الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو مقاربة هادئة للوضع المتفجر في لبنان

معقل زهور عدي

2005 / 2 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تحتاج الأزمات حين تشتد الى مراجعة هادئة ومتأنية بعيدا عن الانفعالات والتأثر بضغوط الأحداث التي تبدو أحيانا مثل كتلة منفلتة من اللهب تندفع بسرعة متزايدة لتسبق أي محاولة للسيطرة عليها .
يتفق الجميع على أن حادثة اغتيال المرحوم رفيق الحريري كانت مأساة كارثية انسانية ووطنية وعربية ، لكن دعونا نخرج من هول المصاب وأحزانه ونتساءل وماذا بعد؟ .
سورية في موقف صعب ، فهناك حوالي 150000 حندي أمريكي على الحدود الشرقية ، والدول العربية في حالة انهيار أمام الارادة الأمريكية لدرجة أن المرء لم يعد واثقا في قدرة أي منها على الاعتراض على نظام عقوبات اقتصادية او ديبلوماسية محتمل فرضه من قبل الولايات المتحدة عبر الأمم المتحدة ، وبصيغة أوضح فسورية تواجه اليوم منفردة سياسة أمريكية تستهدفها تتحكم بالأمم المتحدة وتتشارك مع أهم الدول الأوربية في ظل خلل خطير في ميزان القوى الاقليمي .
هذا الاعتراف الذي لابد منه كمقدمة يجب ألا يدفعنا للخوف بمقدار ما يفترض ان يدفعنا للبحث في اتجاهين :
الأول : التراجع الى وضع يمكن الدفاع عنه بصورة أفضل .
الثاني : البحث في عوامل الضعف الذاتي لمعالجتها وفي عوامل القوة الذاتية لانمائها.
وبالنسبة للبند الأول فمن غير الخافي أن التصادم يتركز الآن حول الوضع اللبناني ، وترغب الولايات المتحدة ( وربما آخرون ) في جعل لبنان بمثابة فخ لسورية ، ويعطي تطور الأحداث هناك بما في ذلك حادثة اغتيال المرحوم الحريري وما رافقها ونتج عنها من حالة تعبئة وشحن تتسع باستمرار داخل المجتمع اللبناني وضمن المجتمع الدولي ضد سورية مما يمهد لعزلها وفرض العقوبات عليها وربما لاحتمالات أخرى للتدخل قد لاتكون واردة الآن ولكنها غير مستبعدة مع تفاقم الأحداث أقول يعطي ذلك الانطباع بأن كل يوم يمر على الوجود السوري في لبنان يعمق ذلك الفخ ويجعل الخروج منه أكثر صعوبة .
لقد شكل الوجود العسكري في لبنان منذ فترة ليست قصيرة عبئا على سورية ، وربما جادل البعض في الميزات الاستراتيجية التي يتيحها ذلك الوجود مقابل تحمل عبئه الثقيل ، لكن الوضع قد اختلف اليوم بصورة تامة ، وما كان يحسب ميزة استراتيجية أصبح نقطة ضعف وفخا استراتيجيا .
تقتضي الحكمة البدء بتلمس طريق الخروج المشرف من لبنان بأسرع وقت ، ولقد دعى أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه اليوم إلى حوار مسؤول بين كافة الأطراف اللبنانية ومثل ذلك الحوار أو المؤتمر يمكن أن يضع أساسا لتفاهم لبناني – لبناني ومن ثم تفاهم سوري – لبناني للخروج المشرف من لبنان وإغلاق تلك الجبهة في وجه أعداء كثر لسورية يتمنون إبقائها مفتوحة لاستعمالها كجرح نازف .
وإذا استطعنا ان نخرج من لبنان وفق طريقة كهذه تتضمن ضمانات بالمحافظة على المقاومة والسلم الأهلي مع إبرام معاهدة صداقة وتعاون تحفظ مصالح الطرفين تكون موضع إجماع كل الفرقاء اللبنانيين فسيكون ذلك نصرا أكيدا للسياسة السورية ، كما ان الفشل في ذلك قد يفتح الباب أمام تحول تلك الجبهة الى ثغرة للاختراق والالتفاف على طريقة الدفرسوار .
أما الاتجاه الثاني : فيتطلب مراجعة شاملة للوضع الداخلي واتخاذ خطوات سريعة وهامة تفتح الباب أمام تغيير ديمقراطي مدروس وآمن بالانفتاح على كافة الأطراف الوطنية – الديمقراطية دون استثناء أو اقصاء .
إن مصدر القوة الذاتية لايمكن الوصول اليه وتنميته الاعبر معالجة جدية وشاملة للوضع الداخلي.
نعم ثمة بعض المخاطر المحتملة في إجراءات كهذه – والسياسة لا تخلو من المخاطر – لكن بقاء الوضع على حاله سواء لجهة استمرار سياستنا في لبنان أو استمرار الوضع الداخلي دون معالجة لايشكل خطرا محتملا بل أكيدا على سورية نظاما ووطنا ومجتمعا . فهل نأخذ المبادرة للخلاص أم ننتظر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-