الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين و الديمقراطية

انور نصرّ

2012 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الدين و الديمقراطية
ان اختلال التوازن بين حجم المسؤولية المرمية على الفرد و بين الدور التمثيلي الذي يقدر ان بلعبه رغم ان هذا الدور ليس مرئي باي شكل ، ونرى هنا ان هذا هو القاسم المشترك بين الدين و الديمقراطية و بما ان اديمقراطية لا يمكن ان تكون الا باستقلالية القرار الفردي، وان العمل الديني و خطابه لا يبين لنا المنطق العام و لا يكون علميا الا انه موجه و فرضا على الفرد ، و هنا يقع الفرد بحيرة بين الخيارين القناعات و افكار و قرارات الغير من البشر .
ان الديموقراطية مسئولة فقط بما تخلق من سياسة و دكتاتورية يقررها و يحدد مسارها و نهجها افراد يَتراسون اماكن و وظائف يمكن من خلالها صنع القرار و فرضه عن طريق الديمقراطية و ان الدين ( ممثلين الدين) ايضا مسئول بما يلد من فقه و معتقدات اغرقت الناس بالاختلافات و صنعت الحروب و الصدمات ، ان الفارق بينهما هو : ان الديمقراطية يمكن ام تنتج الخطأ انما لا تبرره، انما الدين(ممثلين الدين) ايضا ينتج الخطأ لاكن حتما يبرره بتفسير وفقه للمقاصد الدينية .
ليس من اهداف الديمقراطية ان تتباها بانها قادرة على اصلاح الانسان البشري، انما هدفها هو ان تبين الانسان البشري على طبيعته و حقيقته، اما الدين يهدف الى اصلاح الانسان البشري "و يقال انه قادرعلى ذلك" ،هذا يعني ان الدين ( ممثلون الدين) يتحجج بجله الانسان البشري و هذاليس من حقه ان يبرر الاخطاء التي حصلت باسمه او بسببه
ان مخاطبة الفرد من الناس و محاسبته هو اكبر دليل لضعف الديمقراطية و الدين على حد سواء و ان فهم الفرد البشري ان يلتزم بمقتضيات و محاور و استراتجية الديمقراطية و تعاليم الدين فهاذا لا ينعكس عمليا على ارض الواقع كلما راينا ان جماعة من البشر هي التي تعمل و تفعل على الارض وحدها و هنا الفرد حكما سيفرض عليه ان يدفع حساب اخطاء ليست من صنعه و لا حتى يمكن اصلاحها بل ربما كان من حق الانسان البشري الغوص في بحر الاخطاء و هذا من اساليب ضغط الحاجة وتحريرها و هذا ضرورة للتواصل المنطقي في المجتمع و البيئة التي يعيش فيها ومن هنا نرى ان المبررات المنطقية و العلمية حق مكتسب له و يجب ان تتوفر له وحتى تتوفر هذا الاليات التي يكون دورها الاساسي و المنطقي و العلمي ان تحمي الفرد الانساني و الاقليات من البشر من ديمقراطيات و اديان الاكثريات و الجمعات المحصنة في غرف الدولة برداء الديمقراطية و قلبها استبداد و فعلهم ديكتاتوري بما يتناسب مع مصالهم و مصالح حفاظهم في موقع اخذ القرار ....
ان الديمقراطية هي الافضل من كل الديكتاتوريات و حكم الشرع و الدين و هذا نظريا لكن ما مدى واقعية هذا الطرح عمليا بين المجتمع الشرق اوسطي الاستبدادي الذكوري ...
ان للديمقراطية اساسات لا تعيش بدونها اولا ان يتحرر الفرد البشري من التبعية المفروضه عليه سياسيا و بجميع انواعها الدينية و العشائرية ، فإذا بنيت الديمقراطية في تغيب و انعدام الفردية فيها حكما ستلد نظاما معوق و مشوه لا يتمكن ان حمي نفسه من استغلال الدكتاتورية السراطانية وظلمها و بعدها عن الديمقراطية و الياتها.
الى من يعتقدون بان ليس من الضروري المطالبة بالديمقراطية الحقيقة و الصريحة في المجتمع الذي لم يلد بعد او قتل العدد الكافي من المثقفين علميا و المحررين عقليا الذين يقدرون على تعليم الفرد و توعيته على التحرر من الديكتاتورية اثناء حكمها للمجتمع فان قبول العيش في ظل الديكتاتورية و قسوتها مع العمل على اصلاح و تحرير الفرد منها هو افضل و اقل خطر على مصلحة المواطن و السلم الامن الوطني من ان تكون الديمقراطية حاكمة لاكن دون تحرير الفرد فيها الذي يمكن ان يثور على الديكتاتورية بثورة او ثورات يمكن انتزاع جوهرها للتغير نحو الديمقراطية من قبل ناس يهتفون باول المشروع التغيري و يحورون مسارها عبر تعاليم التخدير الديني و السؤال هنا هل المجتمع لا يقدر ان يرى او يبني او يخترع نظاما بديلا للديمقراطية فهل هذا اثبات لنجاحها و السؤال الثاني هل جميع البشر صالحون و محررين لها باعتبار طوائفهم و دينهم مختلف او ان بعض من المجتمع البشري لا يصلح للديمقراطية و ذلك بسبب خلل بتركيبة النظام الاجتماعي الخاص و ليس الديمقراطية اما السؤال الاهم هل اصبحت الديمقراطية حلما للبشر ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في