الأنفاق، وإن أرادوا الخروج بطريقة اعتياديه يواجهون الكثير من الصعوبات والعراقيل حتى يسمح لهم بالخروج، أو يسمح لهم بدخول البلد الآخر، ألا يكفيهم تشرد وضياع ومحاولة القضاء عليهم وتقتيلهم في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وحتى في شبه العراق عندما تركته أمريكا بعد تدميره، صبوا غضبهم على الفلسطينيين، وقاموا بطردهم وتقتيلهم، ولم يجدوا أبواباً مفتوحة لهم وترحب بهم إلا كندا وإنجلترا وأستراليا، بينما رفضت جميع الدولة العربية استقبالهم.. الدول العربية القومية المُتفرقة رغم اللغة الواحدة والعرق الواحد والدين الواحد الذي يجمعهم، هذه التفرقة العربية التي أدت الى ضياع فلسطين بعد مؤامرة دنيئة عليهم.
ونحن هنا لسنا بصدد البحث في القضية الفلسطينية الشائكة، ولكن لماذا لا نجد نحن العرب إلاّ الشعب الفلسطيني لنسقط عليه فشلنا وعجزنا عن تصحيح مسارنا إن أخطأنا، وما تأثير بضع مئات أوحتى ألوف منهم يعيشون في البلاد العربية، ما تأثيرهم على ملايين المواطنين اللذين قاموا بحراكهم الثوري، واختيار رئيسهم وحكومتهم الجديدة بأنفسهم وبمحض إرادتهم بعد انتخابات نزيهه وضعوا فيها أصواتهم، ولم يصوت معهم فلسطيني واحد، الذي كل ذنبه أنه تعاطف مع الشعوب العربية وأيّد حراكها المبارك، علّها إذا تحررت تنقل العدوى إلى دولته التي ترزح تحت الإحتلال منذ أكثر من ستين عاماً.
والغريب في الأمر أن الشعوب العربية بعد الربيع العربي اكتشفت أنه ليس الشعب الفلسطيني وحده اليقابع تحت الإحتلال، وإنما هم أيضاً.. لأن الذي يحكمهم هو ليس حكومة وطنية وإنما احتلال مُقنّع، إحتلال مُتخفّي تحت عبائة حكومات عربية، وما هي إلاّ عصابات من الدراكولات التي قامت وتقوم بمص دماء شعوبها بشتى الطرق المتاحة لها وبشتى الحجج، وهي دراكولات نهمة لا تشبع ولا ترضى بالقليل، وعندما افتضح أمرها إستشرست أكثر وقامت بمواجهة شعوبعها وتقتيلهم بلا رحمة وتدمير كل ما يمكن تدميره وطمس الحقائق قدر استطاعتها، لإرهاب الشعوب وترضيخهم مرة أخرى، بل وأحياناً خرجت لهم بأثواب أخرى لمحاولة خداعهم والسيطرة عليهم وعلى حراكهم ولكن هيهات فإن الزمن لا يعود الى الوراء، ونحن في فلسطين نعرف عدونا ونعرف كيف نتعامل معه، فهو لم يخدعنا برداء العفة ولم يتخفي ويدّعي النبل وأنه يريد مصلحتنا، ولكن المصيبة في الحكومات العربية التي تخفّذذت ولبست ثوب العفة والأب الرحيم بأبنائه الذي يهمه إلاّ مصلحتهم وهو أدرى بها، بينما كانت تعمل على تخديره ونهب خيراته وتجهيله، وهذا بلاء من الله عظيم.
بقلم: سومه حساين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش الإسرائيلي وعناصر من الفصائ


.. اقتصاد فرنسا رهين نتائج الانتخابات.. و-اليمين المتطرف- يتصدر




.. كيف نجح اليمين المتطرف في أن يصبح لاعبا أساسيا في الحياة الس


.. الشرطة الكينية تطلق الغاز المسيل للدموع على مجموعات صغيرة من




.. شاهد: تجدد الاحتجاجات في نيروبي والشرطة تفرق المتظاهرين بالغ