الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزمن العاهر

طارق المنيظر

2012 / 8 / 6
كتابات ساخرة


عندما ألملم شتات ذاكرتي المفترسة، وأجمع ما بقي عالقا بشظاياها، أجدني صبورا شكورا لما اعترى طريقي من عراقيل وأشواك جعلت الجرح يغرس في قدمي دون ان يندمل ولو للحظة.
أخال نفسي احيانا خلقت لافتراس الزمن وألفي ذاتي احيانا أخرى ذاك الشخص البائس الذي مل من الحياة وما ينضوي تحت كنفها.
أحاول ان لا أرى إلا النصف المملوء من الكأس، حتى لا يزيد يأسي يأسا شؤما، فأحلق على أجنحة الامل فيما بقي لي من عمري، وتملأ ذهني مئات الاسئلة بل الآلاف والألوف، لدرجة أحار فيها أي سؤال يجب أن أطرحه، ويكون منطقيا شيئا ما، لكن مع ذلك أجد الحياة كلها خالية من المنطق، ان لم أقل أنه منعدم، أكاد افقد صوابي، بل فقدته مرات متعددة، فيرجع الصواب تارة أخرى فأتمنى لو بقي مفقودا وأكون ذلك المجنون الفاقد لمبدأ الواقع والمتوفر على مبدأ اللذة فقط، لأتصرف طبقا لما تمليه علي لذتي وليس ذهني، لأن ذهني تعب ومل ولم يعد يقوى على التفكير الممل في روتين الزمن المتكدر بالمعاناة واليأس.
لكن مع ذلك لا أجد مفرا غير الصواب فأحاول أن أنحو منحى ذلك الشخص المتزن-المستقيم-الحاضر البديهة. يا له من زمان عاهر يرغم الفرد على دس أنفه في جيفة نتنة أكل عليها الدهر وشرب، فيختنق اختناقا شديدا من النتانة المملة، نتانة الظلم والعار والتعدي والافتراس، أي افتراس؟ انه افتراس الانسان لأخيه الانسان حتى نكاد نسلم ان الانسانية انعدمت من الوجود بشكل لن تستطيع معه العودة لولا شذرات الرحمة الالهية التي ترطب بعض القلوب الجافة والمتحجرة، المملوءة حقدا وكرها، والحاملة لواء الحسد والانتقام المعنونين، لتدس سكاكين المعاناة في قلوب الأبرياء الأشقياء.
طارق المنيظر، بعض علامات الجنون المتفجر في سماء حياة غريبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??