الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراتيل ارض

حملاوي فاطمة الزهراء

2012 / 8 / 5
الادب والفن


بين جبل و هاوية ; وشمس و ثريا ; ثنى الهائم ركبتيه و أقعدهما ; و حملق حيث الطير طارت و السحب سارت ; عسى أن يجد سبيلا لما هو مكتوب * أقصوصة ارض* لا يزال اقنومها عالقا زئبقي لا يفلح فاهمه . عوى ذئبه ; و صاح ديكه ; و بدل أن يرتاح منها خاض معراجها و أراد ترتيلها مسائلا ترانيمها ;ترانيم أعدت بحروف صامتة بدايتها ويحك أن تقترب فالسهم قاتل و الرصاصة مصيبة و جوادك كاهل ;إلا أن الهائم لا يزال هائم لوى شريطه و ولى نحو غابر يجهل غيا هبه حيث الحلم صبي و السلوى نوال . و كأن الشجرة بدورها منى كل قاطف بأريج هواه بل إن الطمع ضئيل و اللعبة كافية و البراءة جملة تجسدت بجل حدا فرها . موطن أردت و أردت و المراد واحد ; بدون قوانين تتلى أو رسوم تدفع ; فالسائق مجهول و الراكب لا يأبه مثواه . زائر في بلاد اللا اعرف ; موطن الخطيئة المحمودة و الحسنة المنبوذة و الفاصل بينه و بينهم زجاجة يراهم و لا يروه هم أرقام بعثرت تلابيبها و صارت جاهزة للقسمة و الطرح ; الموجب فيها أضحى سالبا و المعادلات جموعها فارغة . و يحك أيها الزائر : إياك و المنطق فلا منطق وراء الزجاج . إنهم هكذا لا يأبهون رعاة لمواشي أو بالأحرى مواشي لرعاة ; ذئاب بثوب حملان غزاة بدستور الرحمان . عذرا * سمعا و طاعة أيها الرعاة * سيحين الحين و تنشق الزجاجة و يصعد الأنين ليدوي و يدوي و يدوي ...عالم الظلمات أيها الرزين . فصبي اليوم عبثا سيمسك القلم و عبتا سيدس سمومه و يوما ما سيحين...فتصفيق الأمس مصيره صفعات مبتوتة .
تنحى الزائر و غطى الزجاج بستارة و صاح بعيدا أيها السائق لا وجود لي هنا الفرار الفرار ...
خفق فؤاده و هدا و دمعت عينه و رست ; فأتاح الستارة مرة أخرى عساه يمحي آخر الأرقام فادا بها طيور تبكي بلا دموع و جو جنازة بلا شيوع ; برزخ ترابه الهلاك و حتفه الديدان حيث الهياكل يقطنها جرذان ; البؤس دينهم و ديدنهم ; ذنوب عيش بدون عيش . غير الفرج مفتاحه فضاعوا وسط انتفاضات صبر لا محالة منها .جثث تسير و أخرى ملقاة لا هي بميتة و لا بحية ترزق .
لعين أنت أيها القدر !! متى ستتوقف عن المجازفة ; غريبة هي التفاتاتك تدرجها دون سابق إصرار أو ترصد تسقط كتلك الأمطار العابرة في فصل المصيف ثقيلة تعلن عن خراب حتما سيكون ; لنقوم بسذاجتنا و نغلق الخشيبات حتى لا يصيبنا ريح و نهتدي لنستريح ليباغتنا إعصار الفزع مقسما بكينونته حاملا خشيباتنا و لما لا أرواحنا ... تلك هي لعبتك ; ويحك أيها المحتال الوسيم نعبدك بلا شهادة و نتبعك بلا صلاة صرنا إليك ولم تكن يوما منا . لتعود السفينة مجددا بلا شراع نحو أوكار نجهلها لكنها تقبل بنا و لو لفترة تفصلنا عن عودتك...
تلك كانت حروف جثة من الجثث الآيلة للانهيار يوما بعد يوم. أعاد الستارة مرة أخرى و فحوى المعقول لم يدركه بعد. دقائق و يعلن الخبر. خبر موت سيجول حتما تلك البلاد.
ففر هاربا دون التفاتة ليقف بين جبل وهاوية و شمس و ثريا هائم و لا يزال ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فريق الرئيس الأميركي السابق الانتخابي يعلن مقاضاة صناع فيلم


.. الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت تظهر بفستان يتزين بألوان الع




.. هام لأولياء الأمور .. لأول مرة تدريس اللغة الثانية بالإعدادي


.. اعتبره تشهيرا خبيثا.. ترمب غاضب من فيلم سينمائي عنه




.. أعمال لكبار الأدباء العالميين.. هذه الروايات اتهم يوسف زيدان