الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخلاقهم الفاسدة وأخلاقنا الخالدة

عبد العاطي اربيعة

2012 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



إن أكبر الأوثار التي يعزف عليها الرجعي حليف الإمبريالية في مواجهته للقوى الثورية، هو وثر الأخلاق، مدعيا بأننا ندعو إلى الرذيلة و إفساد الأخلاق، متناسيا بأن أخلاقهم هي أخلاق ظلم و جور في أغلبها، و خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمرأة -ناقصة العقل و الدين في نظرهم- بالرغم من أنها أبانت عن علو كعبها بالمقارنة مع الرجل في أغلب المجالات تقريبا، العلمية و المهنية و الفنية... و ما إلى ذلك. و كذلك عندما يتعلق الأمر بالأطفال (أطفال الزنا و أبناء الحرام في نظرهم) المحرومين من جميع حقوقهم المادية و المعنوية سواء تعلق الأمر بحقهم في الإسم و النسب و الذي يفرض عليهم إما الانتساب إلى الأب في حالة قرر الإعتراف بإبنه، أو الانتساب إلى الشارع في حال رفض ذلك. بالرغم من تطور التكنولوجيا التي يمكن اعتمادها لتحديد النسب، و بالتالي حرمان هذا الطفل البريء من جل حقوقه العادلة و المشروعة.
هل هناك فساد أكبر من هذا و هل يمكن أن نعتبر دعوتنا إلى أن ينتسب الإبن إلى أمه في هذه الحالة فسادا؟ طبعا لا لأنه لا يمكن أن يتحمل الإبن و أمه خطأ شخص آخر و خطأ فكر رجعي.
أما إذا تحدثنا عن أخلاقهم بشكل عام، فإنها قائمة في أغلبها إن لم نقل مجملها على الخوف و الإستغلال، إن خوفهم يبدأ من حياتهم في الدنيا، مرورا بعذاب القبر، وصولا إلى الخوف من عذاب النار، لأن أخلاقهم بنيت في أساسها على فلسفة الترغيب و الترهيب (العصا و الجزرة)، الترهيب من أبشع أنواع التعذيب الذي تتحدث عنه كتبهم، و الترغيب في الوصول إلى جميع أنواع النعم(أنهار خمر، حور عين...)، و بالتالي فإن أخلاقهم مبنية على المصلحة الخاصة أي الوصول إلى النعم و تجنب العذاب، و لكن الإشكال يطرح عندما نتحدث عن ما يسمى عندهم الثوبة أي أنه يمكن أن يرتكب مايشاء من الخطايا ثم يثوب فيتجنب جميع أنواع العذاب، و يستفيد من النعم الجمة التي بشر بها إن هو ثاب، أما الشيء الأخطر فهو عندما تكون الوسيلة المثلى للوصول إلى ما يريدون هي الكراهية و القتل(فالمسلمون عليهم أن يحاربوا الكفار، اليهود، و النصارى. و المسيح يجب أن يقاتلوا غيرهم من الديانات الأخرى. و كذلك اليهود)،فالشهادة بالنسبة إليهم تبقى الطريق الأقرب للوصول إلى ما يريدون. و بالتالي نصبح أمام إرهاب متبادل هدفه الوحيد الوصول إلى ما بشروا به جميعا عوض خدمة البشرية أجمع. هذا فيما يخص أخلاقهم، أما فيما يخص أخلاقنا فهي مبنية على مبادئ سامية مبنية على إحترام الذات البشرية في إنسانيتها سواء كانت هذه الذات طفلا، امرأة أو رجلا. و بالتالي فإن هدفنا هو الوصول إلى إسعاد البشرية جمعاء على أساس المساوات الثامة بين جميع الناس دون تمييز على أساس العرق أو الجنس أو اللغة ...هذه المساوات التي يجب أن تشمل جميع المجالات السياسية و الإقتصادية و الاجتماعية و الثقافية...و بالتالي تحقيق العدالة الإجتماعية.
و من ثم فإن هدفنا غير مرتبط بذواتنا كأشخاص و إنما كجزء من كل، و بالتالي الذي يؤطر عملنا هي أهدافنا هي مبادؤنا الثورية، و لكن الإشكال الذي يطرح هنا هو عدم قدرتنا على نشر أهدافنا و مبادئنا، و بالتالي التأسيس لخصالنا النبيلة التي ستسود بفضل تضحياتنا كقوى ثورية، ليس خوفا من عذاب وهمي و إن خِفنا فإننا سنخاف من عذاب ضميرنا، و الذي سيلازمنا إن لم نستطع أن نقدم المساعدة إلى الضعفاء و المظلومين، إلى من هم في حاجة إلينا. إن هذه هي المبادئ التي ستأسس لأخلاقنا و التي يجب أن يتحلى بها كل ثوري و أن يعمل على نشرها بكل ما أوتي من قوة.
عبدالعاطي اربيعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - it is the truth
F.Radjab ( 2012 / 8 / 6 - 08:38 )
it is the truth, the whole truth, nothing but truth.
thank you

اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا